الجزائر

"الإستعمار سعى لطمس العربية والإسلام ونحن تعلمنا لغة القرآن لتلاوته"




هنّ نسوة وجدن اليوم ما حرمن منه خلال فترة الاستعمار الفرنسي، يعشن اليوم فرقا أحدث تميزا في حياتهن.. فمن فتيات كن في سن التمدرس خلال اندلاع الثورة الجزائرية ورغم ذلك ذقن طعم الأمية المر على يد المستدمر الفرنسي، إلى مسنات متعلمات في كنف الاستقلال.”الفجر” ارتأت أن تنقل شهادات جزائريات حرمن من الدراسة وكن في سن التمدرس خلال اندلاع الثورة التحريرية، ولظروف معينة لم يتمكنّ من الالتحاق بمقاعد الدراسة، أو إكمال دراستهن. وبعد أن استقلت الجزائر وجدن أنفسهن على أبواب الزواج. في تلك الفترة كان سن الزواج يتراوح بين 10و16سنة، انشغلن بحياتهن وبإعداد النشء وتربيته، فكانت إحدى المهمات النبيلة التي تطلبتها مرحلة الاستقلال.. أنهين مسؤولياتهن وواجباتهن...وتفرغن لحلمهن في التعلم.المثير للإنتباه في شهادات السيدات الفاضلات أنهن أردن محو أميتهن بتعلم اللغة العربية وأمنياتهن أن يتوفهن الله وهن يحفظن القرآن الكريم. والتاريخ يسجل لفرنسا المستعمرة تعمدها طيلة فترة احتلالها واستدماها طمس هوية الجزائريين، لغتنا العربية والإسلام.الحاجة يمينة، 71سنة:”معلمتي قالت لي لن نمنحك المرتبة الأولى لأنك من الأنديجان” عندما تحصلت الحاجة يمينة، 71 سنة، من بلدية مناصر ولاية تيبازة، على شهادة التحرر من الديوان الوطني لمحو الأمية، كان شعورها أشبه بشخص مكفوف تمكن أخيرا من الرؤية، يعود بها الزمان إلى سن الحادية عشرة من عمرها، وهي نفس السنة التي اندلعت فيها الثورة التحريرية المباركة. تقول الحاجة يمينة:”رغم حداثة سني إلا أني أتذكر جيدا ملامح الاستعمار الفرنسي التي لا زالت عالقة لحد اليوم في ذهني، أتذكر كيف أخذوا والدي وكيف تعرض للضرب، ولا زلت لحد اليوم أرى بوضوح آثار تعذيبه بالكهرباء”.. ذكريات يمينة الطفلة لا تحتفظ بهذه الصورة فقط، وإنما ظلت صورة أبناء المستعمرين وهم يقصدون مدارسهم وهي قابعة في مكانها تطاردها في مراحل حياتها إلى غاية أن تمكنت وهي في سن السبعين، من طرد حلم يقظتها المزعج مع أول خطوة خطتها باتجاه محو أميتها وجهلها للقراءة والكتابة. وتأخر التحاق الحاجة يمينة بصفوف محو الأمية إلى غاية بلوغها العقد السابع، بسبب انشغالها بعد زواجها بتربية أبنائها ورعاية شؤون بيتها. وتقارن لنا الحاجة يمينة حياتها أثناء الاستعمار وفي عيشها في كنف الاستقلال، حيث تقول:”كنت رغم صغري سني أحس بضيق الحياة ونحن تحت وطأة الاستعمار، واليوم ومهما ضاق بي الحال إلا أنه بعد أن تمكنت من التعلم وجدت نفسي وأنا في الواحدة والسبعين من عمري أقرأ وأكتب حروفا وجملا.. اتسعت الحياة في نظري، لم أذق في طفولتي طعم السعادة أوالفرح، لكن اليوم أنا جد فرحة بمحو لأميتي وتحرري من جهلي، فاليوم أحيا فرقا بين يمينة الطفلة الأمية وقت الاستعمار، ويمينة المسنة المتعلمة في كنف الاستقلال، وسعادتي اليوم تكمن كلها في أنني أستطيع قراءة القرآن الكريم وأمنيتي أن أحفظ آياته”. الحاجة عائشة، 75 سنة:”أطير بفرحي بالإستقلال وبتحرري من الأمية”كان للحاجة عائشة، 75 سنة، من بلدية بوسماعيل، حظا ضئيلا من التمدرس. صحيح أنها التحقت بمقاعد الدراسة وهي في سن التمدرس، وتمكنت من تعلم الفرنسية، لكن تقول الحاجة عائشة أنها تحتفظ عن المدرسة الفرنسية بذكريات سيئة..”أتذكر جيدا كيف أخبرتني معلمة الابتدائية بحقيقة صدمتني كثيرا عندما قالت لي بأني تلميذة نجيبة لكن لا يمكنني أن أمنحك المرتبة الأولى لأنك من الأنديجان”. التمييز لم يقف عند هذا الحد، بل وصل إلى درجة أن مديرة المدرسة كانت تبحث دائما عن سر تفوقنا نحن التلاميذ الجزائريين رغم قلتنا في مادة التعبير الكتابي عن نظرائنا الفرنسيين”.بعد الاستقلال لم تتمكن من متابعة دراستها لأنها تزوجت وباتت تضطلع بمهمة تربية أبناءها ورعاية شؤون منزلها العائلي.. ”كبر الأبناء وأتممت واجبي معهم والحمد لله، لكن شعلة العلم بقيت متوهجة في قلبي وروحي، وقررت محو أميتي وتعلم اللغة العربية، وعندها أحسست بشيء عظيم وفرق كبير في أن تدرس في وطنك وأنت تحت وطأة الإستدمار وبين أن تدرس في وطنك وأنت تنعم بالإستقلال، واليوم وأنا أدرس لم أصبح ”أنديجان” وإنما الذين يدرسونني اليوم هم من أهلي”. الحاجة خدوجة، 73سنة:”مصرية عايرتني وقالت لي أنتم الجزائريون كلكم أميون”تتذكر خالتي خدوجة، من بلدية بوهارون، صغرها وهي بعيدة عن مقاعد الدراسة تعيد شريط ذكرياتها إلى الوراء وتقول:”عندما كنت في سن التمدرس لم ألتحق بالمدرسة، أهلي كانوا يرفضون فكرة تمدرس البنت بسبب الحشمة والخوف معا، بعد الإستقلال تزوجت.. واهتممت بواجباتي تجاه أسرتي، عندما وصلت سن الستين حصدت ثمرة مجهوداتي، أبنائي كبروا وأسسوا حياتهم الخاصة، وبعدها وفقني الله لزيارة بيته فكانت نقطة البداية. في الحج التقيت بامرأة تفوقني سنا من جنسية مصرية، عندما صلينا الفجر أخرجت مصحفا وبدأت تقرأ كتاب الله، قبل أن تلتفت إلي وتطلب مني أن أفعل مثلها، وعندما أخطرتها أنني لا أعرف القراءة، صدمتني بردها كثيرا حين قالت لي ”أنتم الجزائريون كلكم أميون”، تخيلي شعوري، وعندما عدت للجزائر أخطرت عائلتي بالموضوع، حيث اقترحت زوجة ابني أن ألتحق بصفوف محو الأمية، فأضحى زوجي رحمه الله يأخذني للدراسة ويعيدني منها، واليوم أنا أحس أنني خرجت من الظلمات إلى النور، بعد أن تمكنت من القراءة والكتابة، من ظلمة تسبب فيها المستعمر الفرنسي الذي حرمنا من حقنا في التعلم إلى النور الذي أضاءته لنا الجزائر المستقلة بتحريرنا من الأمية”. لحاجة زهية، 65 سنة: ”استقللنا من استعمار الجهل والأمية”تمكنت الحاجة زهية، 65 سنة، من الالتحاق بالمدرسة الفرنسية، لكن فور اندلاع الثورة التحريرية المجيدة ”أجبرني أبي على مغادرة الدراسة، بسبب الخوف علي من غدر المستعمر، عندما وقعت الجزائر شهادة استقلالها بدمها بلغت سن الزواج، تزوجت واهتممت بشؤون منزلي، عندما كبرت ذهبت إلى زيارة البقاع المقدسة، وهناك رأيت الناس يسلكون مقاصدهم بقراءتهم للوائح التي تشير للطرقات، ووجدت الكل يقرأ القرآن ويختمه، وأنا أشبه بالأطرش في الزفة، ومن حسن حظي أني التقيت بامرأة جزائرية تفوقني سنا تقطن في الحراش، حكت لي قصتها مع محوها لأميتها بعد أن التحقت بالمسجد، وعندما عدت للجزائر طلبت من زوجي أن يمنحني موافقته للالتحاق بصفوف محو الأمية بالجام .. حينها ضحك علي وتساءل كيف لي أن أتعلم وأنا مريضة بالسكري والضغط والقولون، ورغم المرض لم يثن ذلك من عزيمتي، حيث ساعدني أولادي في إقناع والدهم لأتمكن في الأخير بالالتحاق بصفوف محو الأمية، وأحمد الله أنني اليوم تمكنت من ختم المصحف الشريف”. وتضيف الحاجة زهية أن المستعمر الفرنسي جعلنا أميين وجهالا بلغتنا وديننا، واليوم تحولت النقمة إلى نعمة، بفضل الله ثم بفضل توفير الدولة الجزائرية لكل الظروف للتعلم بما فيها الديوان الوطني لمحو الأمية، والجميل في كل هذا أنه مهما كان سنك كبيرا تستطيع أن تتعلم، عكس ما كان في فترة الإستعمار، حيث التاريخ يشهد لها تمييزها وتفريقها بين التلاميذ الجزائريين والفرنسيين. وحكاية زوجي خير مثال فقد تم منعه رفقة أقرانه من اجتياز شهادة التعليم الإبتدائي، رغم تفوقه في الدراسة، والآن وفي كل يوم يمر من تخلصنا واستقلالنا من استعمار الجهل والأمية، نحمد الله كثيرا على فرحة محو الأمية التي سببها لنا المستعمر الفرنسي”.




قرأت دراسة سيسوديمغرافية تقول إن سن زواج الإناث إبان الإستعمار الفرنسي كان16-24 ثم انخفص قريب الاستقلال و بعده إلى 18-19 و أنتم تقولون16-10 خلال زمن المستعمر...أفيدونا رجاء ... و إن كان السن الذي ذكرتموه صحيح هل كان لذلك أثر إيجابي في تعبئة جيوشنا المحاربة بالشباب أم أثر سلبي ...لو سمحتم لو سمحتم أنا بحاجة ماسة للإجابةالدقيقة
كوروتا - طالب - عنابة - الجزائر

08/08/2017 - 346524

Commentaires

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)