الجزائر

الاتّسـاق في الخطاب الشعـري من شمولية النصيّة إلى خصوصية التجربة الشعرية



إن المتتبع حركية المعارف في السنوات الأخيرة، والراصد حالة التفاعل في الساحة الثقافية يدرك تغيرات جلية. لعل أبرزها ما شهدته العلوم والمناهج من نزعة التفاف قوية وروح احتواء فيما بينها فتية. بدأتها اللسانيات حين طفقت تنسلخ من سلطة الافتراض إلى أفق الواقع اللغوي، وتسمو بالدراسة اللغوية من محدودية الجملة نَحْو فضاء النص والخطاب، لتتشوف إلى الدلالة المفقودة أو شبه المفقودة من الدراسات السابقة، وتنفتح على الدينامية المتولدة من حوارية اللغة الطبيعية حيث تدارس وهي تمارس، وتتباين على ضوئها الأفكار والأساليب وتتناصص. فصارت الحاجة إلى تشكيل علم لساني يسائل النص أو الخطاب ضرورة منهجية أفضت إلى ظهور معارف عدة منها لسانيات النص، التي تصدت للبحث في أدوات التماسك النصي واستنباطِ نصية المعطى اللغوي بناء على وظائف لسانية وعبر لسانية. وعلى الرغم من تعدد نظريات لسانيات النص وتشعبها فقد تعلقت الجهود النصية التطبيقية بجانبين اثنين هما: سطحُ النص وعالَمُه، يتكفل بالمستوى الظاهري الاتساقُ بوسائله المتنوعة، ويكتنه المستوى الباطني الانسجامُ بآلياته اللغوية وعبر اللغوية. وها نحن في هذه المقالة نتحسس خصوصيات الاتساق في الخطاب الشعري، من خلال قصيدة "عاشق من فلسطين"، التي مثلت نموذجا واضحا لتنوع الأبنية النصية، ومثالا حيا لتفاعلها مع الآليات الخطابية

تنزيل الملف


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)