الجزائر

الإسلام وأ صول الحكم لعلي عبد الرزاق



الإسلام وأ صول الحكم لعلي عبد الرزاق
تابع: رسالة لا حكم، ودين لا دولةمعقول أن يأخذ العالم كله بدين واحد، وأن تنتظم البشريةَ كلَّها في وحدةٌ دينية، فأما أخذ العالم كله بحكومة واحدة، وجمعه تحت وحدة سياسية مشتركة، فذلك مما يوشك أن يكون خارجاً عن الطبيعة البشرية، ولا تتعلق به إرادة الله.على أن ذلك إنما هو غرض من الأغراض الدنيوية، التي خلّى الله سبحانه وتعالى بينها وبين عقولنا، وترك الناس أحرارًا في تدبيرها على ما تهديهم إليه عقولهم، وعلومهم ومصالحهم، وأهواؤهم، ونزعاتهم حكمة لله في ذلك ليبقى الناس مختلفين: “ولو شاء ربُّك لجعل النَّاس أمة واحدةً ولا يزالون مخلفين إلا من رَحِمَ ربُّكَ ولِذَلِكَ خَلَقَهُم”.وليبقى بين الناس التدافع الذي أراده الله ليتم العمران “ولولا دفعُ الله الناسَ بعضَهُمْ ببعضٍ لفسدتِ الأرضُ ولكنَّ اللهَ ذو فضلٍ على العَالَمينَ” وحتى يبلغ الكتاب أجله، ويتم أمر الله.ذلك من الأغراض الدنيوية التي أنكر النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون له فيها حكم أو تدبير، فقال عليه الصلاة والسلام أنتم أعلم بشؤون دنياكم.ذلك من أغراض الدنيا، والدنيا من أولها لآخرها وجميع ما فيها من أغراض وغايات، من أن يقيم على تدبيرها غير ما ركب فينا من عقول، وحبانا من عواطف وشهوات، وعلمنا من أسماء ومسميات، هي أهون عند الله تعالى من يبعث لها رسولاً، وأهون عند رسل الله تعالى من أن يشغلوا بها وينصبوا لتدبيرها... يتبع




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)