الجزائر

الإقرار بالعجز فضيلة



 لن يحدث لا اليوم ولا غدا ولا حتى بعد ألف عام... لأن الأسس التي تقوم عليها الشركة أسس بالية وبائسة ولا تؤهلها للنهوض أو التقدم أو التحرك إلى الأمام... لكن لو حدث وطارت إحدى طائرات شركة الخطوط الجوية الجزائرية من مطار هواري بومدين في الوقت المحدد أو هبطت على أرضيته في الوقت المنتظر، لكان الأمر شاذا، لأن القاعدة التي كرستها ''الجزائرية'' عبر تاريخها هي تحوّل الشذوذ إلى قاعدة والقاعدة إلى شذوذ، لذلك فلو حدث واحترمت الشركة المواعيد المحددة والمضبوطة على تذاكرها لاعتبر هذا ''الاحترام'' حدثا وطنيا وجب الاحتفال به وتخليده مثل الأحداث الوطنية الخالدة.ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، التي تترك فيها شركة الخطوط الجوية الجزائرية حجاجنا ومعتمرينا مهملين وعرضة لكل المآسي وكل صنوف المعاناة... والتجربة تتكرر في مطارات السعودية وكل مطارات العالم التي تصلها طائرات ''الجزائرية'' مع بقية المسافرين الجزائريين... هذه حقيقة الحقائق التي يعرفها معرفة يقينية كل الجزائريين وبدون استثناء، بمن فيهم المدير العام للشركة وحيد بوعبد الله، الذي لو سألناه يوم تنصيبه على رأس الشركة، إن كان بإمكانه تحسين الخدمات بأي شكل من الأشكال وبأي نسبة من النسب، ولا نقول حل مشكلة التأخر وإعادة الاعتبار لزبائن الشركة، لأجاب دون تردد وبثقة عالية بالنفس، بأنه لن يقدم ولن يؤخر في شيء، لأن مرض الشركة متمكن كتمكن داء سرطان الدم من مصاب تقدم به المرض... رغم هذا لم يجد هذا الوحيد بوعبد الله جهة يلقي عليها بفضيحة إهمال مئات المعتمرين الجزائريين بالبقاع المقدسة غير ''سوء تسيير المطارات السعودية''، حسب البيان الموقع من قبل المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية... وحيد بوعبد الله يعرف جيدا القدرات التنظيمية للسلطات السعودية في المطارات وفي غير المطارات، لأنه مدرك ويدرك معنى تنظيم حركة وحركية ما يزيد عن مليونين من البشر فوق بقعة جغرافية بحجم مدينة مكة، فهل يعقل على سلطات كهذه أن تعجز عن تنظيم رحلات عودة لما يزيد عن ألف معتمر جزائري... أم أن بوعبد الله لم ينتبه إلى أن معتمري كل البلدان، عادوا إلى بلدانهم في الوقت المحدد باستثناء الجزائريين، فهل السلطات السعودية تمكنت وبيسر من تنظيم عودة ملايين المعتمرين إلى بلدانهم خلال الأشهر الأخيرة وبالخصوص خلال شهر رمضان الأخير، وعجزت عن التكفل بعودة الجزائريين؟يقال إن الإقرار بالذنب فضيلة، ونقول لوحيد بوعبد الله، بأن الإقرار بالعجز فضيلة... أما التهرب من تحمّل المسؤولية وإلغاء تبعات العجز على الآخرين فـ... larbizouak@yahoo.fr   نسخة للطباعة


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)