لم يعرِف الاتِّساع كظاهرة تناولها القدماء بالبحث والدراسة مفهوما بلاغيا محدّدًا مستقِرًّا ، وقد كانت أول إشارة إليه من الجاحظ (255هـ) في كتابه (الحيوان)، حين ذكر أن المتكلم قد يتوسع في كلامه كأن يجعل الفرّوج فرخا، وأنه يجوز في الشعر ما لا يجوز في غيره.( 1) وهو في ذلك ينظر من زاوية لغوية بحتة؛ لكنه نظر أيضا، في موضع آخر، من زاوية ألسنية تداولية نقدية حين قال:" والعرب تتوسع في كلامها ، وبأي شيء تفاهم الناس فهو بيان، إلا أن بعضه أحسن من بعض"(2 ) فيعتبِر بذلك الاتِّساع وجها من أوجه اللغة كأداة للتواصل والإفهام، بل ويجعله عين البيان والبلاغة إن حصل به الغرض وتحقق القصد ...
1 - انظر:الجاحظ أبو عثمان عمرو بن بحر: الحيوان ج1/ ص 99 نقلا عن:أحمد مطلوب: معجم المصطلحات البلاغية، مطبعة المجمع العلمي العراقي، 1983 ، (د. ط)، ج 2/ ص 390
2 - انظر: الجاحظ: الحيوان، ج 5 / ص287 نقلا عن: أحمد مطلوب: معجم المصطلحات البلاغية، ج2/ ص 390.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 22/01/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - بلمرسلي سبع
المصدر : فصل الخطاب Volume 1, Numéro 1, Pages 183-210 2012-12-31