مع نهاية السنة الماضية تحدثت في عمود هذا عن الطلب الهائل الذي لاحظته في جميع أنحاء البلاد على اللغة الإنكليزية وعن الجهود التي كنا نقوم بها استجابة لهذا الطلب. ولا يزال عملنا يتواصل بخطى حثيثة، لكن هناك تطورات جديدة في تعاملنا مع تعليم اللغة الإنكليزية والتعليم العالي والتي أود أن أطلعكم عليها الآن.
يُعد تعزيز العلاقات في مجال التعليم وترقية اللغة الإنكليزية أولوية حقيقية بالنسبة للمركز الثقافي البريطاني والسفارة. ومع علاقاتنا الثنائية التي تزداد قوة يوما بعد يوم إثر زيارة وزير الخارجية البريطاني إلى الجزائر في شهر أكتوبر والمحادثات السياسية رفيعة المستوى في لندن في مارس، أصبح هناك المزيد من الفرص لإرساء علاقات مع الجامعات الجزائرية والمؤسسات التعليمية الخاصة. فالنجاح الحقيقي لن يكون إلا من نصيب الذين يعملون عن كثب مع المؤسسات الجزائرية. لأنها أدرى بما سينجح في الجزائر وكيف يمكن للمؤسسات الأجنبية تقديم مساعدة أفضل. إننا نعلم جيدا مدى أهمية العمل بالتعاون من أجل تحقيق المنفعة المتبادلة.
اجتمعت نهاية الشهر الفارط مع الوزير الجزائري للتعليم العالي واتفقنا على تعزيز التعاون. وفي سياق متصل دعوني أشرح لكم بعض المبادرات التي نحن في صدد القيام بها بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني والشركاء الجزائريين.
سنقوم عما قريب بتنظيم مائدة مستديرة بين المجلس الثقافي البريطاني وجميع رؤساء أقسام اللغة الإنكليزية في الجامعات الجزائرية. والذي من شأنه المساعدة على إنشاء حوار حقيقي يسمح لنا بفهم متطلبات بعضنا البعض وإعداد خطة عمل للاستجابة إلى تلك المتطلبات. وعليه فإن أحد أشهر الأكادميين البريطانيين على وشك القدوم إلى الجزائر خلال الشهر الجاري لزيارة جامعتي سطيف ووهران المتميزتين واللتين أكرمتاه بقبول استضافته وتحضير ندوة مخصصة له، حيث سيشرح للطلبة والأساتذة آخر ما توصلت إليه دراسات اللغة الإنكليزية. وستكون مداخلته باللغة الإنكليزية ونتمنى أن يكون هذا بداية لعلاقة أكادمية مثمرة ومثرية.
توجد اليوم بين الجامعات البريطانية والجزائرية علاقات ناشطة في العديد من المجالات، لكن لا يزال هناك الكثير من الأمور التي يمكن إنجازها. وقصد الترويج أكثر لهذه التبادلات سأنظم مائدة مستديرة في الخريف تجمع بين عدد من المسؤولين السامين في الجامعات الجزائرية والبريطانية حول العديد من المواضيع المختلفة. إننا على ثقة من أن ذلك سيدل على اهتمام حقيقي بقيمة الروابط التعليمية وسيمنح فرصا لطلبة كلا البلدين لتوسيع آفاقهم على مدى السنين القادمة.
وإلى جانب ذلك سيواصل المجلس الثقافي البريطاني برنامجه لدعم التعليم في الجزائر. إذ أقيمت دورة تكوينية لأساتذة اللغة الإنكليزية في باتنة الأسبوع المنصرم بحضور 120 أستاذ. وتُبع التكوين بمؤتمر المجلس الثقافي البريطاني تحت عنوان "عبر عن نفسك" (Speak Up)، وهو الأول من نوعه في باتنة ويعد مثالا عن اللالتزام المتنامي لعملهم في جميع أنحاء الجزائر. وخلال المؤتمر الذي حضره 175 أستاذ من القطاع العام والخاص، التقى مسؤولو المجلس الثقافي البريطاني بممثلي مدارس تعليم اللغة الإنكليزية وغيرها من الأطراف المهتمة في المنطقة لتطوير علاقات وخلق شبكات لتعاون أكثر.
أما بالنسبة إلى مدارس المستقبل فقد نظم المجلس الثقافي البريطاني مؤخرا أول دورة تكوينية للمقاولين العازمين على إنشاء مراكز جديدة لتعليم اللغة الإنكليزية بدعم من المجلس الثقافي البريطاني. كما قد فتح أول المراكز المستفيدة من هذا البرنامج أبوابه في وهران وسيقام حفل افتتاح رسمي خلال شهر أفريل. وعما قريب، ستفتح مؤسسة أليغان (Alligan) البريطانية مركزا لتعليم اللغة الإنكليزية في الجزائر العاصمة، وسيكون ذلك أيضا بدعم من المركز الثقافي البريطاني. تشكل كل هذه المبادرات مؤشرا إيجابيا بالنسبة للمستقبل. تعتمد جميع المبادرات السابقة الذكر على المقابلة شخصيا أو وجها لوجه وفي الوقت الحقيقي. لكن من الخطأ أن نتجاهل قدرة التكنولوجيا على توفير ودعم التعليم. لذلك توجد مواقع غنية على الإنترنت لدعم التكوين في اللغة الإنكليزية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/04/2012
مضاف من طرف : infoalgerie
المصدر : echoroukonline.com