الجزائر

الأناقة المفرطة والتبرج تحريض على التحرش



الأناقة المفرطة والتبرج تحريض على التحرش
كانت تقتصر ظاهرة مطاردة الفتيات في الجامعات والمعاهد فقط، لتتسع رقعتها إلى الثانويات والمتوسطات ودخلت مطاردة الفتيات في قاموس هؤلاء الشبان المراهقون الذين يستهويهم المعاكسة بعيدا عن التفكير على انعكاسات هذه التصرفات مع الفرق الشاسع في السن، وما قد ينجر عنها من تأثير على سلوك الناشئة من اختلال في سلم القيم والمعايير الأخلاقية.=====لطيفة مروان ======أصبحت ظاهرة التحرش بتلاميذ المتوسطات والثانويات تنتشر بشكل أوسع على مرأى الجميع. وتحولت بذلك المساحات القريبة من هذه المؤسسات ملاذا مفضلا للعشرات من الشباب الذين يعطون أولوية خاصة لمظهرهم الخارجي وذلك بالتفنن في ارتداء الألبسة والاعتناء بتسريحة شعرهم بهدف استقطاب المعجبات.ويستخدم آخرون أحدث السيارات والدرجات النارية للتباهي بها، حيث تشكل مركباتهم طوابير على طول الطريق خصوصا في ساعات الذروة التي تتزامن مع ساعات الدخول صباحا والانصراف وفترات الراحة للغداء، الأمر الذي بات يشكل خطرا على حياة التلاميذ والمارة في ظل تهور هؤلاء الشبان في السياقة للفت الانتباه.هذه المظاهر استوقفتنا ميدانيا أين حاولنا الغوص أكثر في مكامنها وطرقها فاختلفت الردود والقناعات، بين من يعتبرها سلوكات منحرفة تهدد كينونة المجتمع في الصميم بقبر قيم الحياء والحشمة المتوارثة أبا عن جد، ومن يعتبرها من إفرازات التطور الذي عرفه المجتمع تحت تخدير الفضائيات والانترنيت والوسائط المتعددة، وكذلك من يرى أنها تدخل ضمن مظاهر الشعور بالأناقة في جانبه المعكوس، وأنها عامة ومنتشرة بمعظم ولايات الوطن ولا يمكن بأي حال حصرها في ولاية معينة... إغراء الفتيات وتبرجهن دعوة لمعاكستهنيرى العديد من الشباب المراهق ممن التقت بهم "الحياة العربية "أن معاناتهم من الفراغ القاتل والبطالة تدفعهم إلى ملء هذا الفراغ بطريقتهم الخاصة، فضلا عن تأخر سن الزواج لأسباب اجتماعية تعود إلى غلاء التكاليف وعدم توفر السكن، الأمر الذي يدفعهم إلى إشباع رغباتهم إلى حين.. من خلال معاكسة الفتيات ومحاولة كسب ودهن.والغريب أن الكثير من هؤلاء الشبان يضعون "برنامجا" لقضاء معظم أوقاتهم في اصطياد فرائسهن من التلميذات، وذلك منذ الساعات المبكرة أين يصطف العشرات منهم بالقرب من الثانويات والمتوسطات، بأزياء مختلفة وبتسريحات شعر دقيقة التفاصيل. حاولنا معرفة أسباب هذا الإقبال والإصرار على عدم التفريط فيه، فتباينت الردود بالمصطلحات الشعبية المعهودة بين من يقول "هذا وقتنا" و"اللي فات وقتوا ما يطمع في وقت الغير" .... "لا زواج لا خدمة لا دار واش حبيتونا نديروا .... حتى الشوفة بالعينين حبيتوا تحرمونا منها".. لكن اجتمعت في أغلبها على أن طرق الإغراء لدى الفتيات هي الأخرى تعدت حدود المعقول وأصبحت هي الأخرى لا تقاوم ما جعلها تمثل دعوة غير مباشرة لمضايقتهن أمام مظاهر التعري وانتشار اللباس الفاضح.وتختلف القناعات والأفكار بحسب اختلاف التنشئة وظروف التربية، أين أصبح التقيد بالحشمة والحياء مظهرا للتخلف لدى البعض وبعدا عما يعرفه العالم من تطور في مختلف المجالات، فيما ترى بعض الفتيات أن "اختيارهن للباس العصري حرية شخصية للتعبير عن مكامن الجسد الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال قبره تحت مبررات الحشمة والحياء، وأن خروجهن في أحسن مظهر من بين الاهتمامات التي تدخل في تكوينهن العائلي"، مشيرين إلى أن "الحياء عملة تتقيدن بها ولا يمكن أن تختزل في اللباس، على اعتبار أن مظهر اللباس لم يعد يثني الفتاة على اختيار سلوكها مهما كان".هي مظاهر بدأت بالتغلغل وسط المجتمع الجزائري، وكان لزاما الإشارة إليها لما أضحت تخلفه من إفرازات سلبية، ويبقى على الأولياء أخذ الكثير من الصرامة والحيطة لتجنب الوقوع في مواقف غير مرغوبة تلقى الكثير من الاستهجان والنفور من المجتمع.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)