الأوضاع الانسانية في غزة سيئة للغاية ووصلت الى مرحلة تفوق كل قدرات تحمل البشر

دعا المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة, هشام مهنا, الى ضرورة توفير الحماية للمدنيين و المستشفيات والطواقم الطبية في غزة التي تشهد عدوانا صهيونيا وحشيا منذ 7 أكتوبر الماضي, واصفا الأوضاع الانسانية في القطاع ب"السيئة للغاية" حيث وصلت الى مرحلة "تفوق كل قدرات تحمل البشر".و أفاد السيد مهنا في حديث ل/واج: "نحن نأمل أن يتم التوصل إلى وقف إطلاق نار آخر", في إشارة إلى اتفاق الهدنة الإنسانية التي امتدت ما بين 24 نوفمبر الماضي والفاتح من ديسمبر الجاري بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني, داعيا إلى "توفير الحماية الفورية والمطلقة لجميع المدنيين" بالإضافة إلى "ضرورة حماية المستشفيات والطواقم الطبية والجرحى والمصابين".
كما ألح أيضا على ضرورة "حماية البنى التحتية الحيوية التي تساهم في دعم السكان في غزة على تحمل هذه الظروف العصيبة كشبكات إمدادات المياه والكهرباء وغيرها", مشيرا إلى أهمية أن "يستمر الدعم الإنساني في التدفق بشكل مستدام و آمن, يتيح للفرق الإنسانية إمكانية نقله لمختلف أنحاء القطاع".
و أكد أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر "ما تزال تنتظر إدخال الدعم الإنساني ليتسنى لها توزيعه على مختلف المناطق, كما تنتظر دخول فرق إضافية من الصليب الأحمر لقطاع غزة لإسناد الفرق المتواجدة في الميدان وكذا إسناد الطواقم الطبية في المستشفيات".
و أبرز هشام مهنا أن "الأمر أصبح معقدا للغاية للوصول إلى شمال غزة بسبب الأوضاع غير الآمنة و كذا بسبب محدودية الدعم الإنساني الذي يدخل إلى القطاع", لافتا إلى "غياب التدابير الأمنية اللازمة التي تمكن فرق الصليب الأحمر من إيصال الدعم الإنساني لمن هم في أمس الحاجة إليه كالمستشفيات ومراكز الإيواء", حيث أصبحت مهمة هاته الفرق في الميدان "معقدة للغاية".
و اعتبر أن فرق الصليب الأحمر تواجه "تحديات كبيرة, في ظل الوضع الأمني المتدهور للغاية", قائلا: "لا يسعنا التحرك بحرية و هذا يعيق عملياتنا الإنسانية في الاستجابة و إيصال الدعم الإنساني إلى من هم بأمس الحاجة إليه سواء بالنسبة للجرحى في المستشفيات أو بالنسبة للأسر التي نزحت داخليا إلى مراكز الإيواء أو حتى تلك التي تبيت في العراء أو في مباني غير مكتملة الإنشاء و هذا يشكل خطرا كبيرا على حياتها".
و وصف الأوضاع في غزة ب"السيئة للغاية", مشيرا إلى أن "الوضع الإنساني وصل برمته إلى مرحلة لا يمكن العودة منها و هو يفوق كل قدرات تحمل البشر".
و اعتبر أن الاستمرار في تحمل هذه الظروف "البائسة و اللاإنسانية لمدة أسابيع أخرى بدون أي دعم لسكان غزة" صعب للغاية, مضيفا: "نشهد تحولا خطيرا جدا في جنوب قطاع غزة خاصة في خانيونس و نخشى أن تتحول إلى شمال جديد", في إشارة إلى تردي الأوضاع الأمنية و الإنسانية شمال القطاع.
و في حديثه عن عملية تبادل الرهائن و الأسرى, أكد السيد مهنا أن "اللجنة الدولية للصليب الأحمر لم تكن جزء من المفاوضات على الإطلاق" بين المقاومة الفلسطينية و الكيان الصهيوني, مبرزا أن الصليب الأحمر عمل خلال هذه العملية على "تسهيل تنفيذ إتفاق الهدنة الإنسانية الذي تم التوصل إليه و الإعلان عنه من قبل الوسطاء".
وفي إطار اتفاق الهدنة, ساهم الصليب الأحمر في عملية نقل من يتم إطلاق سراحهم من المحتجزين من قبل المقاومة الفلسطينية و أيضا نقل الأسرى الفلسطينيين المحررين من سجون الاحتلال إلى عائلاتهم بعد سنوات من الفراق والحرمان, مشيرا إلى أن اللجنة الدولية تملك سنوات طويلة من الخبرة في هذا المجال والتي اكتسبتها من خلال عملها الإنساني في مختلف النزاعات الدولية.
و أوضح السيد مهنا أن الصليب الأحمر استطاع نقل 105 من المحتجزين و 153 أسيرا فلسطينيا, مشيرا إلى أن بعض المعتقلين تم إطلاق سراحهم دون تدخل اللجنة الدولية للصليب الأحمر لنقلهم.