الجزائر

الإسلاميون الذين نخافهم والإسلام الذي نتمناه


ما أكثركم من “غربان” أنتم الذين تحمون حولنا هذا الربيع، صحيح لا أحد له حق تجريم من يعرضون بضائعهم الفكرية في أسواق السياسة التي من المفروض أنها تزداد بهرجا كلما تعددت الأيديولوجيات، لكن عندما يتعلق الأمر بمن ينادون بفضائل الأديان والإسلام أسمى الفضائل، يجب التدقيق والبحث في هوية من يطالبوننا بمنحهم السلطة كشرط لنحصل على تلك الفضيلة، فنحن اليوم في أمس الحاجة إلى ممارسة السياسية بنفس القدر الذي نحتاج فيه إلى معرفة القبلة، ولكن يجب أن نطلب من رجال السياسية أن يمارسوا لعبتهم بعيدا عن السجادة، أما أنا فأريد أن أسير في الشوارع بحرية، أليست الحرية من رمز الإخوان المسلمين في عصرهم الجديد، هنيئا لكم مقاعد مجالس الشعب وأتركي لي الشوارع أسير فيها كما أشاء إلى قدري، للجنة اثنا عشر بابا أشك أن منها باب برمز الإخوان أو السلفية، هناك من يرتدي العباءة ليصلي وهناك من يرتديها ليدخل البرلمان، أنا شخصيا أرتديها لأنام، فلا أحب الملابس الحديثة فهي تزعج أحلامي، وأحلامي بسيطة، مسكن من غرفتين واحدة لي وأخرى لأبنائي، العلاج حق بشري طبعا، والعمل، فالفقراء لا يفقهون كثيرا في الإسراف والتبذير، أعتقد أن تلك فضيلة كبرى، فهل يقبل أن يعيش وجوه الإسلام السياسي في أكواخ البسطاء. وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. فصراحة لا أجد فرقا كبيرا بين من يحرف القرآن أو من يتاجر به سياسيا وللنافق والإسلام السياسي وجه واحد، وتلك حقيقة الخوف الذي يدور حول جبهات الربيع العربي، لذا كان من المنطقي جدا أن يكون الإسلام هو الحل ولكن أبدأ ما كان رجال السياسية المتسلمين هم الحل والطيور على أشكالها تقع، لماذا لا تحمل القوائم الإسلامية إلا أشكالهم ولا نجد في قوائمهم الاختلاف الذي يتعهدون باحترامه لو نجحوا، من شب على القائمة شاب عليها، ثم كيف نفسر لغة الإقصاء في أصواتهم والدعوة المحمدية قامت أصلا على التسامح، في جميع آيات القرآن دعوة للتفكير والتعقل والتدبر في الأمور، وفي دساتيرهم تحريم وتجريم، فإذا آمنا بأن الدين جاء للإقصاء فكيف سنؤمن بقوله تعالى “وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا”، كما أنه لم يكن أبدا دعوة لاختزال الثياب.. فلكم قمصانكم ولي قرآني، وصدق من قال البعض يريدونها وقفة لالتقاط الأنفاس والبعض يريدها مهلة لاختطاف السلطة.. ومن منكم بلا خطيئة... فليتقدم.. إلى من يعتبرون قوائمهم الانتخابية دستور الإسلام الجديد الذي لا يجوز لنا الاختلاف معه، فالأمر بات بحاجة إلى مجابهة خطيرة.. هي خطيرة فقط لأن سلاح أجنداتهم بما ما يكفي للتكفير ولإهدار الدماء وحتى لتحليل أعراض نساء من يخالفهم، وشتان بين الدعوة للدين والمتاجرة بالدين، فعندما أستمع إلى أحدهم يفسر الآية الكريمة: “وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”، على أن الله كان يقصد من خلف تلك الآية قائمته الانتخابية التي لا تتضمن إلا أصحاب الذقون الطويلة القصيرة ثيابهم، هنا لن يصيبني خوف على حريتي المدنية بقدر ما سأصب بهستريا الخوف على حظوظي في دخول جنة الله لو قمت بانتخبتهم أو أعطائهم صوتي المبحوح.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)