الجزائر

الإشاعات تلاحق "عرش" سيدي السعيد في المركزية النقابية!



أثار الحضور الملفت للأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، عبد المجيد سيدي السعيد، في شبكات التواصل وما رافقها من إشاعات حول "نهاية مهامه" على رأس الاتحاد، العديد من التساؤلات حول خلفية وتوقيت هذه التسريبات التي جاءت في وقت يطبعه الكثير من الجدل حول مخرجات اجتماع الثلاثية الأخير وبعض صانعيه.وبدأت هذه التسريبات قبل أيام معدودة بإشاعة تعرض الرجل الأول في المركزية النقابية إلى وعكة صحية، ثم أعقب ذلك حديث عن تفكير أصحاب القرار في البحث عن خليفة لسيدي السعيد، الذي عمّر على رأس أقوى وأقدم نقابة في الجزائر، لأزيد من عقدين من الزمن، لا سيما أن بعض الإشاعات في الآونة الأخيرة باتت مؤشرا على مواقف جهات نافذة في قضية ما.
وقد جاءت هذه التسريبات في أعقاب عاصفة أخرى من الإشاعات أعقبت التعليمية التي أصدرتها رئاسة الجمهورية لوقف تجسيد البند الذي انبثق عن اجتماع الثلاثية الأخير، والمتعلق بخوصصة وفتح رأسمال المؤسسات العمومية، وهو القرار الذي كان سيدي السعيد أحد صانعيه.. قضية أسالت كما هو معلوم، الكثير من الحبر والعديد من التساؤلات، لم توقفها مؤقتا إلا مشاركة الوزير الأول في قمة الاتحاد الإفريقي بتكليف من الرئيس بوتفليقة.
وظهر سيدي السعيد في آخر نشاط له في الذكرى ال 21 لاغتيال سلفه في الأمانة العامة للمركزية النقابية، عبد الحق بن حمودة، مفندا إشاعات تدهور حالته الصحية، واستغل الفرصة ليرد بلباقة من سرّب تلك الإشاعات قائلا أمام الصحافيين: "ربي يهديهم.. ها أنا موجود أمامكم". وكان كبير النقابيين في الجزائر قد اعتلى عرش "دار الشعب" في العام 1997، بعد اغتيال الأمين العام السابق للمركزية النقابية، وقضى سيدي السعيد ثلاث سنوات أمينا عاما بالنيابة، قبل أن يختار أمينا عاما في المؤتمر العاشر المنعقد في العام 2000، ثم جددت فيه الثقة في المؤتمر الحادي عشر (2008)، فعهدة ثالثة في المؤتمر الثاني عشر المنعقد في 2015.
وبينما ظل الرجل قويا وماسكا بزمام الأمور في "دار الشعب" على مدار سنوات طويلة، بدا في الآونة الأخيرة وكأن قبضته على بعض الفدرالية بدأت في التضعضع، حيث أفرزت عمليات التجديد الأخيرة لبعض الفدراليات وجوها لا تحمل الولاء للرجل، مثلما كان الحال.
ويعتبر الاتحاد العام للعمال الجزائريين إلى جانب الاتحاد الوطني للفلاحين واتحاد النساء ومنظمة المجاهدين ومنظمات أبناء الشهداء وأبناء المجاهدين.. أدوات السلطة في إدارة دواليب الحكم، فيما تمثل المركزية النقابية الواجهة الاجتماعية للنظام، منذ إنشائها في العام 1956 كذراع لجبهة التحرير الوطني، بينما كانت الثورة التحريرية في أوجها ضد الاحتلال الفرنسي البغيض.
وتتحدث مصادر على علاقة بهذا الملف عن أسماء مرشحة لخلافته، ويذكر من بينها الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، الذي يشغل حاليا عضوية الهيئة التنفيذية، علما أن سعداني لا يزال، برأي متابعين، مقربا من دوائر صناعة القرار، والدليل مغادرته قيادة الحزب العتيد من دون ضجيج.
وينطلق من يتبنى ويدافع عن هذه التسريبات، من اعتبار مفاده أن سيدي السعيد بات قريبا جدا من التجمع الوطني الديمقراطي وأمينه العام أحمد أويحيى، وهو ما أغضب قيادة الحزب العتيد الذي يرأسه الرئيس بوتفليقة، وهو ما يجسد دعوة ولد عباس إلى ثلاثية موازية، اعتبرت من قبل متابعين، بمثابة تحذير من قبل جهات عليا، لسيدي السعيد، لأن شخصا مثل ولد عباس لا يمكن أن يقدم على خطوة من هذا القبيل، دون العودة إلى مرجع في قمة هرم السلطة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)