نظّمت، أمس، لجنة الشباب والرياضة والنشاط الجمعوي لدى المجلس الشعبي الوطني يوما برلمانيا تحت عنوان "تمويل الأندية الرّياضية في ظل قانون الاحتراف"، بحضور إبراهيم بوغالي رئيس المجلس الشعبي الوطني وممثل وزارة الشباب والرياضة، كما شهد الموعد حضور عدد من الشخصيات الرياضية في كل الاختصاصات، من رؤساء اتحاديات ونوادي وممثلين عن الجمعيات ناقشوا هذه النقطة المهمة التي تدخل في إطار تطوير الرياضة الجزائرية.شهد اليوم البرلماني الخاص بتمويل الأندية برنامجا ثريا من خلال المداخلات التي كانت تصب في هذا الموضوع، حيث عبّر رئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي عن دعمه للرياضة، ومساندته للهيئات من أجل تطبيق القانون والنصوص التشريعية التي تتماشى مع تطلّعات الجزائر الجديدة التي أكّدها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون. قال في هذا الشأن "بداية شكرا لكم أيّها القائمون على هذا اليوم البرلماني الهام، وأخص بالشكر رئيس ومكتب لجنة الشباب والرياضة والنّشاط الجمعوي، ومن خلالهم كل السيدات والسادة أعضاء اللجنة وكل الحضور على المشاركة والاهتمام بهذا الموضوع، الذي أعتبره من المواضيع التي تدخل في صميم اهتمامات المجتمع نظرا لما للرياضة من دور في الوعي المجتمعي، خاصة لدى الشباب وما لها من علاقات مع مختلف القطاعات الحيوية في ظل سياقات عالم اليوم أين أصبحت الرياضة شأنها شأن بقية القطاعات من روافد الاقتصاد، ومن مجالات الاستثمار والدخل القومي للبلدان".
بوغالي: سنرافق الأسرة الرّياضية للتّطوّر وتطبيق الاحتراف"
واصل بوغالي قائلا "الحضور سيركّز على تتبّع مسار الاحتراف في بلادنا سواء من حيث التقنين أو من خلال الواقع الذي نعيشه، وما هيّأته بلادنا من منشآت ومرافق تبين مدى التقدم الذي وصلنا إليه، كما تبين مدى استجابتنا لمتطلبات العصر، وما تعكسه البنية الرياضية من تفاعل مع البرنامج المسطر، والذي يحرص السيد رئيس الجمهورية شخصيا على تنفيذه، وهو ما تجلى من خلال الدورات الرياضية التي احتضنتها بلادنا، سواء ألعاب البحر الأبيض المتوسط، أو البطولة الإفريقية لكرة القدم للاعبين المحليين التي جرت مؤخرا، ولكنّني أركّز على فعل الرياضة كسلوك إنساني وحضاري، له علاقة وطيدة بمستوى الوعي الجماعي للأمة، وانتشارها دليل على ذلك، وتطور مرافقها ومنشآتها وتنظيمها هو أيضا دليل على الإدراك بتأثيراتها على مناحي الحياة، لهذا فإنّ تجسيد نظام الاحتراف الرياضي له علاقة متينة بالبيئة الخاصة لضمان التحول من الهواية إلى الاحتراف".
أضاف رئيس المجلس الشعبي الوطني قائلا "لا شك أنّ أوّل المتطلّبات هي تلك الخاصة بالناحية القانونية، والتي من خلالها يتم التحول إلى عالم الاستثمار وتحقيق النتائج التي تعود على المجتمع كمردود من جملة ما يتكامل في نظرة شاملة للتطور والتقدم، والاستثمار يحتاج إلى تمويل وهو الأمر الذي سيعكف عليه السادة المتدخلون من خلال ما هو موسوم في يومنا البرلماني هذا، وإنّ التمويل والتسويق وتوفير الهياكل بالمقاييس المطلوبة ووضع ميثاق لأخلاقيات الوظيفة الرياضية في كنف الشّفافية والنّزاهة المطلوبة، ومساهمة الشّركاء الفاعلين وعلى رأسهم الإعلام وما له من دور فعّال في الترويج، وتسطير برامج للتكوين والتطوير وفق الأساليب المتعارف عليها في العالم، كلها ضرورة ملحة لنصل إلى المبتغى من الأهداف المسطرة للاحتراف الرياضي، الذي أضحى في عالم اليوم من دعائم الاقتصاد، وفي نفس الوقت من دعائم الدبلوماسية وتقريب الشعوب، بالإضافة إلى دوره الفعال في الدفاع عن الخصوصية والهوية للمجتمعات، وهو أحد تجليات التقدم والتطور".
عاد بوغالي إلى أنّ كل تلك المحاور أجبرت الدول للتركيز على هذا الجانب في قوله "لذلك صارت الدول تركّز على هذا الجانب، الذي لا يختلف عن غيره من الجوانب في التعريف بالثقافات وقيم المجتمعات، والجزائر اليوم تدرك أنّ تنظيم قطاع الرياضة ضرورة ملحّة، والانتقال إلى عالم الاحتراف حتمية، وقد نصّت على ذلك جملة من القوانين والمراسيم التنفيذية، وكذا القرارات الوزارية المشتركة، والتي تحدّد كيفية تنظيم الاتحادات الرياضية الوطنية وسيرها، وكيفيات منح مساعدات الدولة ومساهماتها، مع ضبط الأحكام المطبّقة على النوادي الرياضية المحترفة، وتحديد القوانين الأساسية للشركات الرياضية التجارية، وكذا على تلك المتعلقة برياضيي النخبة، بالإضافة إلى تحديد شروط إنشاء مراكز تكوين المواهب الرياضية الشابة وسيرها واعتمادها".
بن علية: ضرورة تطبيق القوانين
النّقاش تواصل من طرف الحضور، حيث عرفت مداخلة رئيس لجنة الشباب والرياضة والنشاط الجمعوي لدى المجلس الشعبي الوطني بوبكر بن علية التركيز على ضرورة تطبيق القانون من أجل الارتقاء بالرياضة الجزائرية في كنف الاحتراف، والقضاء على "التلاعبات" التي أدّت إلى عدم استفادة الأندية والرياضيين من الأموال المخصصة لهم، في قوله "إن الوصول بالرياضة إلى المستوى العالي يتطلّب تخطيطا طويل المدى، والرياضيون الناشؤون اليوم بإمكانهم أن يكونوا محترفين غدا إذا وجدوا المرافقة اللازمة، وبما أنّ الجزائر لجأت للانخراط في الاحتراف الرياضي في كرة القدم ونحن اليوم نناقش هذا الجانب بعد مرور سنوات من ولوج هذا العالم، وهدفنا تحديد مهام الأطراف المشتركة في منظومة الاحتراف التي يشترك فيها اللاعب، المدرب والمسير، من أجل الخروج بتوصيات فعلية وعلمية لإنجاح المشروع، وذلك من خلال تطبيق القانون حتى تتحسّن النتائج مستقبلا".
كما كانت مداخلات أخرى من طرف الحضور، حيث تمّ مناقشة النقاط التي تتعلق بالاحتراف وضرورة تجسيده وفقا لما يتضمّنه دفتر الشروط، إضافة إلى التطرق للمنشآت الرّياضية التي تعد عاملا مهما جدا من أجل النّهوض بالرياضة الجزائرية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 14/03/2023
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : نبيلة بوقرين
المصدر : www.ech-chaab.net