الأمن المائي في سياق مقاربة حوكمة المياه

لقد ساهمت التحولات التي عرفتها الساحة العالمية في إحداث تغيرات على مجموعة من القيم والتوجهات، حيث برزت العديد من التهديدات الجديدة التي أضحت تحد من قوة وكيان الدولة، بل تجاوزت حدودها السيادية خاصة في ظل الإنفتاح على مبادئ العولمة، ومن بين هذه التهديدات التغيرات البيئية العالمية، وتعد المياه إحدى التهديدات التي أصبحت لها دور في تأثير على أمن وإستقرار الدولة، كما أنه يمثل إعتداء على أمن الإنسانية خاصة أنه في ظل التحول نحو الإهتمام بأمن الفرد بدل من أمن الدولة، وهذا ما طرح وفق مقاربة الأمن الإنساني كمدخل جديد في الدراسات الأمنية الذي يهدف إلى تجسيد أمن إنساني من خلال حماية حقوقه وحرياته وكرامته وكل ما يحرره من الخوف أو الحاجة، ولهذا أصبح الأمن المائي إحدى أبعاد الأمن الإنساني الذي زاد الإهتمام به خاصة في ظل طرح مقاربة حوكمة المياه التي تهدف إلى تحقيق إستدامة مائية لكل المجتمعات، ولهذا تقوم إشكالية دراستنا كالتالي: إلى أي مدى يمكن تحقيق أمن إنساني مائي في ظل أجندة حوكمة المياه؟