الجزائر

الإمارات العربية...أو "ألمانيا العرب"



الإمارات العربية...أو
إن المتتبع لمراحل تطور دولة الإمارات العربية عبر التاريخ ، وخاصة من فترة السبعينيات حتى يومنا هذا، يجد نفسه أمام تساؤلات جمة، بالنظر إلى ما وصلت إليه من تطور تصاعدي في ظل سياسة رشيدة وحكيمة، كان مهندسها الراحل الشيخ زايد رحمة الله عليه، وذلك وبالحث على العمل والتفاني فيه، وكان هو المحور الأساس الذي ساهم في زرع بذور الاستقرار، والاحترام المتبادل ما بين أفراد العائلة الحاكمة، وقد ظهر ذلك في تحليهم بالمسؤولية، والمساهمة في الحفاظ على الاستقرار الذي تحلم به الكثير من الدول، رغم أنها ليست ذات نظام ملكي . حيث لم تعرف الإمارات الاستقرار إلا مع بداية السبعينيات، ومنذ ذلك الوقت، وحكام الإمارات السبعة، يعملون على تطور البلد والوصول به إلى ما هو شاهد للعيان من نهضة في كل المجالات، حتى أصبحت محجّا لكل أجناس العالم، ومقصدا لاستثماراتهم...وبعدما كان فتح فرع لأكبر جامعة في فرنسا، وهي جامعة السربون، هاهي تستقبل من يريد أن ينهل من هذه الجامعة العريقة، بدون أن يتنقل إلى فرنسا، وهاهي الإمارات تؤسس لأكبر جائزة في مجال الإعلام، وأكبر جائزة في القرآن الكريم، والآداب، و الشعر، وكل أنواع الفنون. وفي مجال الاستثمارات ها هي تشيّد ناطحات السحاب والأبراج، فوق اليابسة وفي جزء من البحر، وبمقاييس عالمية، وهاهي تستقطب المؤسسات المصرفية العالمية، والبورصة، وتصبح مرجعا لاقتصاديات العالم. وفي مجال التجارة، تم تشييد أكبر الفضاءات التجارية، وما تحمله من الماركات العالمية، بل أن "ألمانيا العرب" ذهبت بعيدا، حين أقامت منتجعات من طراز خاص، تحتوي حتى على قاعات للتزلج على الجليد في عز الصيف، وبدرجة برودة لا تقل عن درجة البرودة في الدول الأوربية.حقيقة، إن ما وصلت إليه دولة الإمارات العربية المتحدة، شيئ يدعو إلى الفخر والاعتزاز في ظل الوحدة و التماسك، وهي العوامل التي لم تعرفها دولة عربية أخرى، وصلت إلى ما حققته الامارات، فالسلطات هناك تعمل في صمت وثبات، وتحاول تحويل التكنولوجيا عن طريق الشراكة وفتح السوق ، وإنشاء المناطق الحرة، وتنويع الاقتصاد و المداخيل.فإذا ما جعلنا مقارنة بسيطة بين الإمارات ودول استقلت قبلها وتعتبر أغنى منها، نجد أن هذه الأخيرة مازالت متخلفة، وهي الآن عاجزة حتى عن انجاز قنوات الصرف الصحي بأهم مدنها، حيث تحل بها الفيضانات ويهلك الأشخاص كلما تساقطت الأمطار.. في حين نجد أن الحَكامة التي جعلها أمراء دولة الامارات نبراسا لهم في اختيار الوثبة الاقتصادية، والمستمدة من التطور الأسيوي والأوربي وحتى الأمريكي، هي بمثابة الأنموذج الذي يجب أن تنتهجه الدول العربية المتخلفة .ومهما يقال عن ما وصلت إليه الإمارات، وخاصة الذين يقولون أنها لم تصل هذا التطور بسواعد أبنائها، بيد أن ما رصدته من أموال وما كونته من إطارات وطنية يجعلها في مصاف الدول التي عرفت كيف تستغل ثرواتها وتحسن التصرف بما حباها الله من خيرات، وتدخل مع الزمن في سباق لا يدخله إلا الأقوياء، ولذلك فهي تشبه التحدي الألماني عندما خرجت من الحرب العالمية الثانية ، وبدأت من الصفر، ولم تكن تتوفر إلا على الإرادة والعزيمة والإخلاص للوطن .فحُق على الامارات أن تكون ألمانيا العرب، وأن تنعم بما وصلت إليه من تطور وازدهار، فإذا كان الاقتصاد الألماني هو أول اقتصاد في أوربا وثالث اقتصاد في العالم ، فألمانيا العرب هي أول اقتصاد عربي.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)