الجزائر

الإعلام التونسي غطى وعتّم على فن الإنشاد في عهد زين العابدين بن علي ! المنشد التونسي محسن المالطي ل"الفجر":



الإعلام التونسي غطى وعتّم على فن الإنشاد في عهد زين العابدين بن علي !                                    المنشد التونسي محسن المالطي ل
تطرق قائد الفرقة التونسية للإنشاد "أريانة" محسن المالطي على هامش الحفل الذي أحيته المجموعة مؤخرا بقاعة الأطلس بالعاصمة في إطار ليالي الموشح والمديح الديني الذي تنظمه مؤسسة الديوان الوطني للثقافة والإعلام كل سنة، إلى الظروف التي جعلت علاقة الأنشودة الجزائرية بالتونسية تبدو فاترة وكذا إلى التبعات التي لحقتها في زمن الرئيس المخلوع بن علي وعن هذا الموضوع يقول في حوار ل" الفجر".
هل لك أن تقدم لمحة مختصرة عن فرقة أريانة للجمهور الجزائري؟
فرقتنا تنشط في مجال المديح الديني لمدة تزيد عن 30 سنة، لها سمعة طيبة ومحترمة في تونس، حيث تؤدي بالإضافة إلى المديح مجموعة من القصائد التراثية القديمة التي أدخلت عليها إضافات جديدة وعصرية بالتعامل مع موزعي الصوت وموسيقيين، إلى جانب هذا فنحن فرقة اشتهرت بتقديم الموشحات وبعض الطبوع الأخرى التي تندرج ضمن مدح الأولياء الصالحين على غرار العيساوية والإمام الفاتوري رحمه الله.
هذه أول زيارة لكم إلى الجزائر، ما الصورة التي تكونت لديكم عن الإنشاد في الجزائر مقارنة بما هو متاح في تونس؟
بطبيعة الحال هناك تقارب لكن لا يوجد تواصل كبير يجمع ويبقي العلاقة بينهما، حيث كان هذا في السابق أما اليوم فالملاحظ أن هذه الحواجز قد تم كسرها وتجاوزها تدريجيا من خلال اهتمام الجمهور التونسي بما يدور حوله في هذا الفن في الشرق والغرب وكذا المغرب العربي وبالخصوص المغرب والجزائر، إذن لا أتصور أبدا أن يكون هناك فارق بين ما نؤديه نحن في تونس وفن الأنشودة في الجزائر بدليل عديد القواسم المشتركة التي تجمعنا كبلدين من حيث التاريخ، اللغة والثقافة بالإضافة إلى العادات والتقاليد، ناهيك على أننا نستعمل نفس المقامات ونفس القواعد الموسيقية في هذا أمّا حاليا نعمل من أجل التوصل إلى طريقة تكون كفيلة بتطوير الإنشاد وتقديمه بنوعية مميزة تتعلق بالتوزيع الصوتي الذي يعتبر عادة مغاير لما يستعمل في موسيقى المديح الديني، لأنّها ترتكز على الأصوات والميلودي ونحاول أن نبرز وجها آخر للموسيقى في هذا اللون الفني.
من خلال هذا الإرث المشترك هل سبق لكم وأن أدّيتم أو أعدتم بعض الأناشيد الجزائرية؟
بكل صراحة لا، غير أننا نسمع المنشدين الجزائريين بصفة كبيرة وما أجده في هذا الإطار هو عدم وجود فرق على مستوى الأغاني أو الأناشيد التراثية المستمدة من التاريخ المشترك. وأضيف بأنّ المنشدين الجزائريين يحفظون بشكل واسع ما يتداول في الفن التونسي، لاسيما في المدائح الدينية، وهذا ما لمسناه في الشيخ محمود الذي كان يسافر إلى الجزائر كثيرا، وكانت الناس وقتها تحفظ عليه مثل وتعيد ما يردده، إلا أنّ هذا التناسق والتوافق في الكلمات والمقامات كرصد الذيل، الغريب وغيرها وكذا التراث يلفه اختلاف بسيط حول اللهجة المتعلقة بالإيقاع الموسيقي التي تختلف قليلا عن بعضها البعض.
هل تفكرون في إنتاج أعمال مع منشدين جزائريين؟
لا شك في ذلك، فالاحتكاك مع المنشدين الجزائريين سيثمر لا محالة في إنجاز عمل ثنائي قد يفتح الباب واسعا نحو تحقيق انجازات كبيرة في مجال المديح الديني الذي نختص فيها فكلما تفاعلنا مع من يقربنا ومع من يجاورنا زاد اهتمامنا به وسعينا لتطويره أكثر انطلاقا من تجارب الآخرين فيه.
كيف ترون واقع هذا النوع من الفنون في الوطن العربي؟
لا نتحدث فقط عن الأنشودة والمديح الديني، بل عن الفن في الجزائر وخاصة القريب من الأناشيد وأقصد الطابع الأندلسي والحوزي والمالوف القسنطيني، فأنا أعرف ثلة من رواده وشخصياته على غرار الحاج الغفور، الطاهر الفرقاني وغيرهما وبالتالي الأنشودة هي جزء من هذا الكل المتكامل ويبقى واقعها مرتبط بالظروف وبما يتعرض له الفن بصفة عامة، لذا فواقعها حسب علمي تطور تدريجيا نحو الأحسن بخلاف الأشهر والسنوات السابقة.
مجمل نشاطات المنشدين التونسيين كانت محلية ولم تخرج من تونس إلا مؤخرا، هل ترى بأنّ الإعلام الحكومي التونسي ساهم في قتل روح الإبداع لديكم؟
أجل هذا صحيح فالإعلام الحكومي لعب دورا كبيرا في كبح الفرص والتقليص من عددها ولا أعجب إن قلت لكم أن ما يقوم به في التعريف بالأنشودة الإسلامية كان شكلي يدل على الإسلام فحسب، فالمحتوى والشكل كانا مراقبين على الدوام، لذا أؤكد أن هذا التعريف كان بتصرف ولم يكن بحرية تامة وخالية من الشروط، وبحسب ما أقول لكم أنه كان يتواجد في مدينة القيروان في مناسبة المولد النبوي دون غيرها من المناسبات، بخلاف ما كان يؤديه لطفي بوشناق هنا وهناك، وبالتالي الإعلام التونسي غطى وعتّم على فن الإنشاد الإسلامي مدة طويلة جدا.
إضافة إلى الإعلام هل كانت قرارات أو قوانين ترسم خارطة هذا الفن في تونس إبان حقبة الرئيس الفار زين العابدين بن علي؟
لا توجد قوانين صريحة وواضحة تحد وتمنع ممارسة الفن الإنشادي، لكن تحمل في طياتها الكثير من الغموض أي بمعنى آخر تضعك أمام اختيار صعب يحتم عليك أن لا تؤدي ما كنت تود القيام به، فعلى سبيل المثال أفعل هذا الأمر لكن بشرط، وما صدر من الأغاني الدينية اقتصر على الابتهالات ومدح النبي عليه الصلاة والسلام.
ما سبب هذا القيد؟
أبرز سبب هو التخوف من المتعصبين والمتشددين في الدين.
بالمقابل هل جسدتم ثورة الياسمين في أعمالكم؟
اختصاصنا نحن كفرقة هو أداء المدائح الدينية وذكر الله والأولياء الصالحين ومنهم جاء ذكرهم في أغان كثيرة أبرزها يالشادلي يا بلحسن، بلحضرة وأخرى، كما أنهم مستمدين من تراث المغرب العربي، وبالتالي لا يوجد ما نؤديه عن ثورة الياسمين فثمة مطربين مختصين في الأغاني بالثورية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)