الأهمية الاقتصادية لمدينة تلمسان خلال الفترتين العثمانية والاستعمارية

يتبين بشكل واضح وجلي للمختص في تاريخ الجزائر الاقتصادي تميز بعض المدن بديناميكية اقتصادية دائمة.فرغم المتغيرات السياسية، الاقتصادية والفكرية على الصعيد المحلي والإقليمي إلا أن هذه المدن بقيت محافظة على نشاطها الاقتصادي.خير مثال لدراسة هذه الحالة : مدينة تلمسان. في نظرة مبسطة لمكانة تلمسان الاقتصادية نجد أنها استطاعت أن توظف بناها الاقتصادية بما يتلاءم ومتطلبات كل مرحلة تاريخية، فعلى سبيل المثال نجد أن هذه المدينة لم تفقد بريقها الاقتصادي حينما خبا طريق الذهب القادم من وراء الصحراء، إذ استطاعت المدينة أن تتكيف اقتصاديا مع المتغيرات الجديدة. خير مثال لهذا التكيف هو استقطاب المدينة للعنصر الأندلسي، حيث أنها قدمت لهؤلاء كافة الوسائل والمحفزات لمواصلة الإبداع في المجالات الصناعية والحرفية. خلال الفترة الاستعمارية ورغم الإيديولوجية الكولونيالية الاقتصادية في المجال الاقتصادي، إلا أن مدينة تلمسان استطاعت أن تحافظ على مكانتها كمدينة حرفية بواسطة العنصر المحلي. . من خلال هذه المداخلة سنقدم دراسة تحليلية للخصوصيات الاقتصادية لمدينة تلمسان خلال الفترتين العثمانية والاستعمارية. وهذا ما يجرنا إلى طرح بعض التساؤلات أهمها:
- كيفية مساهمة العمق الحضاري الذي تمتعت به المدينة في أن تتبوأ مكانة اقتصادية مميزة؟
كما سنحاول الإجابة على سر محافظة المدينة على ريادتها الاقتصادية رغم التغيرات الوطنية والإقليمية.