الجزائر

الإضراب عن الطعام يتحوّل إلى ظاهرة في السجون الجزائرية..!



الإضراب عن الطعام يتحوّل إلى ظاهرة في السجون الجزائرية..!
أصبح الدخول في إضراب عن الطعام التعبير الأمثل الذي يلجأ إليه المساجين في المؤسسات العقابية للتعبير عن أوضاعهم المأساوية، فيستحيل أن يمر شهر دون إعلان المساجين عن إضراب عن الطعام، حسب ما صرح لنا به أحد المحامين، وهو ما يزيد من قلق هيئات الدفاع على وضعية موكليهم وتكثر مخاوف عائلاتهم التي تسعى للاطمئنان عليهم بطرق شتى، وهو حال إحدى السيدات اتصلت بجريدة"الشروق"، لتكشف لنا أن ابنها ومتهمين آخرين في نفس الملف، متواجدون في المؤسسة العقابية الحراش لتورطهم في ملف لا صلة له بالواقع أصلا على حد قول المتحدثة دوما، أين وجهت لهم تهم تتعلق بالإرهاب وتهم أخرى لا تعلم عنها شيئا، ولم يتم تقديمهم للمحاكمة بعد، حيث يتواجدون في السجن منذ سنوات دون محاكمة، وقد قرر المتورطون في هذا الملف القيام بإضراب عن الطعام لتعجيل محاكمتهم.وحول الموضوع، أوضح رئيس الهيئة المدنية لإدماج ذوي السوابق العدلية والوقاية من العود المحامي، عمار حمديني، أن الاحتجاج داخل المؤسسات العقابية هو حق شخصي لكل سجين إذا لم يكن هناك حل بهدف الوصول للإدارة المركزية أو القائمين بالمؤسسة العقابية، فهو تصرف شخصي لا يوجد عقاب عليه، غير أن إدارة السجن تلجأ في الغالب لتوزيعهم على قاعات مختلفة حتى لا يتضامن معه زملائه ويتم بذلك إحباط الاحتجاج، وعدد المتحدث الأسباب التي تدفع المساجين للدخول في إضراب كالمطالبة بتعجيل محاكمتهم، الاحتجاج عن الظلم والتقصير، سوء المعيشة، سوء المعاملة داخل المؤسسات العقابية، سوء الرعاية الصحية خاصة في السنة الحالية، أين شهدت السجون وفاة الكثير من المتهمين داخل السجون، ضاربا لنا مثلا بأحد المساجين الذي كان مصابا بالسرطان ولم يكن يعلم بذلك، وحوّلوه للمؤسسة العقابية بالأغواط، ومع أن وضعه الصحي ازداد تدهورا إلا أنه كانت تمنح له أدوية مهدئة ليفارق الحياة في السجن، في حين صرح الباحث في الشريعة وعضو جمعية العلماء المسلمين، الشيخ كمال أبو سنة أن هذه المسألة لم تبرز في عصر الفقهاء القدماء وإنما برزت في عصرنا هذا، ومن هنا فإن الفقهاء المعاصرين انقسموا فيها إلى فريقين، ورأوا فيها رأيين: فهناك فريق يرى أن الإضراب عن الطعام محرم شرعا، وأنه ليس في الدين شيء اسمه الإضراب عن الطعام أو الشراب لتحقيق غرض من الأغراض ومن مات بهذا الإضراب يكون مُنْتَحِرًا، وذهب فريق أخر من أهل العلم إلى مشروعية الإضراب عن الطعام لدفع الأسير أو المسجون ظلم الظالمين والتأثير عليهم وإعلام الناس بقضيته، خاصة من هم في سجون العدو مثل الأسرى الفلسطينيين، بشرط أن لا يؤدي ذلك إلى ضرر أكيد ولا يلقي بهم إلى التهلكة أو الموت.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)