أكد الإمام عبد العالي عبد القادر مفتش التوجيه الديني والتعليم القرآني ولاية النعامة، أن الصوفية لا تعني الانعزال والانزواء وترك معاملة الناس ومعايشتهم، وأضاف الشيخ عبد العالي عبد القادر، الباحث في علوم الحديث، في تصريح ل"الجمهورية" سهرة ليلة أول أمس، على هامش سلسلة الدروس المحمدية بالزاوية البلقائدية بسيدي معروف (وهران) أن الواقع المعاش أثبت باستقراء التاريخ الإسلامي قديما وحديثا، أن ثمة نقل للمعلومات الخاطئة وتغليط للأفكار بخصوص نظرتهم إلى الصوفية والمنهج الصوفي، داعيا في نفس السياق إلى ضرورة أن يحقق الباحثون فى كل معنى ينسب إلى أي منهج من هذه المناهج الإسلامية، فاستقراء التاريخ -حسب نفس المتدخل- الذي يعكف حاليا على تحضير رسالة "الماجيستر" في الدراسات القرآنية بجامعة أدرار، أن جميع الوقائع التاريخية والدراسات العلمية الحديثة، أثبت أنه كان فيه رجال من الصوفية كانوا وسيلة من وسائل الخير في المجتمع ودفع الشر عنه، مقدما بعض الأمثلة عن ذلك، على غرار أبرز مجاهدينا ومقاومينا الذين قادوا ثورات عظيمة ضد الاستدمار الفرنسي، "فهم كانوا يدافعون في الحقيقة عن وطنهم ودينهم وفي نفس الوقت كانوا ينشرون فكر الأخوة الإسلامية..."، وبذلك يقول الشيخ عبد العالي إن التصوف منهج وحاجة روحية في كل عصر"، حيث أن "تتبع حياة وتاريخ أئمة التصوف، تجد أنهم كانوا يخالطون الجميع ولا يصدر منهم إلا الخير والإحسان بل ويجتنبون الأدّية والإساءة، فالمنهج الصوفي هو الصحيح ويجب أن نأخذه عن الشيخ المربي، فهو علاج لكل اختلال في التركيبة النفسية، بحيث أنه صفة يطهر بها الإنسان نفسه من كل أشكال الأنانية والسلوكات السلبية.وأما بخصوص رأيه فيما يتعلق بدور المسجد أو محل ممارسة العبادات الإسلامية، في تربية وتهذيب النفس البشرية المسلمة، قال محدثنا، إن هذه الأماكن في حقيقتها وجوهرها ينبغي أن تكون مبنية على أئمة يحركون ويخطبون ويعلمون الناس، فإصلاح نفس الإمام وتهذيب سلوكه وترقية مستواه السلوكي والعلمي والاخلاقي، عامل مهم في نشر الفضيلة والأخلاق الحسنة، "والحمد لله أنه فيه الكثير من الأئمة في بلادنا من يتحلون بهذا الخير والصفات الحميدة"، فالمسجد يمثل مركز إشعاع فكري وتربوي أيضا، لاسيما وأن الكثير من الناس أهملوا الجانب التربوي، ولكن نرى يضيف نفس المتحدث، أن ثمة عودة وصحوة من قبل الشباب والكبار الذين تفطنوا لأهمية التربية المسجدية الصحيحة القائمة على التزكية والتطهير الروحي والأخلاقي، وفقا لأخلاق نبينا الكريمة والطاهرة، فالإسلام جاء ليوازن بين الروح والجسد، وإذا اعتنيا بالجسد والظاهر فقط وأهملنا الجانب الروحي والفكري فإنه ينتج ما نراه من تطرف في الفهم وقساوة في القلوب وعنف في التصرف، فهذه الاختلالات ناتجة عن عدم العناية بتربية النفس وتطهيرها وتزكيتها مما يشوبها
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 05/07/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : قايدعمر هواري
المصدر : www.eldjoumhouria.dz