يعرف العالم تطورات وتغيرات جذرية وعميقة مست جميع البنيات الاقتصادية و السياسية والاجتماعية والثقافية و كان ذلك بعد فترة الحرب الباردة حيث شهد العالم تسارعا كبيرا في إنتاج العديد من الظواهر والمفاهيم الحديثة كظاهرة العولمة وثورة الاتصالات والتي تعد من إفرازات التطورات التقنية والمعلوماتية السريعة ، وقد واكبت الدول هذا التطور من خلال إعلانها لحركة إصلاحات شاملة مست جميع القطاعات ، ولعل قطاع التعليم العالي من أهم القطاعات التي شملتها الإصلاحات كونه الخزان الأساسي الذي يمد المجتمع بالكفاءات التي تعمل على تحريك دواليب التنمية في هذه الدول .
وقد شهد قطاع التعليم العالي والبحث العلمي في الجزائر في الآونة الأخيرة عدة إصلاحات جعلت من الجامعة تعيش انفتاحا على المجتمع معتمدة في ذلك على نظام ( ل – م - د ) ، والتي تسعى من خلاله إلى توطين مفاهيمه الأساسية التي تخدم هذا القطاع ، وقد قدمت الإصلاحات تحديثات هامة ومفاهيم جديدة في التعليم العالي ، وهي تهدف إلى تحسين نوعية التكوين وتوجيه الطالب بزيادة حجم مشاركته في بناء المسار التكويني وفي انجازه وذلك بزيادة حجم العمل الفردي بل وبإعطائه الكفاءات اللازمة ومهارات التأقلم مع الوضعيات ، ومن أهم المفاهيم التي سنتناولها في هذه الدراسة الإشراف التربوي والذي يعتبر فضاء حوار بين الطلبة من شأنه أن يقدم جوابا شخصيا وفرديا عن موضوعات عديدة مثل المساعدة على الاندماج في محيط جديد و المساعدة على تنظيم العمل الفردي و كذا التحكم في المناهج الخاصة بالأعمال وهذا كمقاربة أولى في مجال التوجيه حيث يمكن للطالب أن يحدد مشروعه المهني .
حيث يعتمد في عملية الإشراف التربوي على إنشاء خلية مكونة من الأساتذة الذين تم رفع حجمهم الساعي الأسبوعي للتكفل بمهام التعليم والتكوين العاليين ويشترك في ذلك طلبة الماستر والدكتوراه من أجل التنسيق بين فرق البحث وطلبة طوري الماستر والدكتوراه والمساعدة على التوجيه في مختلف التخصصات والشعب الموجودة في المعاهد والكليات من خلال تقديم المعلومات و الشروحات للطلبة الجدد حول محتويات برامج مختلف التخصصات وحول نظام التقييم وملامح التخرج ، وكذا إدماج الطلبة في الحياة الجامعية عن طريق معرفة جيدة للفضاءات ( المكتبات ، المخابر ، ....) ، ضامنا بذلك متابعة للطالب في مساره التكويني عن طريق التكفل بالنقائص أو العجز الممكن وذلك عن طريق دروس الدعم قصد اكتساب منهجيات عمل ضرورية للنجاح .
وإدراكا منا لأهمية الإشراف التربوي المفاهيم الأساسية في نظام ( ل – م - د ) فقد ارتأينا إجراء دراسة ميدانية بمعهد علوم وتقنيات النشاطات البدنية والرياضية بجامعة المسيلة لمعرفة مدى فعالية حصص الإشراف التربوي على مستوى المعهد ،
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/04/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - مخلوف منجحي - النذير بوصلاح
المصدر : مجلة الابداع الرياضي Volume 4, Numéro 2, Pages 95-107