باتت البنايات القديمة تشكل خطرا محدقا على حياة قاطنيها. وتكشف تقارير المراقبة التقنية للبناء عن وجود آلاف منها عبر عدة مناطق، مما يستوجب ضرورة ترميمها أو هدمها كليا، خاصة وأن التقارير تشير إلى أن مجرد سقوط قطرات المطر أو هزة أرضية حتى ولو كانت ضعيفة، فإنها تكون كافية لإحداث الإنهيار، لكن رغم ذلك يضطر قاطنوها العيش فيها لاستحالة إيجاد بديل أو عجز السلطات القضاء على الظاهرة بشكل جذري.
الجزائر العاصمة
65 ألف بناية آيلة للسقوط في سبع بلديات
القصبة، باب الوادي، بولوغين، رايس حميدو، سيدي أمحمد، بلوزداد، المدنية، حسين داي والحراش، هي كلها بلديات يعود تاريخ إنجاز معظم البنايات بها الى العهد الاستعماري، مما جعل البنية التحتية لعماراتها تتآكل بفعل الزمن، وهو الأمر الذي أثبتته الهيئة الوطنية للمراقبة التقنية للبناء التي أحصت منذ 5 سنوات أكثر من 65 ألف بناية آيلة للسقوط بتلك البلديات. وأفاد مسؤول من المخبر التابع للهيئة الوطنية للمراقبة التقنية للبناء، أن الأرقام الخاصة بالبنايات المهددة بالانهيار بالعاصمة والتي تشكل خطرا على حياة قاطنيها هي نفسها التي قدمت منذ 5 سنوات والمتمثلة في 65 ألف بناية آيلة للسقوط. مشيرا إلى أن هذا الرقم جاء بعد عملية مسح مست7 بلديات بالعاصمة وهي باب الوادي، حسين داي، المدنية، سيدي امحمد، بلوزداد، الجزائر الوسطى والحراش.
وأوضح ذات المصدر أن عمل الهيئة الآن أصبح يقتصر على طلبات المعاينة من طرف المصالح البلدية، كما أن الهيئة ليس لديها سلطة تنفيذية تخول لها المراقبة، بل أن تحركها، حسب محدثنا، يكون بطلب الجهات. كما دق ذات المتحدث ناقوس الخطر حول وضعية البنايات التي كانت مهددة بالانهيار، والآن حسب تصريحه دخلت في الخانة الحمراء وأصبح تواجد السكان بها يشكل خطرا على حياتهم.
من جانب آخر، كشف أحد التقنيين بوكالة باب الزوار في اتصال مع ''الخبر'' أن القرارات التي أصدرتها الهيئة الوطنية للمراقبة التقنية مؤخرا والخاصة باحتمال سقوط البنايات المشغولة لم تعد فاعلة، بل وضربت بها الجهات الوصية عرض الحائط. والدليل أن أصحاب تلك العمارات لا زالوا يقطنونها لحد الساعة، حسب محدثنا الذي قال ''عملنا يتوقف عند إجراء التقارير فقط، وعلى الجهات الوصية اتخاذ الإجراءات اللازمة وإنقاذ المواطنين من الموت''. وأكد نفس التقني أن الرقم الحقيقي للبنايات الآيلة غير معروف بصورة مدققة نظرا لوجود 450 ألف بناية قديمة بالعاصمة كانت قبل 15 سنة مهددة بالانهيار وتحتاج الى ترميم. ونظرا لعدم ترميم عدد كبير منها، فإن الرقم المقدم منذ 5 سنوات المقدر بـ 65 ألف بناية يكون قد ارتفع كثيرا.
وفي سياق متصل، قال نفس المصدر أن عملية المسح شملت أيضا مؤسسات عمومية وقد تبين أن البنية التحتية بها متضـررة جـدا وتستدعـي هدمها ''غير أن قرار الهيئة لم يحـرك الجهـات الوصية''، حسب محدثنا.
وضعيتها بالمدية معقدة لأنها ملكيات خاصة
البنايات العتيقة تهدد عائلات بالدفن تحت الركام
بلغ تعداد البناءات السكنية المتهالكة بفعل قدمها بولاية المدية، أزيد من 15 ألف وحدة، حسب إحصاء سابق أعدته المصالح المعنية بقطاع السكن، أغلبها بمدن محورية، كعاصمة الولاية البروافية، قصر البخاري، عين بوسيف وتابلاط.
الأعقد في وضعية هذه الفئة من السكن الآيلة للانهيار، هو أنها مملوكة للخواص ولا يمكن مقايضتها قانونا بسكنات إيجارية للتمكن من إزالتها من الأنسجة العمرانية، بدليل أن المئات من العائلات التي غادرتها إلى سكنات جديدة، حصلت عليها ضمن حصص السكنات الإجتماعية بسبب وضعيتها المهددة بالإنهيار، إلا أنها لم تتنازل عنها بحكم ملكيتها لها والمنازعات حول الميراث بين ورثتها وصار أغلبها يؤجر لمحتاجي السكن ليتخذها المستأجرون ملاجئ عبور للتسلل إلى قوائم السكن، خاصة ضمن الحصص الموجّهة للقضاء على السكنات الهشة، فيما تشبثت عائلات بسكناتها العتيقة تحت ضغط الحاجة إليها عبر أجيال، متحملة أخطار انهيارها لغياب بديل أكثر أمنا لأفرادها. وتشكل أحياء سيدي الصحراوي بمدينة المدية، القصر العتيق بقصر البخاري وذراع السوق بالبرواقية، نماذج للتدهور العمراني المنذر بانهيار المباني القديمة، في أية لحظة أو أي ترد للأحوال الجوية. كما لم يتمكن سكانها الإستفادة من عمليات للتهيئة بسبب ضيقها وتداخل أزقتها، ولا يمكن اختراقها من أية وسائل للخدمات العمومية.
وبأقدم أحياء عاصمة الولاية، كحي سيدي الصحراوي، العائد منشأه إلى أواسط القرن التاسع عشر، تقضي العائلات ليال بيضاء خشية انهيارات الأسقف والجدران وانفجار قنوات الصرف الصحي أو قنوات نقل مياه الشرب التي لم تجد السلطات المعنية من حيلة لتجديدها بفعل وضعية الحي برمته. فالسلطات تقول بأنه لا مناص من ترحيل سكان تلك الأحياء لإزالتها جذريا والسكان المالكين للعقارات يستصغرون ما يعرض عليهم من تعويضات.
تنتشر في عدة أحياء بغرداية
بنايات تهدد سلامة المارة
كشف تقرير لمنتخبين من المجلس الولائي بغرداية، عن وجود 140 بناية ومسكن آيل للسقوط في 5 أحياء بعاصمة الولاية. وتهدد هذه البناية سلامة المارة وسكانها. ويقول المنتخبون إن الإدارة لم تتدخل لإزالة هذه البنايات. وجاء في تقرير المنتخبين إن بلدية غرداية رفضت عشرات الطلبات الخاصة بترميم بيوت قديمة في 5 أحياء هي الغابة ومرماد والقصر القديم وثنية المخزن وحي المجاهدين. وقال المنتخبون إنهم عاينوا بيوت قديمة جدا تظهر عليها علامات الإهتراء وأزقة تكاد تنهار فوق رؤوس المارة والسكان غير بعيد عن مسجد حي المجاهدين. ولم تعد جدران بعض الأزقة تشكل خطرا على السكان فقط، بل حتى على البيوت السليمة القليلة في 3 أزقة مسقوفة. وتشير شكاوى مواطنين من حي الغابة إلى أن 40 بناية مهددة بالانهيار منذ فيضانات أكتوبر 2008 لم تستفد من الترميم. واشتكى مواطنون من حي المجاهدين ببلدية غرداية من الخطر اليومي الذي يتعرض له المارة جراء وجود 8 بيوت على وشك الانهيار في طرق يسلكها مئات المارة يوميا وجدران متآكلة بمحاذاة بعض الأزقة في موقع صنفته منظمة اليونسكو ضمن التراث العالمي. وحسب تصريحات للمعنيين، فإن ممثل عن والي غرداية السابق كان وعد سكان الحي ببرمجة تهديم هذه البيوت ورفع الأنقاض تمهيدا لإعادة بنائها قريبا لكن دون نتيجة. وندد ممثلون عن سكان القصر القديم بغرداية بما أسموه ''إقصاء عشرات البيوت في القصر من برنامج ترميم البيوت المتضررة من جراء الفيضانات الأخيرة'' رغم أن أمطار نهاية شهر سبتمبر الماضي أصابت أكثـر من 100 بيت بأضرار متفاوتة بلغت حد تعرض بعض البيوت لخطر الإنهيار الوشيك.
بازارات شامخة شيّدها الأتراك وأحياء عتيقة تبكي ماضيها بالبليدة
أكثر من 35 بالمائة من السكان يعيشون في بنايات مهددة بالسقوط
تكشف التقارير الصادرة عن الجهات المخوّلة بعملية إحصاء البناءات الآيلة للانهيار، أنّ ما يفوق 35 بالمائة من قاطني مدينة البليدة يعيشون بسكنات مهدّدة بالسقوط، تعود أغلبها للعهد العثماني والحقبة الاستعمارية، منها ما تجاوز فترة تشييدها القرنين.
وحسب التقارير المستخلصة من ملفّ البنايات الآيلة للانهيار، فإن مصالح المراقبة التقنية حذّرت من وقوع انهيار مفاجئ في أيّة لحظة، خاصة بعد تصنيفها سنة 2003 في الخانة الحمراء دون إعادة ترميمها وترحيل سكان البنايات العتيقة المنتشرة بزنقة الوصفان والقاضي والجون والدويرات، إلى جانب شارع عبد الله وباب الدزاير بقلب مدينة البليدة، حيث تعدّ ضمن المعالم التاريخية والحضارية التي يتهدّدها الزوال والإندثار ويطلق عليها اسم ''البازارات'' الشامخة المتميّزة بهندسة معمارية تعود لزمن الأتراك. إضافة إلى ذلك، نجد السكنات الفردية المنتشرة بالأحياء الشعبية على شاكلة حي القصبة بالعاصمة، كحي الدويرات الذي يضم نحو 5 آلاف عائلة وحي الجون العتيقين واللذان ينظمان مثلما هو متعارف عليه سمة أهالي البليدة الأصليّين، حيث سجّلت بالحيين عدّة حالات انهيار جزئي للأسقف وتآكل في الجدران. أما العمارات، البازارات، فقد تهاوت أسقفها وسقطت سلالمها وانهارت أرضيّاتها كبازارات ''الطلاين والخشني'' ومنها ما هو ملك للدولة وأخرى للخواص كبازار السردوك الذي استعصى على نزلائه إعادة ترميم شققهم التي يختبئون تحت أسقفها مقابل دفعهم أجرة الكراء.
ومقابل حالة الخوف والهلع التي تصاحب قاطني تلك البنايات المنهارة جزئيا والمتآكلة نتيجة عوامل متعدّدة كالزلازل والتغيرات المناخية، يناشد المتضررون الجهات المعنية بضرورة التعجيل في استكمال عملية الإحصاء التي لا تزال مستمرة.
مساكن طوبية بالأغواط تهدد قاطنيها
أصبحت السكنات القديمة بولاية الأغواط تهدد قاطنيها وكذلك المارة، أمام عجز أصحابها عن ترميمها لا سيما بالنسبة للورثة. كما تحوّل الكثير منها إلى مساكن عبور للحصول على سكنات اجتماعية. وأحصت مصالح الولاية 11269 سكن قديم في جميع بلديات الولاية باستثناء بلدية حاسي الرمل التي لا تحصي سكنات قديمة أو طوبية غير لائقة، عدا 1200 سكن قصديري ينتظر القضاء عليها في برنامج القضاء على السكن الهش بإنجاز سكنات جديدة بالمدينة الجديدة بليل.
وتضم عاصمة الولاية أكبر حصة بمجموع 4168 سكن قديم تليها مدينة آفلو بمجموع 1615 سكن قديم وقصر الحيران 1554 سكن ثم تاجموت 526 سكن.
ويطالب سكان هذه البيوت الطوبية بإعادة الإعتبار لهذه المنازل وتمكينهم من إعانات لترميمها أو مساعدتهم في إنجاز سكنات جديدة مكانها، بسبب الظروف المزرية التي يعيشونها رغم موقعها المتميز في وسط المدينة. وأشار والي الأغواط في تصريح لـ''الخبر'' الى أن الدولة ستبادر العام المقبل بإعادة الإعتبار للسكنات القديمة وتمكين السكان من إعانات للترميم. مشيرا إلى عملية تصنيف القصر القديم بالأغواط والشروع في ترميم القصر القديم بعين ماضي.
المسيلة
ملايير البنك العالمي تفشل في انتشال أحياء من دائرة الخطر
كشفت مصادر من مديرية البناء والتعمير بالمسيلة، أن ما لا يقل عن 23 ألف مسكن تدخل في خانة المساكن غير اللائقة والآيلة للسقوط حسب إحصائية تعود لعام .2007 وقالت ذات المصادر، إن أغلب هذه المساكن هي عبارة عن أحياء عتيقة موزعة على أنحاء متفرقة من إقليم الولاية، الغالبية منها تقع على ضفاف الأودية تسببت الفيضانات والزلازل في تصدع الكثير منها، ومع ذلك مازالت تعج بقاطنيها. وتعد أحياء العرقوب، الكوش، الجعافرة وجنان الكبير وغيرها التي تشكل أحد أهم الأنسجة العمرانية التي يعود تاريخ إنشائها إلى سنوات الأربعينيات من القرن الماضي بمثابة النقطة السوداء التي أبانت عن عجز الدولة على اجتثاثها وتخليص قاطنيها من خطر الإنهيار مع سقوط أولى قطرات المطر أو من خلال هزة ارتدادية حتى ولو كانت ضعيفة. وترغب السلطات في عدم تكرار تجربة مشاريع البنك العالمي التي استفادت منها الولاية منذ عام 2001 ومست أحياء أولاد سويب في عين الحجل، محمد بوضياف بسيدي عيسى وأولاد سليمان ببوسعادة وغيرها من الأحياء التي فشلت فيها أغلفة مالية بالملايير من انتشال قاطنيها من دائرة الخطر.
بجاية
سكان يتمنون عدم تساقط الأمطار
تعيش قرابة 500 عائلة بأعالي مدينة بجاية، في سكنات هي أقرب الى مقابر جماعية منها الى أحياء سكنية. وتتمنى هذه العائلات عدم سقوط الأمطار حتى لا تجرفهم السيول، كما هو حال جل القاطنين بأحياء باب اللوز، حمى قيرامان، باب الفوقة، حي العجوز، حي أولطاش، حي جمانفو وغيرها. وما يثير سخط السكان المقيمين في هذه الأحياء تجاهلهم من قبل الجهات المعنية بتوزيع السكن. علما أن إمكاناتهم المادية لا تسمح لهم بالاستفادة من سكنات تساهمية أو ترقوية وهم محرومون من السكن الاجتماعي لأسباب يجهلونها. وهو ما جعل المقيمين بعمارة صالح عرول يتساءلون عن المبررات التي اعتمدت عليها لجنة توزيع السكن لإقصائهم من الحصة الأخيرة.
قسنطينة
عائلات تصاب بالرعب كلما تساقطت الأمطار
تتزايد مخاوف سكان البناءات القديمة والآيلة للإنهيار في قسنطينة مع كل شتاء، خاصة بعدما تسببت الثلوج والأمطار التي اجتاحت عاصمة الشرق الأعوام الماضية في تشريد العديد من العائلات وانهيار الكثير من المباني.
سجل بقسنطينة منذ سنوات مشكل الإنزلاقات، وقدم النسيج العمراني بصفة عامة، وخصصت له أغلفة مالية، بالإضافة إلى البرامج التي أقرتها الجماعات المحلية، غير أن هذه البرامج لم تنه المشكلة بعد، حيث مازال هذا النوع من البنايات يحصد الأرواح.
وتعيش عديد العائلات بين مطرقة التشرد وسندان الإنهيار في منازل أنشئت في الحقبة الإستعمارية، وتآكلت بفعل العوامل الطبيعية والبشرية. ويضطر العديد من قاطني هذه المساكن إلى تغليفها بورق الكرتون لمنع الرطوبة عنهم، ووضع أواني مختلفة الأحجام لتجميع مياه الأمطار المتسربة، ناهيك عن سد التصدعات بالأكياس البلاستيكية، خاصة وأن الترميمات الدورية بالإسمنت لا تجدي بسبب التصدع المتسارع الذي يظهر كل أسبوع.
وتشير التقارير التي أعدتها جهات مختصة من بينهم مصالح الحماية المدنية، خلال السنوات الماضية، أن أزيد من 3841 عائلة مهددة بخطر انهيار مبانيها عبر الولاية بسبب قدم البنايات والإنزلاقات. وتتوالى تدخلات مصالح الحماية المدنية بهذه البنايات عند أدنى تساقط، محذرة قاطنيها من خطر المكوث داخلها على غرار باب القنطرة، سيدي مبروك، عوينة الفول والمدينة القديمة التي تعيش بها أزيد من 517 عائلة، منها 58 عائلة منكوبة داخل بنايات تتزايد وتيرة التصدع بها بشكل أسرع من تحرك الجهات المعنية للترميم أو الترحيل.
وقد أوصى مكتب الدراسات المكلف بإعداد مخطط ترميم المدينة القديمة، نهاية سنة 2010، بإجراءات استعجاليه تتطلب 350 مليار سنتيم، حيث تبين أن هناك 575 بناية من مجموع 1165 بناية بالنسيج العمراني القديم مهددة بالإنهيار، منها 136 بناية في تدهور تام، واعتبرت السويقة السفلى منطقة ''خطرة جدا'' تتطلب الإجلاء التام للسكان.
ومع هذه الأوضاع، ورغم أن الحكومة قررت منذ مدة وضع برنامج استعجالي لترميم البنايات والأحياء القديمة، وبرنامج لإعادة إسكان قاطني البنايات الهشة، إلا أن الأمور تسير ببطء شديد.
أكثر من 6 آلاف سكن مهدد بالإنهيار في سطيف
تؤكد الإحصائيات الرسمية تسجيل أزيد من 6 آلاف سكن مهدد بالإنهيار، يضاف إليها أكثر من 3 آلاف سكن فوضوي عبر إقليم ولاية سطيف، منها حوالي 1000 سكن فوضوي بعاصمة الولاية وحدها، بظهور أحياء جديدة عبر مختلف مناطق سطيف، طفت على السطح ما يعرف وطنيا بمشكلة البناءات الهشة أو القديمة. وبحكم قدم أحياء المدينة التي يعود معظمها إلى الحقبة الإستعمارية، فقد بدأت معظم أجزاء هذه البنايات في الإنهيار تدريجيا.
ورغم أن المنطقة لا تعد ذات نشاط زلزالي أو بركاني، إلا أن الرياح القوية والفيضانات الكبيرة التي تشهدها، جعلت هذه البناءات مصنفة في الخانة الحمراء، ومهدد بالسقوط على رؤوس قاطنيها في أي لحظة. وزيادة على ذلك فقد أصبحت هذه السكنات مصدرا للأمراض المختلفة بسبب تداخلها ونقص الرعاية الصحية بها وارتفاع معدلات الرطوبة، خاصة الربو، الحساسية، الروماتيزم، زيادة على انتشار القمامات الفوضوية وغيرها من المشاكل.
من جهة أخرى فقد تم ترحيل المئات من العائلات التي تقطن الحارات القديمة نحو سكنات جديدة بكل من سطيف والعلمة، كان أهمها تهديم حي يوسف سليماني المعروف بـ''ديار النخلة'' وترحيل أكثر من 200 عائلة، وهذا بعد أن تسبب انهيار إحدى شرفات هذه العمارات في إصابة فتاة بكسور خطيرة لا تزال تعاني منها إلى غاية اليوم.
الإنهيار يهدد أغلب بنايات المدينة القديمة بعنابة
أحصى الديوان البلدي لترميم الأحياء القديمة بعنابة 83 بناية آيلة للسقوط بالمدينة القديمة، وأكد مديره أن المدينة القديمة تعرف ما معدله أربعة انهيارات في الشهر. وقد إنهارت الأسبوع الماضي أسقف وجدران ثلاث بنايات، تقع في كل من ساحة الحرية، نهج تونس ونهج هيبون.
وأضاف أن 71 بناية من مجموع البنايات الآيلة للسقوط تم إحصاؤها سنة 2010، حيث رحل سكانها في انتظار تهديمها.
وذكر المسؤول ذاته أن هناك دراسة يقوم بها مكتب المراقبة التقنية، تهدف إلى معرفة العدد الحقيقي للبناءات الآيلة للسقوط وتصنيفها وتحديد درجة الهشاشة.
من جهته، ذكر المدير الولائي للتخطيط والتهيئة العمرانية أنه إلى غاية أفريل 2008 تم إحصاء 16111 بناء هش؛ منها 2728 بالمدينة القديمة لوحدها، وتتوزع الباقي على أحياء بني محافر، لاكولون، لاسيتي أوزاس، جبانة اليهود وسيدي حرب، بوزعرورة، سيدي عمار، سيدي سالم، بوخضرة، وقليل منها ببلدية الحجار.
وأضاف أن هناك برنامجا بـ 12 ألف وحدة سكنية مسجل لتعويضها؛ معظمها انطلقت بها الأشغال في كل من البوني، سيدي عمار والكاليتوس ببرحال .
تشكل النواة القديمة لمدن بسكرة
السكنات المنجزة بالمواد المحلية تتهاوى
تحصي الجهات الرسمية ببسكرة حوالي 8 آلاف بيت غير صالح للسكن، إلا أن الواقع يؤكد أن الرقم الحقيقي أكثر من هذا بالنظر إلى أن كل البلديات تتشكل من النواة القديمة المنجزة بالمواد المحلية.
يلاحظ المتجول بأحياء بسكرة القديمة مثل باب الضرب، لمسيد، زقاق بن رمضان، العالية وفي عدة بلديات هشاشة البنايات، وهي الظاهرة التي يزداد الحديث عنها بحلول فصل الأمطار.
وتواجه مصالح الحماية المدنية صعوبات كبيرة في إسعاف المتضررين عند حدوث انهيارات نظرا للطابع العمراني الذي يتميز بضيق الأزقة.
و الملاحظ أن ظاهرة البيوت الهشة تحولت إلى كابوس يقلق السلطات التي تجد نفسها أمام الآلاف من طلبات السكن وشكاوى المواطنين وحجتهم في ذلك أنهم من السكان الأصليين لتلك البلدية، حيث لا يستطيعون إقامة الأكواخ القصديرية.
من جانب آخر، فإن بعض البنايات الآيلة للسقوط والواقعة مثلا في وسط السوق بمدينة بسكرة وفي منطقة الرحبة في أولاد جلال أصبحت خطرا يتربص بالمارة بعد أن هجرها أصحابها وتحولت إلى مرتع لرمي الفضلات وتشوه المنظر العام للمدينة.
وبالعودة إلى البرامج المخصصة للقضاء على السكن الهش، فإن الجهات الرسمية تؤكد استفادة الولاية في البرنامج الخماسي بحصة 5200 سكن للقضاء على السكن الهش، لكن الواقع بين أن الحصص الموزعة منحت لقاطني القصدير.
وأكد مصدر مسؤول بمديرية السكن أن بسكرة استفادت من حصة تتكون من 2800 إعانة بمبلغ 70 مليون للواحدة لترميم وإعادة الاعتبار للسكنات القديمة.
سكيكدة
خطر محدق بالمواطنين في الشارع الرئيسي
عجزت سلطات سكيكدة عن إيجاد حل لمشكلة السكنات الهشة التي تمثل أكبر نسبة من بنايات المدينة القديمة، وتهدد بالإنهيار على رؤوس قاطنيها في أية لحظة.
ويتواجد أكبر عدد من البنايات الآيلة للسقوط بكل من الحي العتيق ''نابوليتان'' المعروف بحومة الطليان وشوارع مكي اورتلان، يوسف قديد، علي عبد النور وعمار بوشعالة.
ويتخوف السكان والمارة من كارثة قد تسببها بنايات الشارع الرئيسي ديدوش مراد التي ترتكز على أعمدة من الحديد وضعت كسند لها سنة 1994بعد انهيار الجزء العلوي من بناية ضخمة، وبعض الجهات من المبنى رقم 58، الذي لايزال يهدد المارة بسقوط الحجارة من زمن لآخر، فيما اكتفت البلدية بمنع المرور بهذا المحيط.
ويفوق عدد البنايات الهشة 30 ألف بناية عبر الولاية، كلها تعود إلى الحقبة الإستعمارية، لم يجد لها المسؤولون حلا في ظل أزمة السكن التي تتخبط فيها سكيكدة، خاصة مع التوزيع العشوائي من طرف المسؤولين المتعاقين على هذه الولاية من منتخبين وإداريين. وحسب المواطنين، فإن أكبر تلاعب حدث بحي نابوليتنان سنة 1995، حيث تم تهديم بعض العمارات رغم صلابتها، في حين تم الإبقاء على أخرى هشة بسبب أطماع أصحاب النفوذ في الأرضية التي تتواجد عليها تلك البنايات.
ومن جانب آخر، فإن بعض المقيمين في هذه السكنات المهددة بالإنهيار إستفادوا من الترحيل ثم عادوا لسكناتهم في غياب الرقابة.
وقد اضطر سكان بعض هذه البنايات للهروب إلى المستودعات والمحلات خوفا من سقوط المباني على رؤوسهم خاصة بعد تسجيل عدة انهيارات، كان آخرها مبني بنهج ''جوانفيل'' في حومة الطليان خلال رمضان الماضي.
وهناك الكثير من البنايات على حافة الإنهيار، منها مبنى 16 نهج عمار بوشعالة في مرتفعات المدينة.
وتجدر الإشارة أن سكان هذه البنايات اعتصموا لأكثر من مرة، مطالبين بترحيلهم خوفا على حياتهم.
في حصيلة للحماية المدنية
أكثر من ألفي انهيار في 21 شهرا
شهدت الفترة الممتدة من جانفي 2010 إلى غاية سبتمبر 2011، وفاة 38 شخصا وجرح 397 أخر في 2309 انهيار تسبب ايضا في تشريد 2563 عائلة. حسب حصيلة المديرية العامة للحماية المدنية الخاصة بـ 48 ولاية، فإن سنة 2011 كانت الأكثـر تضررا مقارنة بسنة 2010، حيث سجلت 1157 انهيار مسكن خلال 9 أشهر ، أدت الى وفاة21 شخص وجرح 138 أخر و951 عائلة منكوبة، فيما انهار 1155 بيت مشغول سنة 2010 تسبب في وفاة 17 شخص وجرح 259 آخر، أما العائلات المنكوبة خلال السنة الفارطة فقد بلغت 1612 عائلة متضررة.
من المرتقب إعادة إسكان 2000 عائلة مسجّلة
السكنات الآيلة للسقوط تهدّد حياة 5400 عائلة بوهران
تعيش حوالي 5400 عائلة بوهران حالة من الرعب المستمرّ، جراء الخطر الذي يحدق بها في سكنات آيلة للسقوط. ويزداد وضعها تأزّما، خلال أيام الشتاء المقبلة، حين تتسبّب الأمطار في انهيار الأسقف والجدران الهشّة، والتي قد تخلّف خسائر بشرية، كما حدث في العديد من المرات.
أحصت المصالح المعنية بولاية وهران، خلال السنة الجارية، 54 ألف من السكنات القديمة، 10 بالمائة مهدّدة بالانهيار، منها 153 موزعة على أحياء الدرب، مديوني والحمري، إضافة إلى نظيراتها المنهارة جزئيا، كالتي زالت سلالمها أو تصدّعت جدرانها وطالت الهشاشة أسقف بيوتها أو مطابخها في كل من حي ''بيلار'' و''سان بيار'' و''كارطو'' ووسط المدينة وسيدي الهواري وغيرها من الأحياء القديمة في وهران.
وحسب آخر الأرقام، فإن 2000 عائلة مسجلة في برنامج إعادة الإسكان المرتقب تنفيذه، هذا بالنسبة لتلك المقيّمة بسكنات هشّة و800 أخرى من التي تقطن الأقبية وفوق سطوح العمارات. وفيما تعلّق بالسكنات المهدّدة بالانهيار، فإن عددها مؤهّل للارتفاع، خاصة بشارع مستغانم، أين تجري أشغال ''الترامواي''. وخير دليل على ذلك العمارتان اللتان بسببهما تم توقيف أشغال الحفر بذات المشروع، بعدما تعرّضت جدرانهما لتشقّقات خطيرة، أضحت تنذر بسقوطهما.
وتسبّبت السكنات المنهارة بوهران، خلال السنوات الأخيرة في إحداث خسائر في الأرواح، كما وقع بحي الحمري ومنطقة ''الطورو''، تضاف إليها مخلّفات الإصابات، التي تعرّضت إليها عائلات في كل من حي بيلار، أين أصيبت امرأة بعد انهيار جزء من المبنى الكائن بشارع سفراني. وقبلها في شهر جوان الماضي حين أصيب 3 أشخاص، من بينهم امرأة، إثر سقوط جزء من عمارة بشارع الحدائق بعث بإحدى عشرة عائلة إلى الشارع.. ''والقائمة طويلة''.
وما يخشاه القاطنون بالسكنات الآيلة للسقوط، التي من بينها ما تهتزّ بمجرد أن يتحرّك شخص من مكانه هو الأيام المقبلة، حين يحلّ شهر المطر الذي سيثقل الجدران.
حي الامير عبد القادر ''عيّنة'' بسيدي بلعباس
السلطات ترفع الجمود عن ملف ''العشرية'' وتصطدم بإجراءات إدارية معقدة
قرّرت السلطات الولائية بسيدي بلعباس إعادة فتح ملف حي الامير عبد القادر العتيق، المعروف محليا بـ ''ملف العشرية''، وذلك بعد الجمود، الذي طاله منذ تحويل رئيس الدائرة السابق لآداء مهام أخرى بإحدى ولايات وسط البلاد.
وكانت الادارة قد باشرت عمليات هدم منظمة للسكنات الهشة، المتناثرة بالجهة السفلى من حي الفرابة، بعد عملية إحصاء بشارتها مصالح بلدية سيدي بلعباس سنة 2004؛ قبل ان تصطدم بمشاكل ادارية معقدة متعلقة بالعقار الذي يعود بناؤه الى الحقبة الاستعمارية، ما عجّل بإيقاف ظرفي للعملية. ويتربع حي الفرابة العتيق على قرابة الـ 37 هكتار؛ وهو الذي لا زال جزء كبير من سكان جهته السفلى يقطنون بسكنات آيلة للسقوط في أية لحظة بالنظر لهشاشتها. في وقت أبدت فيه السلطات تخوّفها من تنامي ظاهرة لجوء بعض الغرباء للعب ورقة الضغط على الادارة للحصول على سكن. ورغم إشارة العديد من الجهات الى إمكانية توزيع الحصة المذكورة قبل نهاية السنة الجارية، إلا أن مصادر أخرى استبعدت الأمر، لأسباب عديدة، من أهمّها إشكالية عقود الملكية الشائكة، التي وجد أخصائيو العقار صعوبات كبيرة في فك فصولها.
وتواجه السلطات إشكالا آخر، يتمثل في رفض عدد من أهالي الجهة الجنوبية لحي الأمير عبد القادر الالتحاق بالمجمعات السكنية البعيدة عن النسيج العمراني لمدينة سيدي بلعباس.
انهارت أجزاء عديدة من مساكنهم
مواطنون يقضون ليالٍ متواصلة من الرعب بغليزان
تعيش مئات العائلات ببلديات ولاية غليزان، سيما عاصمة الولاية القلعة، بن داود، وسيدي امحمد بن عودة، ظروفا سكنية صعبة، تحت أسقف بيوت هشة، مهدّدة بالانهيار، خاصة منها العتيقة، التي يعود تاريخ إنجازها إلى نهاية القرن الثامن عشر، حيث تتّسم بتشققات الجدران وتسرّب مياه الأمطار والرطوبة الكبيرة، التي نجم عنها إصابة الكثير من سكانها بأمراض الحساسية والربو.
وحسب ما استقته ''الخبر'' فإن إجمالي السكنات الهشّة، التي أحصتها اللجنة البلدية، ببلدية القلعة ''العتيقة فاق 868 مسكنا هشّا، وهذا سنة ,2007 حين أطلقت عملية الجرد الولائي لهذه السكنات، على أن يتم إزالتها. ولكن بقيت على حالها.
ومعها استمرت المعاناة، حيث تعيش الأسر القاطنة بها ظروفا اجتماعية عسيرة، حيث صفائح الزنك''الترنيت''، بالإضافة إلى التشققات وتسرّب المياه. وهو ما ينطبق على بلدية بن داود، المتاخمة لعاصمة الولاية غليزان، والتي تعدّ أكثر من 510 مسكنا هشّا وفق إحصائيات رسمية. وما أثار استياء السكان وتذمّرهم في حديثهم لـ''الخبر''، هو تحويل الأوعية العقارية لبلديتهم، لاحتضان مشاريع للقضاء على السكن الهشّ لعاصمة الولاية، حيث تم انجاز مشروع 500 وحدة في ذات النمط، استفاد منها سكان حي الزراعية. وناشد محدّثونا والي الولاية تمكين بلديتهم، من حصّة في المشاريع الجاري انجازها بتراب بلديتهم، والمقدّرة بأكثر من 2000 سكن.
عاصمة الولاية غليزان هي الأخرى جُرِد بها 15 حوشا عتيقا تقطن به 71 عائلة، تعيش ظروفا صعبة، على غرار حوش بن قيقي، بسباع وبقوسة. حيث يسجل انهيار جزئي مستمرّ للشرفات، بالإضافة إلى تصدّعات في الجدران وتسرّبات لمياه الأمطار.
ومن جهة أخرى، أودى انهيار جدار مسكن الأسبوع المنصرم بحياة كهلا في عقده السابع، بأحد أحياء بلدية مازونة بولاية غليزان.
وقد تدخّلت مصالح الحماية المدنية، أين تم نقل جثته إلى مستشفى مازونة.
6661 وحدة سكنية هشة بولاية مستغانم
تشير الإحصائيات الأخيرة أن عدد السكنات الهشة عبر تراب الولاية يقدر بـ 6661 وحدة منها ما يزيد عن 1000 وحدة سكنية هشة بالنسيج العمراني الحضري بمستغانم لوحدها ما يفوق 500 وحدة، توجد في مرحلة متقدّمة من التآكل، جرّاء نسبة الرطوبة وتسرب مياه الإمطار وانزلاق التربة وتصاعد مياه الصرف الصحي. وكلما تساقطت الأنواء تنهار الاسقف والجدران ويتم تسجيل جرحى ومنكوبين وخسائر مادية فادحة. اذ فقدت الكثير من هذه العائلات التي تقطن في أحياء تيجديت والعرصاء والطبانة والسويقة والدرب وبيموت، في دقائق، كل ما تملك من أثاث منزلي وأمتعة وانهيارات جزئية لأكثـر من 200 مسكن هش.
البنايات القديمة بتلمسان كابوس مؤرق
l لاتزال العديد من البنايات القديمة، التي تتواجد بوسط مدينة تلمسان، والتي يرجع تاريخ انجازها إلى عقود طويلة، تشكل خطرا محدقا على ساكنيها، الذين كثيرا ما وجدوا أنفسهم في الشارع، عند سقوط الأمطار وهبوب الرياح. وقد تسبّب غضب الطبيعة في انهيار بعضها، وأدّى في بعض الأحيان إلى إصابة العديد منهم، كما حدث منذ أشهر عندما وجدت أربع عائلات نفسها في الشارع، بعد أن أدت الأمطار إلى سقوط ديارها. وتدخلت الحماية المدنية وحرّرت محاضر عديدة حول تضرّر هذه السكنات ومدى خطورتها على أصحابها.
وتبقى المدينة القديمة والتاريخية بتلمسان أكثـر المناطق، التي تضرّرت سكناتها، نظرا لقدمها، حيث قادتنا جولة إلى دروب السلسلة، الدباغين والرحيبة، سيدي عبد الجبار وباب علي، أين وقفنا على الحالة المزرية لهذه المنازل، التي تشققت جدرانها وسقطت أسقفها.
تلمسان :ع.ب.ش
احتجاجات سكان حي الواد بتيارت لم تجد نفعا
l ينتظر سكان حي الواد بالسوفر ترحيلهم قبل حلول فصل الشتاء تزامنا مع انتهاء المشاريع السكنية. ويصف السكان الوضع، الذي يعيشونه في هذا الحي العتيق بالمزري، نتيجة قدم سكناتهم وتشقّق جدرانها وأسقفها التي لم تعد تتحمل التساقطات المطرية.
وبعاصمة الولاية، يعدّ حي الفرابة من أعتق الأحياء السكنية والمهدد بالسقوط . إذ يعود تاريخ بنائه إلى عهد الاستعمار الفرنسي. وقد استفاد سكانه من عمليتي ترحيل، الأولى في أواخر ثمانينات القرن الماضي والثانية مع بداية الألفية الحالية؛ لكن السلطات لم تقض على كامل السكنات المنتشرة في هذا الحي ولم تضبط قائمة السكان المتبقين
تيارت: م. رابح
آلاف العائلات في خطر بسعيدة
l تعيش أزيد من 5400 عائلة في سعيدة في سكنات هشة، من بينها 1500 عائلة تقطن بـ 18 موقع غير لائق وهش، تضم أزيد من 689 بيت مبنيّ بالطوب والحجارة و2905 منجزة بالآجر و1086 أخرى مبنية بمواد بناء مختلفة غير مطابقة للمقاييس، تفتقد للشروط الضرورية للعيش الكريم. وتعدّ هذه المواقع السكنية المتواجدة في قلب عاصمة الولاية بمثابة نقطة سوداء شوهت صورتها. كما أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على العائلات المقيمة فيها، خاصة عند حلول فصل الشتاء، حيث يتم تسجيل انهيارات جزئية لهذه السكنات. ''الخبر'' قامت بزيارة لإحدى العائلات المقيمة بسكن مهدّد بالانهيار بحي بودية، حيث أكدت العائلة المعنية على لسان الأم جلولي أنها تنتظر موتها بين الحين والآخر، جرّاء اتساع حجم التصدعات والتشققات على مستوى الجدران والسقف، بالإضافة إلى انهيار سلم أدراج المسكن؛ الأمر الذي أصبح يعرّض أفراد العائلة للخطر. وذكرت المتحدثة أن ابنها أصيب بكسر على مستوى يده اليمنى، بسبب سقوطه من الطابق الأوّل للمسكن. كما أصيب أيضا طفل يبلغ من العمر 5 سنوات بجروح على مستوى الرأس، شهر مارس الماضي، إثر انهيار جزئي للجدار الخارجي.
سعيدة: ف. زعاف
سكان أحواش قديمةحاولوا الإنتحار حرقا بمعسكر
l شوّهت عشرات السكنات الآيلة للسقوط النسيج الحضري لمدينة معسكر، خاصة تلك المنجزة منذ العهد العثماني والحقبة الاستعمارية، في قلب المدينة وفي الأحياء العريقة، كحي بابا علي. حيث تشهد تلك المجمعات السكنية الشبيهة بالمحتشدات ظروفا قاسية، اذ تفتقر لأدنى شروط الحياة، الأمر الذي أدى الى تسجيل العديد من الاصابات بالربو والحساسية لدى الأطفال، وبالخصوص في شارعي زغلول ومحمود أين أقدم مواطنون على محاولات انتحار وقطع للطريق، دون جدوى.
معسكر ب. نورالدين
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 26/10/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : بجاية: ع. رضوان/الجزائر: سميرة مواقي /المدية: ص. سواعدي / غرداية: محمد بن أحمد /البليدة: ع. رزيقة /الأغواط: ب. وسيم / المسيلة: بن حليمة البشير/قسنطينة: صوفيا منغور/سطيف: عبد الرزاق ضيفي /عنابة: ع. زهيرة/بسكرة: ل. فكرون /سكيكدة: عباس فلوري / وهران: م. ب
المصدر : www.elkhabar.com