أبدى العديد من سكان مدينة وهران، خصوصا منهم فئة المثقفين ونخبة الفنانين والباحثين، وحتى الجمعيات المحلية الفاعلة، حسرتهم الكبيرة، بسبب الإهمال الكبير الذي طال العديد من المعالم والشواهد التاريخية التي تحكي تراث مدينة وهران الباهية، عاصمة الغرب الجزائري، ولعل من أهم هذه المعالم التاريخية، هي سينما " فاميليا " الموجودة في حي سيدي الهواري العريق بوهران، حيث تحولت في الوقت الراهن إلى مجرد كومة من الركام فقط، و تحول محيطها إلى مكبّ للنفايات، الأمر الذي أثار استياء سكان حي سيدي الهواري العريق، ناهيك عن النخبة المثقفة، والعديد من المجموعات و الجمعيات الثقافية الباحثة في تاريخ وهران الفني العريق.و تعدُّ سينما " فاميليا " من أقدم قاعات الفن السابع على مستوى قارة أفريقيا بأكملها، وليس فقط على مستوى ولاية وهران والجزائر، وكانت تحتوي على 600 مقعد ، وبها 3 طوابق، كما كانت تعرض العديد من الأفلام السينمائية العالمية إبان فترة المستدمر الفرنسي خلال القرن الماضي، وقد زارها الفنان العالمي شارلي شابلن، حين كانت في أبهى حلتها، لكنها اليوم مع الأسف تعاني التسيب و الإهمال شأنها شأن العديد من المعالم والشواهد الأثرية والفنية بعاصمة الغرب الجزائري.
و بالمناسبة، أكد لنا السيد " ع. كمال " أحد قاطني حي سيدي الهواري العريق بوهران أنه على السلطات المحلية وكذا المسؤولين القائمين على القطاع الثقافي بوهران التحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأحياء السكنية القديمة، والمعالم والشواهد والمباني الأثرية العريقة التي تروي تاريخ وهران الضارب في القدم، و سينما "الأندلسية"، أو "فاميليا" ما هي إلا عينة و مثال عنها، مطالبا بضرورة تدخل السلطات لبرمجة عمليات مستعجلة لترميم الشواهد والمعالم الأثرية، حتى لا تلقى نفس المصير الذي لاقته سينما "الأندلسية" العالمية، التي احتضنت كبرى التظاهرات والأفلام و زارها العديد من الفنانين الأجانب ..، كما ناشد محدثنا، السلطات المحلية، وفعاليات المجتمع المدني، وكل الجمعيات المحلية الفاعلة، والتي تُعنى بالقطاع الثقافي والسياحي، والبيئي على مستوى ولاية وهران، بتكثيف الحملات والعمليات التطوعية الخاصة بتنظيف وتطهير هذه المواقع الأثرية والتاريخية، ناهيك عن تكثيف الخرجات الاستكشافية، و المبادرات الهادفة، التي تصُبُّ في سياق التعريف بتاريخ وحضارة مدينة وهران الباهية الميتروبولية، خاصة في ظل الحالة المزرية التي تتواجد عليها في الوقت الراهن.
هذا وقصد معرفة ردّ السلطات العمومية بخصوص ملف ترميم سينما " الأندلسية "، تواصلنا مع السيد بوحميدة إبراهيم، المكلف بالإعلام على مستوى بلدية وهران، حيث عبر في حديثه لليومية عن أسفه، للحال الذي آلت إليه معظم الشواهد والمعالم الأثرية والتاريخية على مستوى ولاية وهران، ومنها على وجه الخصوص، سينما " فاميليا " أو الأندلسية، و أكد أنها في وضعية كارثية، شأنها في ذلك شأن باقي دور السينما الآيلة للسقوط، و أكد في هذا الشأن، أن مصالحه في الوقت الراهن بصدد إعادة ترتيب بيت البلدية، وهناك برنامج بلدي سيُعرض في دورة عادية للمجلس الشعبي البلدي، بداية شهر مارس على أقصى تقدير، وذلك للنظر في مختلف المشاريع والمقترحات المطروحة من لدُن المندوبين المنتشرين عبر إقليم مجمع وهران، وسيكون ملف سينما "فاميليا" مطروحا على طاولة الأعضاء، خاصة وأنها تحتاج إلى جدول أعمال خاص لدراسته، حيث أنها تعتبر إرثا ثقافيا بلديا مهما، و أي جديد في هذا الموضوع سيتم اطلاع الرأي العام بخصوصه.
تجدر الإشارة إلى أن الصور التي تعكس الوضع الكارثي لسينما " فاميليا" قد أثارت جدلا كبيرا عبر العديد من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث دعا رواد هذه المواقع والصفحات الفايسبوكية، خاصة من مدينة وهران إلى ضرورة إعادة الاعتبار لهذا المعلم الأثري الهام وإنقاذه من الزوال والاندثار .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 01/03/2022
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : محمد إسلام رويبي
المصدر : www.eldjoumhouria.dz