الجزائر

الإعدام‮ ‬لزوجة‮ ‬العم‮ ‬قاتلة‮ ‬الطفلة‮ "‬سندس‮" ‬بدراريةالمتهمة‮: "‬سيدي‮ ‬الرايس‮ ‬خليني‮ ‬فالحبس‮.. ‬الحبس‮ ‬والموت‮ ‬كيف‮ ‬كيف



الإعدام‮ ‬لزوجة‮ ‬العم‮ ‬قاتلة‮ ‬الطفلة‮
زوجة العم القاتلة البالغة 30 سنة، بدا وجهها أبيض من فرط الشحوب، وظهرت عليها ابتسامة باردة لما رأت شقيقيها بقاعة المحكمة، لأنها على دراية بالمصير الذي ينتظرها منذ عشرة أشهر لما اقترفت يداها بتاريخ 26 ديسمبر من السنة الفارطة، واللتان كانتا حبل مشنقة التف حول‮ ‬رقبة‮ ‬ابنة‮ ‬شقيق‮ ‬زوجها‮ "‬سندس‮" ‬ذات‮ ‬ال‮ ‬06‮ ‬سنوات،‮ ‬التي‮ ‬عثر‮ ‬عليها‮ ‬جثة‮ ‬هامدة‮ ‬بخزانة‮ ‬غرفة‮ ‬نوم‮ ‬الجانية‮ ‬وقبلها‮ ‬شقيقها‮ ‬إسلام‮ ‬بأربع‮ ‬سنوات‮.‬تميزت الجلسة بغياب والدي الضحية وكذا 11 شاهدا في القضية بين أعمامها وعماتها وجديها وأبناء عمها. بالمقابل توافد عدد معتبر من المحامين والمتربصين، بعدما تناهى إلى أسماعهم أن القضية تتعلق بمقتل الطفلة سندس التي درّت دموع الملايين من الجزائريين.
المتهمة، خلال جلسة المحاكمة التي دارت أطوارها بمحكمة الجنايات بالبليدة أمس، اعترفت بكل التهم المنسوبة إليها وقالت للقاضي: "إذا راك حاب تخليني فالحبس خليني.. الموت والحبس كيف كيف!" وكانت ترد على أسئلته بإجابة "ما علا باليش.. خاطيني.. ما شفت والو وما درت والو".
ما اضطر القاضي إلى إعادة قراءة جميع محاضر سماعها لدى فرقة الدرك الوطني بدرارية وكذا أمام قاضي التحقيق. وحسب رئيس الجلسة، فإن المتهمة أنكرت لأول وهلة الشكوك التي حامت حولها بتورطها في مقتل ابنة شقيق زوجها.
ولما أعيد سماعها ثانية اعترفت، وصرحت أن رجلا جاءها في المنام وطلب منها قتل الطفلة سندس وإلا سيقتلها هي، وهو الحلم الذي زعمت أنه تكرر عدة مرات، ما جعلها تقدم على إزهاق روح الصغيرة.
وخلال سماعها لثالث مرة قالت إنها قتلت ابنة شقيق زوجها بدافع الغيرة من والدة الضحية التي كانت تشعر بمركب نقص تجاهها لأنها متعلمة وتدرس أولادها "وتلبس مليح"- على حد قولها- ما ولد عندها ضغوطات نفسية- في حين أن الجانية أمية ولا تحسن القراءة والكتابة. وأضافت أن والدها كان يريد تسجيلها في صفوف الدراسة، غير أن هذا الأمر لم يتم.
وأضافت الجانية، في معرض اعترافاتها، أنها عاشت الجحيم منذ زفت والدة الضحية سنة 2004 إلى شقيق زوجها، وراحت تسرد تفاصيل ارتكابها لجريمة القتل، وصرحت أنه يوم الأربعاء 26 ديسمبر 2012 وفي حوالي الساعة التاسعة صباحا حضرت البنت سندس إلى غرفة نومها تبحث عن أبنائها للعب فلم يريدوا الخروج معها للفناء لأنهم كانوا مصابين بالزكام فانصرفت الضحية.
وبعد مدة خرجت ابنتها شيماء من الغرفة لتعيدها الجانية إلى مكانها وبقيت سندس في المطبخ ومن الخلف باغتتها زوجة العم القاتلة وأخذت محرمة (منديل) وربطتها بعنق سندس ولفته مرتين ثم شدته‮ ‬بقوة‮ ‬وعقدت‮ ‬طرفيه،‮ ‬وكانت‮ ‬الطفلة‮ ‬جالسة‮ ‬ثم‮ ‬سقطت‮ ‬أرضا‮ ‬ولم‮ ‬تبد‮ ‬أي‮ ‬مقاومة‮ ‬وتركت‮ ‬المحرمة‮ ‬على‮ ‬رقبتها‮.‬

الجانية‮ ‬حضّرت‮ ‬القهوة‮ ‬لأبنائها‮ ‬بعد‮ ‬ارتكابها‮ ‬الجريمة‮ ‬
وأغمي على الجانية للحظات- حسب إفادتها دائما-، ثم استعادت وعيها وأخذت غطاء أخضر كان على آلة الغسيل ولفتها به وحملتها من المطبخ ووضعتها بخزانة توجد بغرفة نومها أسفل الدرج من الجهة اليسرى. في حين عادت بعد الجريمة إلى المطبخ وحضرت القهوة لأبنائها وكأن شيئا لم يكن، وراحت تبحث مع أفراد العائلة لما اكتشفوا غيابها إلى غاية العثور عليها من قبل عمها بعدما اشتم رائحة جيفة بغرفته.
وهي الوقائع التي نفتها الجانية أمس جملة وتفصيلا أمام محكمة الجنايات بالبليدة، وذهبت للقول: "عقلي ماكانش عندي" و"عائلة زوجي حصلوا فيا" و"علاش نقتلها.. ولادها هوما ولادي".
في حين تمكن ممثل النيابة العامة من محاصرة المتهمة بالأسئلة إلى درجة احمرت وجنتاها وكادت تذرف الدموع غير أنها تمالكت نفسها، ومن خلال مرافعته وصف ممثل الحق العام الفاعلة ب "القاتلة المتمرسة والمحترفة وتتمتع ببرودة أعصاب مثالية" أمام إصرارها على الإنكار رغم اعترافاتها السابقة وطالب بتوقيع عقوبة الإعدام بعدما شغلت الظروف البشعة التي قتلت فيها الفتاة سندس الرأي العام وتسببت في زلزال اجتماعي على حد تعبيره وهي الأقوال التي كان وقعها عنيفا على المتهمة فراحت تعض أصابعها تارة وشفتيها تارة أخرى.
أما فريق دفاع المتهمة فطالب بظروف التخفيف وطلب بإعادة إخضاع موكلته إلى خبرة عقلية ثانية لأنها كانت تعاني أثناء ارتكابها الجريمة من نوبات جنون وانخرطت إثرها الجانية في نوبة بكاء.
وفي آخر كلمة قالت: "أنا بريئة وأطالب بالبراءة". وبعد ساعة من المداولات قضت محكمة الجنايات بتوقيع عقوبة الإعدام. وقد بدت الدهشة على الجانية وقاطعت القاضي أثناء تلاوته لمنطوق الحكم بالقول: "علاه.. ياك أنا خاطيني".
تجدر الإشارة أن القاتلة التي كانت متواجدة على مستوى مؤسسة إعادة التربية ببوفاريك طلقها زوجها منذ شهر تقريبا.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)