الجزائر

الإسلاموفوبيا..



الإسلاموفوبيا..
تصاعدت موجة الإسلاموفوبيا في الغرب بشكل عنيف منذ الهجوم الإرهابي على أسبوعية " شاغلي أبدو " الفرنسية الساخرة و الذي أدى إلى مقتل طاقمها في 7 جانفي 2015 . و زاد الأمر حده بعد الهجوم على مؤتمر في كوبنهغن كان يستضيف الرسام السويد لارس فليكس الذي نشر رسومات مسيئة للرسول محمد و كان هذا المؤتمر يناقش مسألة "الاسلام المتطرف وحرية الصحافة"و يعود سبب التكالب على الإسلام في الغرب عموما إلى تنامي وانتشار الأحزاب والحركات اليمينية المتطرفة المعادية للهجرة وللمسلمين في أوروبا التي استفادت كثيرا من الهجمات الإرهابية الأخيرة التي استهدفت باريس حيث سعت هذه الحركات و الاحزاب الى تعميق مشاعر الخوف من الإسلام و التحريض ضده داخل المجتمعات الغربية . هذا الوضع إنما ينذر بحدوث أزمات ومشكلات أمنية خطيرة في أوربا و الغرب بسبب رد فعل الحركات المناوئة لها و المحاربة للفكر الذي يدعو إلى " الإسلاموفوبيا" بالإضافة إلى وجود مجموعات إسلامية متشددة تتبنى الفكر السلفي لها القابلية على استخدام العنف واللجوء إلى الجهاد انتقاما للإسلام كما تزعم . هذه الحركات الرافضة لوجود جاليات أجنبية في الغرب بشكل عام، قد شهدت تطورا كبيرا من ناحية المشاركين في فعالياتها أو المتعاطفين مع أفكارها و التي تبلورت بشكل ملفت بعد 11 سبتمبر 2001. و قد أحرجت بعض الإطراف السياسية والحزبية ا ودفعتها الى اتخاذ مواقف جديدة ضد أفكار وتطلعات هذه التوجهات وهو ما اعتبره البعض مجرد تحرك إعلامي خصوصا أن العديد من التقارير تشير الى ان هناك اطراف سياسية كثيرة في أوربا تؤيد توجهات وأفكار هذه الحركة وتعمل على دعمها.و تعتبر الرسالةالتي توجهها الحركات المعادية للإسلام عميقة على الأحزاب السياسية العادية التي لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا الحراك من أجل شعبيتها و مكانتها بين الأحزاب و مستقبلها الانتخابي .ويقول لوتز باخمان (41 عاما) الذي شارك في تأسيس حملة بيغيدا التي خرجت للنور على فيسبوك إن الحركة تمثل الأغلبية الصامتة ليس في ألمانيا فحسب بل في اوربا ولها إمكانيات هائلة في مختلف كما وينفي زعماء الحركات أنهم عنصريون ويحرصون على التمييز بين الاسلاميين والمسلمين.. و على سبيل المثال أظهر استطلاع للرأي أن نحو 70 في المائة من الألمان غير المسلمين في ساكسونيا يشعرون بالخطر من المسلمين.تجدد الحقد بعد ال 11 سبتمبر
 ويعد مصطلح الإسلاموفوبيا من المصطلحات حديثة التداول نسبياً في الفضاء المعرفي المعني بصورة خاصة بعلاقة الإسلام بالغرب. وقد تم نحت المصطلح الذي استعير في جزء منه من علم الاضطرابات النفسية للتعبير عن ظاهرة الترهيب أو الخوف المرضي من الإسلام. وهي في الواقع ظاهرة قديمة جديدة وإن كانت قد تصاعدت حدتها اليوم وبخاصة في دول الغرب بعد التفجيرات التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية في 2001. وربما كان من الممكن القول إن تلك الظاهرة تضرب بجذورها عميقاً في تاريخ قديم حافل بمسلسل طويل من العلاقات المضطربة بين الغرب و الإسلام و استقر هذا الأخير في الذهنية الغربية بوصفه تعبيراً عن خطر داهم محدق يتهدد كل ما هو غربي . 
وانطلاقا من ضرورة الفهم الصحيح لأي ظاهرة هو الخطوة الأولى للتمكن من علاج ما يرتبط بها وينجم عنها من مشكلات فإنه لابد من تناولها لمعرفة أسبابها وعوارضها المختلفة المتصلة بالعلاقات بين الغرب والعالم الإسلامي. إضافة إلى التوقف عند مسألة تفشي تلك الظاهرة وتنامي مخاوف بعض الأطراف المنتمية إلى المجتمع الغربي من تصاعد المد الإسلامي وصولاً إلى اقتراح بعض المقاربات التي قد تسهم في معالجة تلك الظاهرة المقلقة ، التي تجعل من الإسلام و المسلمين عرضة لمسلسل مستمر من إساءة الفهم والإدراج ضمن صور نمطية سلبية ، مع ما يترتب عن ذلك من مخاطر وتحديات تعصف بإمكانات تبلور مفاهيم التسامح والتعايش السلمي والاحترام المتبادل ليس على مستوى العلاقات بين العالم الإسلامي ودول الغرب فحسب وإنما على مستوى العلاقات داخل المجال.وعليه فقد يكون من أفضل السبل لمواجهة ظاهرة الخوف من الإسلام بعث الحياة في الجوانب الحضارية للدين عبر إبراز أبعاده المشرقة وتجليتها للعالم ، وفتح باب الاجتهاد على مصراعيه انطلاقاً من منطق المبادرة و التعريف بنهجه الصحيح و تثبيت الحوار بينه و بين الأديان و الحضارات الاخرى .فالإسلام وهو الذي وقف خلف صنع حضارة بالغة والقوة والرقي و التميز لم يأت ليكون مجرد دين روحاني لا شأن له إلا بأمور الآخرة والاعتكاف في انتظارها. بل جاء ليكون ديناً شمولياً ليس بالمعنى السلبي للشمولية الذي أثر عن الأنظمة الاشتراكية الآفلة ينظّم لأتباعه كل جوانب حياتهم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والروحية والحضارة المبدعة التي تشكلت في رحم ذلك الدين شاهدة على ذلك.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)