طبعا هذه الشخصية معروفة ومشهورة جدا ولا تذكر مدينة وهران إلا وإقترنت به ، كما أن الكثير من الباحثين والكتاب تعرضوا لذكر وتتبع مسار هته الشخصية
وما دفعني لتناول دراستها اليوم هو اولا نزولا عند رغبة بعض الأصدقاء في ذكر بعض علماء وهران وقد كنت فعلت سابقا وذكرت البعض منهم وها انا اذكر قسم آخر منهم اليوم
وقد بدأت بشخصية الإمام الهواري او سيدي الهواري كما يحلو لأصحاب وهران ان يسمونه به
وقد قسمت بحثي هذا إلى ثلاثة أقسام
القسم الأول سأتناول فيه ذكر لمحة موجزة جدا عنه لمن لا يعرفه خصوصا من الأصدقاء الذين هم من خارج الجزائر واكيد يجهلون هته الشخصية
وسأتطرق في هذا الجزء أيضا إلى ما ذكره بعض الباحثين والمؤرخين عن البعض من أحفاده وذريته
القسم الثاني سأتطرق فيه لأمر ضريحه والذي يتفق الكثير إن لم نقل الأغلبية وتسلم به أنه بالحي الذي يطلق عليه إسمه بمدينة وهران ، لكن هل هو فعلا قد دفن هناك وقبره موجود فعليا هناك ام بمكان آخر وهذا ما سنعرفه حسب الروايات التي ذكرت
والقسم الثالث ساتطرق بحول الله لدعاءه الذي دعى به على أهل مدينة وهران وما مناسبته وما الدافع الذي تركه يدعو ويتفوه به على أهلها وهل قاله صحيح ام هو مجرد أقاويل، بالإضافة إلى نقطة أخرى وهي ما مدى مستواه العلمي وخصوصا اللغوي وهل هو محدود ام كان يتمتع بعلم وافر
المهم نبدأ على بركة الله بذكر لمحمة موجزة عن مسار حياته
هو الشيخ الإمام محمد بن عمر الهواري المغرواوي ولد بقلعة هوارة سنة 1350 ميلادية وانتقل مع اسرته إلى كلميتو الواقعة بشرق مدينة مستغانم ، ثم قدم بعدها لوهران ليشد الرحال من بعدها لمدينة فاس وبجاية وتونس ومصر والحجاز والشام وبيت المقدس وكلها كانت له محطات للعلم والتدريس ، ليعود مرة ثانية لمدينة وهران حيث استقر بها واشتغل بالتدريس وأسس لنفسه بها مسجدا وزاوية وبقي على تلك الحال حتى وافاه الأجل سنة 1439 ميلادية .
هذا بإختصار شديد مسار حياته وبحول الله إن إقتضت الضرورة نتوسع اكثر في المستقبل القريب في ذكر جوانب أخرى بأكثر تفصيل عن حياته لكن في الوقت الراهن سأكتفى بهذه النقاط الثلاث
بقية نقطة أخرى أود الإشارة إليها وتنبيه بعض الباحثين عنها وهي ما ذكره المؤرخ يحيى بوعزيز في احدى كتبه لما تناول ذكر شخصية الإمام الهواري حيث نقل لنا ان أحد المؤرخين الفرنسيين كان إلتقط صورة سنة 1931 لأفراد أسرة زعم أنهم أحفاد الإمام الهواري وأن هؤلاء صرحوا له أن جدهم الإمام الهواري غير مدفون بضريحه المتعارف عليه بل بمكان آخر وهو ما ساتناوله في الجزء الثاني مع تصريحات آخرى لهم .
وقد ذكر أيضا ان الصورة كان يظهر بها 4 أفراد 3 رجال وإمراة وهم الهواري محمد وحامد وأختهم بدرة ولا أخفيكم سرا لقد أهمني كثيرا امر تلك الصورة حتى اتعرف اكثر عن هؤلاء الأحفاد المزعومين وتتبع حقيقتهم خصوصا ان المؤرخ يحيى بوعزيز رحمه الله لم ينشر الصورة بل تكلم عنها فقط
والحمد لله لقد وفقني الله في ايجاد تلك الصورة وهي تلك التي انشرها بأسفل الموضوع والذي يقول عنها صاحبها انه قد تم إلتقاطها يوم 9 أوت سنة 1931 وهي تعود لكل من السيد الهواري الواقف بالوسط وهو أكبر أفراد العائلة والجالس عن يمينه هو اخوه الأصغر محمد وعن يساره أخوه الثاني حامد
وقد تفاجئت بعدم ظهور الأخت السيدة بدرة والتي تكلم عنها يحيى بوعزيز وانها تظهر معهم بالصورة وعند مطالعتي ما كتبه المؤرخ الفرنسي عرفت سبب هذا الإختفاء وهو يرجع لتقاليد المجتمع الجزائري الوهراني الذي كان سائد في حينه والذي كان يمنع ان تكشف المرأة عن وجهها للأجانب ويلتقط لها صورة كما ذكره المؤرخ الفرنسي عكس ما جاء به المؤرخ يحيى بوعزيز والذي يوحي كلامه بانها كانت تظهر معهم بالصورة
ويوضح المؤرخ الفرنسي ايضا بأسفل الصورة معلقا عليها أن لقب هته العائلة هو بن ستي البشير وهم أحفاد الإمام الهواري
تاريخ الإضافة : 22/04/2024
مضاف من طرف : soufisafi
المصدر : facebook.com/orantrends