الجزائر

الإخوان في مصر ورحلة العودة إلى المربع الأول زاوية حرة



الإخوان في مصر ورحلة العودة إلى المربع الأول زاوية حرة
يبدو أن الإخوان مازالوا يعيشون هول الصدمة ولعلها الكبرى التي توجه لهم من الجيش المصري للمرة الثانية، فالأولى زمن عبد الناصر وهذه الثانية التي تبدو الأكثر عمقا وعنفا ودموية، والسبب هو الضبابية التي أحاط بها الإخوان أنفسهم والمحاولة الفاشلة في مسك العصا من الوسط، فالإخوان، وبالرغم من تلك الخبرة الطويلة التي عاشوها منذ تأسيسهم، لم يتمكنوا من عبور المنطقة الضبابية التي وضعوا أنفسهم فيها ولم يتمكنوا من اجتيازها لينتقلوا إلى نقطة الضوء، بالرغم من كل الفرص التي أتيحت لهم، وكانوا عبر هذه المدة المتطاولة وقد عانوا فيها مرارة السجن والإبعاد ثم ذاقوا حلاوة السلطة بنفس القدر الذي ذاقوا فيه مرارة التهميش، إلا أنهم حصدوا أخيرا الخيبة والفشل، والسبب هو تلك الضبابية التي رفضوا الخروج منها وتجاوزها، ومحاولتهم اليائسة في جمع الصيف والشتاء فوق سطح واحد، وهذا هو ما أوقعهم في تناقضات كانت مميتة حقا، فالمراوغة التي خاضوا فيها في كثير من الأقطار كما صنعوا في الجزائر لم تنفع، والمغامرة التي خاضوها في تركيا يبدو أنها أوقفتهم على حافة الهاوية، وأخيرا في مصر التي عبروا فيها نهر النيل عبر سفينة أمريكية إسرائيلية فجنوا مرارة الفشل التي لن يقوم لهم بعدها قائمة، فالمعطيات المتوفرة على الساحة المصرية تشير إلى فشل ذريع في المحافظة على جماهيرهم التي دفعوها في ساعة غضب إلى الميادين المصرية، فالأنباء تتحدث عن المئات والعشرات وفي أكبر الحالات لم تتجاوز حشودهم الألفين كما حصل في ميدان النهضة، وهذا يعني بوضوح أن المليونية باتت وهما وحلما من الأحلام البعيدة جدا عن أرض الواقع، فالإخوان انكفأوا وعادوا إلى حجمهم الطبيعي فهل تقف قيادتهم وقفة تأمل لتستفيد من التجربة وتتعظ من كل تجاربها الفاشلة ؟ وهل تمكنهم هذه التجارب المرة من استخلاص النتائج وينزلون من أبراج أحلامهم إلى أرض الواقع التي تناديهم الجماهير منها وليس من رحلات الاستجداء إلى واشنطن ؟ وهل يفهمون بأن المبادئ والقيم الإسلامية تتناقض مع كل ما قاموا به بداية ونهاية منذ الخمسينات وحتى اليوم ؟ وهل وصلوا إلى قناعة من أن اللعب على الحبال ليس من الإسلام في شيء وأن الصفقة التي عقدوها مع واشنطن هي التي أدنت أجلهم وأوقعتهم في المهالك ؟ وهل يتعلمون أنهم لو عقدوا الصفقة مع الجماهير المصرية المتعطشة إلى توجيه ضربة إلى اتفاقيات الذل والعار مع إسرائيل زمن المرتد السادات كانت أفضل بكثير من الصفقة مع واشنطن التي أكدوا فيها على احترامهم لاتفاقيات كامب دافيد المخالفة للشرع والمنطق التاريخي ؟ إن الوقت متأخر ولن ينفعهم انتظار خروج قياداتهم من السجن لأن الوقت فات والجماهير اتخذت موقفا منهم فخابوا بعد أن ضلوا ضلالا مبينا، وبالتأكيد فإن هذا لا يعني أن الحكومة الحالية التي توجهت إلى ذيول أمريكا سوف تكون أفضل منهم ذلك أن التوجه إلى الرأس لم ينفع فما بالكم بالتوجه إلى الذنب ؟


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)