الإعلام الجنسي والسياحة الجنسية

صحفيون تونسيون يشتغلون بقناة الجزيرة القطرية، احتجوا على صحفي مصري يشتغل معهم في القناة، لأنه اتهم تونس في برنامج تلفزيوني وقال إنها تشجع " السياحة الجنسية". الصحفيون التونسيون، اعتبروا ما صدر عن الصحفي المصري، إساءة إعلامية في حق بلدهم وتشهيرا به، قد يكون له انعكاس سلبي على مستقبل البلد. والواقع أنهم جميعا، أي التوانسة والمصري، وقعوا تحت طائلة المعنى المباشر لقول الشاعر.. لا تنه عن خلق وتأتي مثله.. عار عليك إذا فعلت عظيم، فهم جميعا ينتمون إلى مؤسسة إعلامية تمارس الإعلام الجنسي والسياسة الجنسية، وفي الوقت نفسه تندد بالسياحة الجنسية في تونس !
في تونس الثورة وتونس الديمقراطية، دعا الناس إلى تجمع بساحة حقوق الإنسان بالعاصمة، ووجهوا الدعوة إلى كافة وسائل الإعلام لتلتقط لهم صورا ومشاهد وهم يتبادلون القبلات على المباشر، ردا عن حكم بحبس شاب وفتاة ألقي القبض عليهما يمارسان الفعل الفاضح أمام الملأ، ودعا هؤلاء "المتحضرون جدا"، والديمقراطيون جدا، والثوريون جدا إلى اتخاذ هذا اليوم، أي يوم التجمع لممارسة الرذيلة، يوما وطنيا يدخل رسميا في رزنامة أعياد تونس الزيتونة، فلماذا يغضب إخواننا وزملاؤنا الصحفيون العاملون في جزيرة قطر عندما يقول لهم صحفي مصري إن بلادكم تشجع السياحة الجنسية ؟ !
الجزيرة كمؤسسة إعلامية، تمارس على المباشر" الفعل المخل بالإعلام"، ومسيروها يعتقدون أن دمقرطة الإعلام في هذه " البراكة"، لن تتحقق إلا بمثل هذا السلوك الجنسي، وبعض إخواننا التوانسة يعتقدون أن نجاح الثورة والحفاظ على مكتسبات ثورة الياسمين لن يتحقق إلا بتنجيس بقايا القيم الأصيلة التي كانت قائمة قبل الثورة، فلماذا يغضب بعضهم من بعض؟