الجزائر

الإسراع في اعتماد منهجية علمية لحماية "العربية" وترقيتها



- محمد عالم الرئيس المدير العام ل «الجمهورية»: «العربية لغة العلوم والأدب»احتضنت جريدة «الجمهورية» أمس ندوة فكرية حول اللغة العربية، احتفاء باليوم العالمي المصادق ل 18 ديسمبر من كل سنة، بمشاركة الجمعية الثقافية الولائية "رهف" وبحضور عدد من الأساتذة الجامعيين والمثقفين والإعلاميين .
وقد أفتتح الرئيس المدير العام لجريدة "الجمهورية" السيد محمد عالم الندوة بالثناء على الفريق الوطني الذي فاز في هذا اليوم العالمي للغة "الضاد" بكأس مونديال العرب.
ورحّب بالحضور، وأعطى خلاصة ثرية عن اللغة العربية ومكانتها في المدرسة الجزائرية وفي الأدب العربي والعالمي، وأكّد على غنى لغة القرآن الكريم التي رفعت العرب إلى العلا.
وقدمت السيدة ليلى زرقيط مديرة تحرير جريدة «الجمهورية» مداخلة بعنوان «كيف نؤسّس للغة عربية صحيحة وسليمة لدى الأجيال»، وافتتحت حديثها بالقول: «احتفلنا باليوم العالمي للغة العربية هذا اليوم بطريقة استثنائية.. فزنا بكأس العرب، وهنأنا كلّ العرب وكأنّ كأس العرب، يقول لكل العرب أن الجزائر «مهد العرب والعروبة»، وأضافت: «لقد اجتهدنا في عنوان الجمهورية نهار اليوم ولم نجد أحسن من عنوان "الجزائر سيدة العرب" لنهديها إلى كافة الجزائريين في هذا اليوم المميز والتاريخي.. من سماء قطر إلى سماء الجزائر هبّت الجماهير الجزائرية منشدة "الجزائر سيدة العرب"».
وأعطت مديرة تحرير جريدة «الجمهورية» لمحة عن بنود تأريخ اليوم العالمي للغة العربية الذي اعتمدته هيئة الأمم المتحدة في 18 ديسمبر 1973، وعرّجت السيدة ليلى زرقيط على وضع اللغة العربية بالمدرسة الجزائرية، مشيرة بالأدلة إلى أسس وضوابط تقويمها لدى الأجيال، وأعطت طرقا وتقنيات لباحثين وأدباء ومفكرين، من شأنها تقويم الخطأ وتصحيح المستوى اللغوي لدى الأجيال وتقويمه وترقيته وتطويره من الإبتدائي إلى الجامعي.
وقال الدكتور محمد بشير بويجرة رئيس معهد الأدب العربي بجامعة وهران وأحد أهم أعمدة اللغة والفكر بالعالم العربي، بأن ما يحدث هو في الحقيقة مجموعة من الإشكاليات والهموم التي يحملها كغيره من المثقفين حول لغتنا الأم، فهو في البداية يجزم بأنها مهدّدة فعلا في موطنها وفي أساسياتها، فالتهديدات كبيرة وكل تهديد أخطر من الآخر، ولولا احتفاظها بقدسيتها المستمدّة من القرآن الكريم لسقطت العربية كما سقطت لغات عريقة أخرى ومنها اللاتينية.
ويفضّل الدكتور بويجرة كلمة "اللسان" بدل "اللّغة"، باعتبار أصل الكلمة "اللغو" أي الكلام بدون معنى والمنافي فقط للصمت. ويرى أيضا أن مهمة الحفاظ على اللسان العربي يجب ألا تقتصر فقط على جانب القدسيّة، بل وجب على أهله الحفاظ عليه كحفظهم للقرآن الكريم، وإثرائه بعدّة وسائل ممكنة، وهذا غير مستحيل فلسانهم ليس مجرد أداة تواصل بينهم وإنما هو هويتهم وجذرها. و اعتبر الأسرة هي الأساس، فانطلاقا منها تبدأ معركة حماية لغة الضاد، والطفل يُتقن اللغة التي يتكلم بها والداه وترسخ في عقله، فالأسرة الصغيرة قادرة على صقل موهبة أي طفل في السنوات الأولى من عمره بما في ذلك اللغة.
ومن التهديدات الأخرى التي تكلّم عنها الدكتور بويجرة هي ترجمة القرآن الكريم بعدّة لغات، حيث اعتبر ذلك خطرا كبيرا على المعاني، فالترجمة لا يمكنها أن تكون وفية للمعنى الحقيقي لأصل الكلام، وأشار أيضا إلى تأثير العامل الاجتماعي والتعليمي والاقتصادي وحتى الصناعي، فالمجتمع العربي يتخلى تدريجيا عن القراءة وانحاز لما يستقبله من الفضاء الأزرق الذي لا يملك لغة ولا ثقافة محددة، أضف إلى ذلك أن كل مراحل التعليم من الابتدائي إلى الجامعي ترتكز ارتكازا يكاد يكون كليّا على مناهج التعليم الغربية، ولا نكاد نجد منهاج تدريس أو نقد يعتمد على اللغة العربية، وهذا أيضا تهديد آخر وجب التعامل معه بحذر كبير.
«الضاد" آفاق وتحديات
وتمنى الدكتور في نهاية مداخلته أن تحمل الجزائر لواء اللغة العربية، ولها الحق في ذلك لأنها أسهمت في إدخال الكثير من المصطلحات إلى المعجم العربي بفضل ما حققته من إنجازات عبر التاريخ، ومن ذلك مصطلح "المقاومة" و«الثورة"، وهي معان كانت تحت كلمة "الجهاد"، كما أن اللغة العربية كانت من أهم بنود بيان أول نوفمبر .
و في ذات السياق ذهبت الدكتورة العربي خيرة التي تأسفت لحال اللغة العربية وتدهور المستوى اللغوي عند الطلبة، وقالت أن الأدهى والأمر من ذلك أن الطالب الجامعي الذي أصبح لا يستطيع التعبير عن فكرة بجمل صحيح، فتكون معظم أجوبته بالدارجة، وهذه أخطر مرحلة تمر بها اللغة العربية على الإطلاق، والعولمة تهديد آخر جعل شبابنا وطلبتنا لا يملكون أي رغبة في تعلم لغتهم والنطق بها، ولو استمر الوضع على هذا الحال ستسقط العربية حتما، لذلك وجب إنقاذها وحمايتها فهي هوية الأمة العربية وكيانها ولسان حالها.
وتخللت الندوة مقاطع لرئيسة جمعية "رهف" السيدة طاب مشكور صاحبة المبادرة، التي أكدت على أهمية اللغة العربية ودورها في بناء المجتمع الجزائري.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)