سجلت أونصة الذهب، أمس، رقما قياسيا تاريخيا جديدا، تجاوز من ناحية السعر الـ1630 دولارا، وذلك إثر صدور أرقام مخيبة للآمال عن النمو في الولايات المتحدة، ووسط قلق من تعثر النقاش حول أزمة الديون الأمريكية الاستيراد من سوريا وإيطاليا ينعكس سلبا على الأسعار المطبقة وطنيا مخاوف العالم من اضطرابات الدولار والأورو رفع سقف الذهب في البورصات وسجل سعر أونصة الذهب بالتحديد 1632.80 دولارا أثناء تداولات أمس في لندن، وهو رقم قياسي تاريخي لم يتم تسجيله من قبل، خصوصا وأن الذهب يعتبر ملاذا بالنسبة للمتعاملين وسط الأجواء القلقة على الصعيد الاقتصادي، وخصوصا بعد إعلان الحكومة الأمريكية، الجمعة، عن أرقام نمو غير مشجعة تدل على تعثر النمو الاقتصادي الأمريكي، وكذا الشأن مع الاتحاد الأوروبي، ما يرفع من وتيرة المخاوف من اضطرابات عملتي الدولار والأورو، وثبات مسعى مختلف دول العالم إلى ضمان ائتمان السيولة النقدية وتحسين الأداء بحماية هذه الأموال، بمقابل الذهب، لتجنب اضطرابات العملات. وفي اتصال لنا مع تجار المجوهرات والحلي بالجزائر العاصمة، أكد لنا هؤلاء سماعهم خبر ارتفاع أسعار الذهب ومتابعتهم لتغيرات مؤشرات البورصات العالمية، لبناء الأسعار المتداولة محليا عليها، أمام غياب بورصة محلية تقوم بذلك، وقال لنا هؤلاء "إن أسعار الذهب من نوعية 18 كاران بالجزائر، قد تجاوزت هذه الأيام 6 آلاف دج للغرام"، منتهزين فرصة الأعراس والأفراح، وكذا التحكم في الأسعار إلى البورصات الدولية، بالرغم من أن الكميات المتوفرة في الأسواق الوطنية، لا تمتّ بصلة لتداولات البورصات العالمية، هذه الأخيرة التي تعقد جلسات لتحديد أسعار الآجال القادمة، لفترات تتراوح بين 3 إلى 5 أشهر من الآن، غير أن تجار المجوهرات في الجزائر يطبقونها من الآن، ويرفعون الأسعار لكسب الأرباح الإضافية، بالرغم من أنهم لم يقتنوا المادة من الأوقيات والسبائك بالأسعار الدولية المطروحة حاليا.وفي رؤية لهم لسوق الذهب في الجزائر، قالوا إنها تراجعت مؤخرا بنسب تتراوح بين 20 إلى 50 بالمئة، بحسب المناطق، معتبرين منطقة القبائل الأكثر تراجعا، بنحو 70 بالمئة، لإقبال الزبائن على الفضة والمعادن الأخرى، فضلا عن استغناء النساء مؤخرا عن الحلي واهتمامهن بالموضة والألبسة، لا سيما في ظل استفحال السرقة في كل الأماكن، حتى البيوت. ورجح هؤلاء كفة احتفاظ الذهب بالأسعار القياسية إلى غاية نهاية السنة، موضحين أن ما يحدث في الجزائر هو منعكس شرطي للسوق الدولية، ويترجم سياسة التبعية للخارج في كل القطاعات، بما في ذلك الأسعار، وقالوا أيضا "إن المضاربات وتهريب الذهب المحلي إلى دبي بالإمارات العربية لتسويقه بأسعار قياسية، تتجاوز أحيانا 15 ألف دج للغرام، بالنظر للنوعية العالية لذهب الجزائر، ساهما في اضطرابات السوق، لا سيما بعد لجوء البارونات إلى استيراد الذهب من سوريا، وإيطاليا بأسعار دولية، ومع اقتطاع الأرباح، فإن الأسعار تصل 6 آلاف دج للغرام وأحيانا تزيد عن ذلك، وفي المعدل تتجاوز 5600 دج للغرام"، وبالنسبة لتداولات الذهب في أسواق الدلالة، فإنها تتراوح بين 3500 إلى 4500 دج للغرام عند البيع، ولا تتجاوز 3500 دج عن شراء الذهب المكسر.وعلى المستوى العالمي، وبعد الإعلان عن ارتفاع الذهب سجل الدولار تراجعا أمام الأورو، ما دفع المتعاملين إلى التهافت على الذهب، وساهم التعثر في الوصول إلى حل للديون الأمريكية بين الجمهوريين والديمقراطيين أيضا في تراجع الدولار وارتفاع سعر الذهب.عبد النور جحنين
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 30/07/2011
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com