شكّل محور الإعلام والثورة الجزائرية موضوع أشغال ملتقى دولي احتضنت فعالياته أول أمس كلية العلوم الإنسانية بجامعة علي لونيسي بالعفرون (البليدة). و يبرز هذا الملتقى الذي يعرف مشاركة جامعيين باحثين من دول شقيقة تونس والكويت ومصر إلى جانب نظرائهم من مختلف جامعات الوطن- حسب المنظمين- الدور الهام و المحوري الذي لعبه الإعلام الجزائري أثناء الثورة التحريرية في تعبئة الرأي العام وتدوين القضية الوطنية في المحافل الدولية للظفر باستقلال البلاد واسترجاع حريتها.وأبرز المجاهد والوزير السابق والإعلامي لمين بشيشي خلال جلسة افتتاح حضرها عميد الجامعة البروفيسور خالد رامول كيف أن الإعلام كان يتماشى آنذاك مع السلاح والدور الهام الذي لعبه أثناء الثورة التحريرية المظفرة مستعرضا في السياق نضاله الدؤوب في إصدار جريدة المقاومة التي كان له الفضل الكبير في ذلك.
وأوضح المجاهد أن الإعلام كان وسيلة نضالية سامية لا تقل أهمية عن النضال العسكري أثناء الثورة التحريرية حيث تبوأ مكانة متقدمة إلى جانب الجبهة العسكرية مبرزا أن النشاط الإعلامي الوطني إبان الثورة كان أكثر تنظيما وتأثيرا وذلك بفضل الإستراتجية النضالية الناجعة وتعدد أوجه الإعلام المكتوب على غرار جريدة المقاومة وجريدة المجاهد لسان حال جبهة التحرير الوطني وعبر الصوت المسموع من خلال إذاعة صوت العرب من القاهرة و صوت الجزائر الحرة المكافحة من المغرب وتونس. وساهم الإعلام في نقل القضية الجزائرية إلى المحافل الدولية والإقليمية مثل مؤتمر باندونغ بأندونيسيا في أفريل 1955 والأمم المتحدة في سبتمبر 1955.
كما استعرض من جهته الإعلامي السابق وأول مدير للإذاعة الوطنية بعد الاستقلال عبد القادر نور أمام الطلبة الحاضرين تجربته الثرية خلال تلك الفترة من تاريخ الجزائر والصعوبات التي كانت تواجههم في مهمة التواصل مع أفراد الشعب وحمله على الالتفاف حول الثورة ومساندة رجالاتها. وناقش المشاركون الذي فاق عددهم المائة خلال الملتقى عدة محاور أساسية على غرار صدى الثورة الجزائرية في الإعلام الدولي و الإعلام الفرنسي والثورة الجزائرية و دور الإعلام في الحركة الوطنية مرورا بنشأة وتطور الإعلام في الجزائر و الإستراتيجية الاتصالية والإعلامية لجبهة التحرير الوطني . وذكرت الدكتورة وهيبة بوزيفي من جامعة الجزائر 3 خلال مناقشتها لهذا المحور الأخير أن هذه الاسترايجية منبثقة عن مبادئ بيان أول نوفمبر ومكنت من جعل الإعلام حلقة وصل بين الشعب والثورة كما كان لها دور فعال في الرد على افتراءات الأجهزة الإعلامية الفرنسية والغربية وتحصين المواطنين من الحرب النفسية التي سلطت عليهم وإظهار الوجه الآخر لفرنسا و اسماع صوت الجزائر في الخارج.
وخلال فعاليات الملتقى تم تنظيم ورشات ومداخلات لجامعيين من دول شقيقة وتكريم شخصيات وطنية إعلامية على غرار كل من الوزير السابق لمين بشيشي والإعلامي عبد القادر نور إلى جانب المجاهد والأستاذ الجامعي زهير إحدادن.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 26/10/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum-dz.com