الجزائر

الأولياء بين مطرقة غلاء الأسعار وسندان محدودية الدخل



الأولياء بين مطرقة غلاء الأسعار وسندان محدودية الدخل
على الرغم من أن الأولياء يسعدون وهم يرون أبنائهم يلتحقون مجددا بمدارسهم طلبا للعلم والمعارف، فإن الأولياء من محدودي الدخل يجدون صعوبات في التكفل بمصاريف الدخول المدرسي.وبحلول الدخول المدرسي لهذه السنة وجد الكثير من الأولياء أنفسهم أمام إكراهات اقتناء اللوازم المدرسية الغالية الثمن أكثر مما مضى، فبقسنطينة وعلى غرار مناطق البلاد الأخرى يصادفك أولياء بالمساحات التجارية الكبرى والمحلات التجارية المتخصصة وهم يقتنون اللوازم المدرسية لكي يكون أبناؤهم في الموعد لكنهم يطرحون كلهم السؤال التالي: هل بإمكان الميزانية العائلية أن تتحمل تكلفة الدخول المدرسي بعد مصاريف رمضان وعيد الفطر (في انتظار عيد الأضحى)، وهو السؤال الذي ظل يؤرق أمينة أم لثلاثة أطفال منهم اثنين مسجلين بالتعليم المتوسط والآخر بالابتدائي، وقالت هذه الأم وهي في حيرة من أمرها "إنه موعد مرهق بالنسبة لزوجي الوحيد في العائلة الذي يعمل والذي لم يعد يقدر على الاستجابة للاحتياجات المتزايدة"، وأضافت بأن الأقلام وأقلام الرصاص والأقلام الملونة والمقلمات والآلات الحاسبة والمسطرات وغيرها، بالإضافة إلى الكراريس بمختلف أنواعها تمثل في مجموعها تكلفة لا تقل عن 9500 د.ج بغض النظر عن المآزر والمحافظ، فالمآزر ذات اللون الوردي بالنسبة للفتيات والزرقاء الخاصة بالذكور تفوق أسعارها أحيانا ال1.500 دج بالمحلات فيما لا يقل ثمن المحافظ عن 2000 دج، وأمام هذا الغلاء الفاحش يتجه الكثير من المواطنين صوب أسواق كل من حي دقسي عبد السلام (قسنطينة) والخروب وعين السمارة حيث تباع الألبسة المستعملة على الخصوص، ومن جهتها قالت إيناس وهي أم كانت تقتني مستلزمات مدرسية بسوق المدينة الجديدة علي منجلي: "للهروب من غلاء الأسعار التي تلاحظ في بداية كل دخول مدرسي أحاول أن أعود أولادي المتمدرسين بإعادة استعمال بعض اللوازم المدرسية للسنة الدراسية الماضية لكن إقناعهم ليس بالأمر السهل".فالشباب حاليا يردون مستلزمات جديدة ولا يترددون في اللعب على عواطف الأولياء لكي يلبوا رغباتهم، ميلود (45 سنة) وهو أب أربعة أطفال متمدرسين تتراوح أعمارهم ما بين 7 و 12 سنة يحاول بدوره التأقلم مع الوضعية قائلا: "أولادي يحتفظون بمحافظهم للسنة الماضية فهي ما تزال في حالة جيدة فأنا أشتري فقط خلال هذه السنة الكراريس ولوازم أخرى ضرورية"، وبالمقابل فإن السلطات العمومية تبذل كل ما في وسعها لمواجهة المضاربة في مثل هذه المناسبة بحيث تم تسخير عبر ولاية قسنطينة 28 فرقة تفتيش مكلفة بمراقبة جودة وأسعار اللوازم المدرسية، وفي هذا السياق أكد المكلف بالاتصال بمديرية التجارة عبد الحكيم مراد "إن هذه المراقبة تهدف أساسا إلى فرض احترام معايير الجودة والمطابقة للمنتجات المعروضة للبيع" بالإضافة إلى مراقبة فواتير الشراء، ومن جهة أخرى فإن الآلاف من المتمدرسين المنتمين لعائلات معوزة تستفيد في إطار التضامن الوطني من حصص للوازم مدرسية تتضمن بالأساس مستلزمات مدرسية ومآزر ومحافظ، ويجري في هذا الشأن بقسنطينة توزيع 37 ألف حصة من اللوازم المدرسية لفائدة هذه الفئة حسب ما أكده مسؤولون بمديرية النشاط الاجتماعي، لكن المشكل بولاية قسنطينة يكمن في أن ما يقارب 200 ألف التحقوا أمس الأحد بالمدارس والمتوسطات والثانويات ما يعني أن مجهود التضامن الوطني يتطلب الكثير، للإشارة تحت شعار التضامن أشرفت وزيرة التربية الوطنية يوم أمس الأحد بسكيكدة على الافتتاح الرسمي للدخول المدرسي 2015-2016.Share 0Tweet 0Share 0Share 0




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)