الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر... قبل الصلاة

أكد أحمد مراني وزير الشؤون الدينية الأسبق، على عدم حصر الإسلام في المسجد فقط، لأن القرآن الكريم نص على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أية قرآنية: «الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة...»، وهو ما لا يعرفه الكثير من الناس، على حد قوله.أوضح مراني الذي نزل، أمس، على جريدة «الشعب» أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبق إقامة الصلاة، ما يعني أن الدين غير محصور في العبادات فقط، غير دين الله وشريعة الله كان عبر التاريخ في صراع مع الطغيان والسلطة، عندما جاء الإسلام واجه سلطة قريش، فحاولوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم لكن الله تعالى حماه، ومنعهم من النيل منه، فهاجر، وانتشر الإسلام، إلا أن الطغيان لم ينته.وقال في رده على سؤال «لماذا أبقينا الإسلام في المساجد» انه في سنة 40 بعد مقتل علي بن أبي طالب من أجل السلطة أي السياسة، فعندما جاءت السلطة الطاغية والدكتاتورية لم ترض أن يبقى الإسلام « كالسلام»، قامت «بعزله وإبقائه بين جدران المسجد، وجعله مجرد شعائر تعبدية «، وهذا هو الخطأ الكبير والفادح، مفيدا كان هناك عبر التاريخ الإسلامي «استغلال للدين من طرف السلطة ».وأعطى مثالا عن حكم معاوية في زمن الخلافة، الذي استغل – كما قال - أول خطبة له قائلا «الأرض لله وأنا خليفة الله، ما أخذته فهو حقي وما تركته فهو تكرما مني «، وهو بذلك أعطى لنفسه الحقوق المطلقة في فعل أي شيء لأي كان، « وهذا نتاج صراع طويل بين الأمويين وبنو هاشم «، ومثل هذا التصرف «لا يمكن أن يسمح للإسلام الحقيقي أن يتوسع في الأرض، ومن هنا «ضخموا المسجد وجعلوه مرادفا للإسلام «، وهناك العديد من «الأحاديث المكذوبة جعلت المسجد معزولا عن المجتمع «.و أضاف في هذا الصدد أن حتى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جعلته إحدى الدول العربية «نظام الحسبة « وهو أمر خاطئ، لان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر «واجب كل فرد «، وبالتالي يبدأ يطبقه الإنسان على نفسه أولا قبل غيره، مشيرا إلى أن هذه الخصال التي يأمر بها القرآن الكريم، «تطبق في أوروبا ولا نجدها في الدول الإسلامية».