الجزائر

الأمين العام للأثريين العرب، محمد كحلاوي، في حوار لـ”الفجر” قبل ترميم التراث علينا ترميم عقل الإنسان العربي..


الأمين العام للأثريين العرب، محمد كحلاوي، في حوار لـ”الفجر”              قبل ترميم التراث علينا ترميم عقل الإنسان العربي..
استعرض محمد الكحلاوي، الأمين العام للأثريين العرب وأستاذ الآثار بجامعة القاهرة، على هامش الطبعة العشرون لمؤتمر الآثار والتراث الحضاري في الوطن العربي الذي تجري فعالياته بالعاصمة منذ يومين، في حديث له مع”الفجر”، إلى جملة من الظروف التي تعيق التعاون بين الدول العربية، خاصة في مجال حماية التراث الأثري والثقافي والحضاري. وعن هذا المجال الذي هو ضمن جدول أعمال المؤتمر العربي للآثار والتراث الحضاري في الوطن العربي الذي سيختتم عشية اليوم بالعاصمة، كان لنا هذا اللقاء..  بعد تسع عشرة طبعة سابقة من طبعات مؤتمر الآثار والتراث الحضاري في الوطن العربي، تعودون اليوم لتسلطوا الضوء على واقعه في الجزائر، ما الجانب الذي ركزتم عليه في جدول أعمالكم لهذا العام؟ بطبيعة الحال فإن هذا المؤتمر يعقد في ظروف استثنائية نتيجة الأحداث والمتغيرات التي يشهدها العالم العربي، فبقدر ماله من إيجابيات أعتقد أن له سلبيات كذلك هو بصدد تداركها واستكمال توصيات الطبعات الماضية، فأثناء تقييمنا للتراث حاليا نجد أنه يمر بفترة صعبة جدا لأنه قدم فاتورة غالية الثمن، بسبب استغلال الفرصة من طرف بعض الأشخاص المحسوب عليهم والذين اعتدوا على المواقع الأثرية بالسلب والتخريب والنهب والسرقة المباشرة، أوبالبناء العشوائي في مواقع ليس من حقهم استعمالها. وفي خضم هذه التحولات لقي التراث بكل أشكاله الثقافية والحضارية حتفه ونهايته، وهو ما استدعانا لأن نقوم بآليات مشتركة بهدف وقف هذا الخطر الكبير، وبالتالي فلابد من وجود إدارة موحدة تسير الأزمة الحاصلة وكيفية تجنب آثارها. هل للجانب الأمني سبب في تردي الوضع وحدوث تجاوزات غير قانونية في حق التراث بكل أشكاله؟من دون شك السياسة الأمنية كانت منهارة تماما خلال الفترة الأخيرة ولا تزال إلى غاية اليوم في بعض الدول العربية، على سبيل المثال مصر، تونس، اليمن، والآن سوريا، فالدولة بصفة عامة على هذا الصعيد كانت تعاني من فراغ أمني شديد ساهم في إتاحة الفرصة للخارجين عن القانون والسلطة للوصول إلى أهدافهم بطريقة غير مشروعة، لكن بالمقابل اعتبر هذه الظروف العصيبة والسيئة بمثابة إعادة نظرة لتقديم تقييم كافي وشامل لواقعنا من خلال تفعيل العمل بالتوصيات الصادرة منذ الطبعات الأولى لمؤتمر التراث وليس وضعها في أدراج وإبقائها حبيسة الورق فقط، فالأمور - حسب اعتقادي - غير شكلية بقدر ما هي جدية وعاجلة  تستلزم تطبيقا عاجلا على أرض الواقع، وفي هذا الإطار دعوت الى ترميم البشر وعقولهم قبل ترميم الحجر، لأن عقل الإنسان العربي لا يعي الآثار والتراث معا. برأيك ما هي الإستراتيجية التي من شأنها حماية التراث والآثار من هذا النزيف الذي يطاله يوما بعد يوم؟ نحن نسعى إلى إيجاد آلية واضحة لإدارة الأزمة وتسييرها بشكل مناسب ودقيق، من خلال وضع إستراتيجية حقيقية قابلة للتفعيل والتطبيق عاجلا شريطة دعمها من طرف الحكومات العربية دون استثناء. الملاحظ من كلامك أنه توجد معوقات تمنع التعاون العربي من التقدم وكذا حماية التراث والآثار؟ العوائق كثيرة، وأولها غياب قانون موحد يحمي الآثار والتراث بشكل عام،  فما هو أثري في الجزائر ليس أثري في مصر، وكذلك في السودان وهكذا دواليك، لذا أتمنى أن يسمع صوتي من على منبر جريدتكم أن تتوحد الجهود، ولا يتأتى هذا إلا بسن قوانين وتشريعات على جميع الأصعدة من أجل ضمان حماية كافية بعدم سرقة الاثار مع البحث عن طرق وسبل لاسترجاع البعض المسروق منها، والذي تم نقله وتهريبه إلى بلدان أجنبية لا تمت للحضارة العربية بصلة، بعيدا عن الاهتمام والانشغال بالسياسة التي أفقدت روح وحب هذا الارث الثقافي والحضاري الذي هو على المحك.  حاوره/حسان مرابط
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)