الجزائر

الإصلاح قد يبدأ بطرد أمريكا



اعترف الأمين العام للأمم المتحدة لدى افتتاح المداولات العامة رفيعة المستوى للدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة «أن العالم يعاني من تراجع الثقة، سواء الثقة في المؤسسات الوطنية، أو بين الدول، أو الثقة في النظام العالمي القائم «...و أكد غوتيريش أن عالم اليوم تتنامى فيه الفوضى على الساحة الدولية, بعد أن أرسى العالم على مدى عقود كثيرة أسسا قوية للتعاون الدولي، وبنى المؤسسات والأعراف والقواعد للنهوض بالمصالح المشتركة... كل ذلك تراجع نحو علاقات أقل وضوحا بين القوى.. وقيم عالمية تتقلص.. والمبادئ الديمقراطية تحاصر..و سيادة القانون تتقوض»...لقد عجز المجتمع الدولي عن وضع حد للحروب في اليمن وسوريا والصراعات في ليبيا والصومال والقضاء على الإرهاب وأسبابه ومآسي اللاجئين والمهاجرين.
وهي حصيلة تؤكد أنه ليس الأمم المتحدة هي من يحكم و يقرر في العالم ولا أمينها العام الذي اعترف يوم تنصيبه أن «الأمين العام ليس سيد العالم, ولكنه مجرد قيمة مضافة «. وهذه القيمة المضافة بالنسبة إليه ترتكز على ثلاث أولويات هي حفظ السلام, دعم التنمية المستدامة, والتسيير الرشيد , و قبل ذلك إلى اعتراف منظمة الأمم المتحدة بنقائصها وإصلاح طريقة عملها.
غير أن الذي استمع إلى كلمة الرئيس الأمريكي في ذات المحفل , وما تضمنته من وعيد وتهديد لكل من يعارض سياسة بلاده, يدرك أن «إدارته ترامب حققت أكثر مما حققت كافة الإدارات الأمريكية السابقة»...في عزل إمريكا عن المجتمع الدولي, وفي تقويض أركانه وأسسه, وبالتالي فإن إصلاح الأمم المتحدة قد يبدأ بطرد أمريكا منها ونقل مقرها إلى دولة محايدة .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)