إذا كان العنف قد بدأ مع بداية الحياة الإجتماعية للإنسانية، وفقا للقاعدة الأساسية التي كانت تسير عليها الحياة في الحالة الفطرية، وهي قاعدة "البقاء للأقوى"، إلا أنه مع بداية ظهور الحياة المدنية والسياسية ظهرت بعض القيود على هذه القاعدة الأساسية، وعلى الرغم من وصول الإنسان لعصر الفضاء والتكنولوجيات المتطورة، وتطور استخدامه لمظاهر التقدم العلمي والتقني في حياته اليومية والعملية، وغير ذلك من مظاهر التقدم العلمي والحضاري، إلا أن وجود مظاهر الحالة الطبيعية الأولى "مبدأ البقاء للأقوى" ما زالت موجودة، بشكل أو بآخر، ولا يقتصر وجود هذه المظاهر على الأفراد فحسب، بل نجده بين الجماعات وبين الدول، حتى أن في سياستها تستعمل أسلوب القوة فوق الحق، سواء في علاقاتها مع بعضها البعض أو في علاقة حكامها مع محكوميها( ).
وبما أنه لم يكن لظاهرة الإرهاب في الماضي نفس التداعيات والمخاطر التي يخلفها اليوم، إلا أن الإرهاب الحالي - وبالشكل الذي شاهده العالم أجمع، وأعلن عن نفسه صبيحة 11 سبتمبر 2001م - هو إرهاب من نوع خاص، لا سيما وأنه ارتبط بتصاعد تيار العولمة التي غرست بذوره، وخلقت أسبابه وأمدته بأدوات التكنولوجيا والتقدم العلمي المذهل، ليظهر نمطا جديدا يمكن تسميته بالإرهاب البيولوجي، وهو الشكل الذي يفوق خطره كل أشكال الإرهاب التي عرفتها البشرية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/02/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - غريـب حـكـيم
المصدر : المجلة الجزائرية للدراسات السياسية Volume 1, Numéro 1, Pages 96-103