الجزائر

الأندية الخليجية تلاحق المحترفين العرب في أوروبا


لجأت الأندية الخليجية هذا العام لتبني إستراتيجية جديدة في التعاقد مع اللاعبين الأجانب بالتركيز على استقطاب اللاعبين العرب الذين ينشطون في مختلف الدوريات الأوروبية عكس ما كان سائدا إلى وقت قريب، حيث كانت تركز على الأفارقة أو البرازيليين والأرجنتينيين فضلا عن النجوم العواجيز·القسم الرياضي
تهدف الأندية الخليجية من وراء استهدافها المحترفين العرب وهم في أوج عطائهم إلى تحقيق غرضين في غاية الأهمية الأول فني محض ويتمثل في انتداب لاعبين جاهزين يتمتعون بإمكانيات عالية وخبرات كبيرة بإمكانهم إفادة أنديتهم خاصة في المسابقات القارية وخاصة بعد فشل العديد من الانتدابات الأجنبية، أما الهدف الثاني فهو استراتيجي وترصده بالخصوص الأندية القطرية والإماراتية التي تريد استقطاب الجاليات العربية إلى الملاعب عبر هؤلاء النجوم الذين يتمتعون بشعبية جارفة لكون ملاعبها تعاني شحًا في الحضور الجماهيري ما دفعها إلى الاستنجاد بالنجوم العرب لعلهم يحققون ما فشل في تحقيقه نجوم أوروبا·
محترفو الجزائر والمغرب الأكثر طلبا
يعتبر محترفو الجزائر والمغرب الأكثر طلبا من طرف الأندية الخليجية نظرا لتواجدهم بكثرة في القارة العجوز خصوصا بعد نجاح عدة تجارب سابقة مثل تجربة بلحاج والقرقوري وعادل رمزي في دوري المحترفين القطري·
وحاليا نجد كلا من قائد الخضر ومدافع نادي بوخوم الألماني عنتر يحيى والمهاجم المصري لنادي بروسيا دورتموند بطل ألمانيا محمد زيدان قريبين من الخليج ، وقد ينضم إليهما لاحقا أسماء عربية أخرى·
تحذيرات روراوة
حذر رئيس الاتحادية الجزائرية محمد روراوة المحترفين الجزائريين من مغبة الوقوع في فخ العروض المالية الخليجية السخية، حيث نصحهم بالبقاء في أوروبا على الأقل حتى سن الثلاثين لأن ذلك يضمن لهم حفاظهم على مستواهم الفني و استمرارهم في المنتخب الوطني· وأبدى روراوة تعجبه من تفكير لاعبين عرب في الانتقال من أوروبا إلى الخليج وهم في ربيع مشوارهم·
الأموال الخليجية السخية
أما بالنسبة إلى اللاعبين العرب، فإن هدفهم واضح يتجلى في ضمان مستقبلهم الاجتماعي من خلال الحصول على عروض مالية سخية قد لا يحصلون عليها في أوروبا، كما أن إنهائهم مشوارهم الاحترافي في الخليج يفتح لهم الأبواب على مصراعيه للتحول إلى مجال التدريب وأفضل مثال على ذلك الجزائري جمال بلماضي الذي صنع لنفسه اسما لامعا على خريطة المدربين العرب رغم أنه لم يلعب في قطر سوى مدة قصيرة·
اللهث وراء الأموال
كما أن بعض المحترفين العرب يضطرون إلى قبول العروض الخليجية ليس حبا في المال فقط وإنما من أجل بعث مشوارهم الكروي المتعثر بسبب الإصابات أو بسبب قلة العروض الأوروبية الجادة على غرار متوسط ميدان المنتخب الجزائري مراد مغني صاحب ال27 سنة الذي أمضى لنادي أم صلال القطري بعدما تم تهميشه من قبل نادي لازيو روما الإيطالي بعد تعرضه لإصابة أبعدته عن الممارسة قرابة العام وأيضا الظهير الأيسر نذير بلحاج الذي ما كان لينضم إلى نادي السد القطري لولا شح العروض التي وصلت إدارة ناديه بورتسموث الإنجليزي·
تباين ردود أفعال النقاد
تباينت مواقف وردود أفعال النقاد حول تفضيل اللاعبين العرب مغادرة الأندية الأوروبية والانتقال إلى الخليج، فبينما بعض المختصين لا يزالون يرون في الدوريات الخليجية مقبرة للنجوم نظرا لتواضع مستوياتها الفنية وقلة الحضور الجماهيري وضعف المنافسة بشكل عام وتقلص حجم العمل التدريبي ما يؤثر سلبا في مردود اللاعب وأدائه الفني فإن خبراء آخرين يرون عكس ذلك ويعتقدون أن كرة القدم في منطقة الخليج شهدت في العشرية الأخيرة طفرة مهمة وشاملة، فهناك بنية تحتية حديثة ومتطورة ومدربون أجانب عالميون ومنافسة قوية بين الأندية دائرتها تتوسع من موسم لآخر ويرون أن انضمام لاعب عربي لناد مثل الاتحاد أو الهلال في السعودية أو السد القطري أو غيرها يعود عليه بالفائدة المادية والفنية لأن مثل تلك الفرق تلعب دوما على لقب الدوري وتشارك بصفة منتظمة في مسابقة دوري أبطال آسيا التي أصبحت تحظى بمتابعة إعلامية وجماهيرية كبيرة وتشكل فرصة ذهبية لأي لاعب لتفجير مواهبه والخروج إلى الساحة العالمية ومن ثمة جلب أنظار الأندية الأوروبية·
وأكثر من ذلك فإنهم يجزمون بأنه من الأفضل للاعب العربي أن ينضم إلى الخليج العربي على أن يبقى طوال مسيرته أسير دكة البدلاء أو في دوري ضعيف أو في أندية الدرجة الثانية وهي الحالة التي يعيشها الكثير من المحترفين العرب في أوروبا بدليل أن أسعار انتقالهم تبقى متواضعة مع نظرائهم الأوروبيين والأفارقة ولاعبي أميركا الجنوبية الذين بلغت مستويات قياسية·
ويبقى الجديد في هذه المسألة هو إقدام بعض الأندية الخليجية وبإيعاز من اتحاداتها الوطنية على انتداب لاعبين عرب يافعين تمهيدا لتجنيسهم وضمهم لصفوف منتخباتها الوطنية·
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)