قررت كبرى الأحزاب الإسلامية في الجزائر اقتحام الإعلام الثقيل عبر فضائيات خاصة، رغم أن النصوص التشريعية التي تنظم قطاع السمعي البصري الخاص في الجزائر لم تر النور لمواجهة ما تصفه بتهميش القنوات العمومية لخطاب التغيير وتجنيد المواطنين لتزكية الإسلاميين عبر الصناديق في الاستحقاقات القادمة.
لم يأبه حزب العدالة والتنمية لرئيسه عبد الله جاب باتهامات خصومه وعلى رأسهم زعيمة حزب العمال، لويزة حنون، حول تورط التيار الإسلامي في الجزائر في الحصول على تمويل أجنبي يساعده على الوصول إلى الحكم لتنفيذ أجندات خارجية، خاصة بعد لقائه السفيرين الفرنسي والأمريكي وقرر الاستثمار في كل الأوراق التي تساعده على اللحاق بركب إخوانه في تونس والمغرب ومصر بما فيها الإعلام الثقيل والفضائيات العربية التي سرقت الجزائريين من "يتيمتهم" على مدار سنوات في وقت قياسي تفوقت فيه على السلطة التي ظلت تتشدق خلال السنوات الأخيرة بأسطوانة فتح قنوات متخصصة في انتظار توفر الأجواء المناسبة لفتح القطاع الخاص واسترجاع مشاهديها.
وفي وقت كنا ننتظر فيه توفر الأجواء المناسبة وتكريس إصلاحات الرئيس ميدانيا في كل المجالات بما فيها السمعي، أخذت بعض الصحف المبادرة وأطلقت قناتها وقرر رئيس حزب العدالة والتنمية المتيقن من دور لا يقل عن أردوغان التركي الذي سمى مولوده السياسي الجديد عليه تيمنا بنجاحاته. الإطلال على الجزائريين عبر قناة العدالة لمحاربة ما يصفهم ب "دعاة المقاطعة" الذين فتحت لهم بعض القنوات الأبواب لتمرير خطاباتهم السلبية.
وعلى خلاف عبد الله جاب الله، قرر زعيم حركة حمس، أبو جرة سلطاني، خوض التجربة لكن بعد التشريعات.
لخضر بن خلاف: "قادرون على تسيير دولة فكيف لا نقدر على تسيير قناة"
رد عضو المكتب الوطني لحزب العدالة والتنمية، لخضر بن خلاف، على خصوم حزبه وعلى رأسهم لويزة حنون، التي لا تدخر جهدا في اتهام الإسلاميين بالتمويل الخارجي، ولم تفوت فرصة القناة التلفزيونية لحزب عبد الله جاب الله لتحاول تثبيت التهمة بالسؤال عن مصدر أموال القناة، بالقول "موتوا بغيظكم نملك رجالا ونساء قادرين على تسيير دولة وليس قناة"، مؤكدا أن الحزب يدرك أهمية القنوات التلفزيونية في بلورة الرأي العام وفعالية الصورة وكان يتوجب الاستغلال الأمثل لها، خاصة وأن الإعلام العمومي يرفض خطاب التغيير وبعض القنوات تروج لفكرة المقاطعة، لكونها تخدم أحزاب السلطة لا غيرها.
وذكر الذراع الأيمن للشيخ عبد الله جاب الله أن القناة التلفزيونية يقف وراءها أناس يؤمنون بعبد الله جاب الله وبمشروعه، مضيفا أن بعض القائمين على القناة ليسوا مناضلين في الحزب، بل متعاطفون معه فقط وأن حزبه قادر على تسيير دولة كاملة وليس مجرد قناة تلفزيونية.
أبو جرة سلطاني: "لن نكون مناسباتيين.. وقادمون بعد التشريعات"
من جهته، قال رئيس حركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، ل "الفجر" إن تكتل الجزائر الخضراء سيقتحم بدوره الإعلام الثقيل ويتخذ لنفسه قناة تلفزيونية تكون حال الإسلاميين في الجزائر للتواصل مع المواطنين ومختلف شعوب العالم في عالم أصبح مفتوحا على الجميع تسيره الفضائيات لدرجة كبيرة، مضيفا أن التلفزيون العمومي ليس بإمكانه استيعاب هذا الكم الهائل من الأحزاب السياسية كما أن سياسته الإعلامية وخطه الافتتاحي لا يسمح بتمرير كل الخطابات.
وأضاف أحد قادة التحالف الإسلامي أن القناة التلفزيونية للتكتل ليست فكرة بل التحضيرات لها جارية وسترى النور بعد التشريعات القادم، لأننا لا نريد أن نقع في فخ المناسباتية، كما أن مشروع القناة أكبر من البرلمان القادم فقط".
فاطمة الزهراء حمادي
أكد أنه متقيد بالقرعة، التلفزيون الجزائري يبرر:
"احتجاجات بعض المترشحين ضدنا جزء من الحملة الدعائية"
"منحنا الحق لقادة بعض الأحزاب ليكونوا رؤساء تحرير"
أدرج زين الدين بوعشة، مسؤول بقسم الأخبار بالتلفزيون الجزائري، ما تقدمت به بعض الأحزاب السياسية من احتجاجات حول تغطية تجمعاتها الشعبية في الحملة الانتخابية في خانة الحملة الدعائية، مؤكدا التنسيق الكامل بينهم وبين قادة الأحزاب.
وقال بوعشة على أمواج إذاعة "البهجة"، أمس، إن التلفزيون رد على اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات حول احتجاجات بعض الأحزاب السياسية التي تندرج حسبه في خانة الحملة الدعائية، حيث ادعت بعض الأحزاب أن التلفزيون تعمد إدراج صور قاعات فارغة في تغطيته لتجمعات شعبية لبعض الأحزاب، مؤكدا أن القرص المضغوط الذي يتضمن التسجيلات موجود وإدارة التلفزيون متقيدة ببرنامج القرعة وبتداول الأحزاب في الظهور خلال النشرات الإخبارية، مضيفا أن التلفزيون له تجربة طويلة ورصيد كبير للتكفل الإعلامي بالحدث، وجند كل الإمكانيات البشرية والمادية، حيث يتوزع المراسلون عبر كامل ولايات الوطن، إضافة إلى تغطية المحطات الجهوية الأربع.
من جهته، أكد رئيس تحرير بقسم الأخبار، لطفي سالمي، أن التلفزيون حريص على التغطية الوافية والشاملة للحملة الانتخابية وأن هناك تنسيق مع الأحزاب السياسية؛ حيث يمنح الحق لرؤساء الأحزاب لاختيار مقاطع تجمعاتهم الشعبية التي ستبث، شريطة أن لا تتنافى مع ما حدده قانون الانتخابات كاستغلال الرموز الوطنية أو الخطاب الديني، كما يضيف بوعشة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/04/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : فاطمة ح
المصدر : www.al-fadjr.com