إن إساءة معاملة الأطفال ظاهرة مرضية منتشرة في كل المجتمعات ، يتعـرض لها
الأطفال الذكور والإناث ، وليست مرتبطة بالأصل أو السلالة أوالدين أو اللغة. وحتى
الأطفال الذين يعانون من عاهات جسدية يتعرضون لإساءة المعاملة ، وهـذا الانتشار
الكبير لإساءة معاملة الأطفال والزيادة الكبيرة في معدلات الـضحايا أدى إلى صعوبة
تعريف إساءة معاملة الأطفال تعريفاً إكلينيكياً شاملاً ، كما أن الإساءة للأطفال ليس
لها كيفية واحدة في الحدوث ، وآثارها ممتدة إلـى مراحل متقدمة من حياة الإنسان. وقد
تحدث الإساءة للأطفال بـين كـلا مـن البـالغين والأطفال وبين الأطفال أنفسهم ، كما
أن أنماط الإساءة متعددة و متشابهة بالإضافة إلى أنها مختلفة أيضا ، وبالإضافة إلى
أن آثار الإساءة طويلة المدى وخاصة غير المعالجة تكون مـدمرة ولعل أبرزها او
أكثرها ألما تلك التي لا يستطيع الفرد البوح بها لأنها تمس جانبا خاصا جدا من حياته
والتي تتمثل في الاساءة الجنسية ، فماذا لو كانت هذه الاساءة واقعة على فرد غير
ناضج لم يخبر العلاقات الجنسية ولا يعرف عن الجنس سوى أعضاءه التناسلية التي
تعد خطا أحمر لا يمكن كشفها للعامة ولا يجدر التحدث عنها ولا حتى التعرف عليها
،هذا الفرد أو ما يسمى الطفل يعتبر فريسة سهلة لمرتكبي هذه الجرائم وعند وقوع هذه
الإساءة عليه تتغير حياته ويتأثر أيما تأثر انطلاقا من هنا كانت الفكرة في التطرق
لهذا الموضوع الذي يعتبر من طابوهات المجتمع أين يحظر التكلم عنها و التطرق
لها أو حتى دراستها دراسة علمية وستحاول الباحثتان اعطاء نظرة مختصرة شبه شاملة
عن هذا النوع من الاساءات التي يتعرض لها الطفل
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/12/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - فتيحة قزو - فاطمة حمزة
المصدر : مجلة تطوير العلوم الاجتماعية Volume 9, Numéro 1, Pages 105-131 2016-06-10