الجزائر

الأم العاملة.. ضحية ضغط ثلاثي الأبعاد



الأم العاملة.. ضحية ضغط ثلاثي الأبعاد
تعيش الأم العاملة عند كل حركة احتجاجية تمس قطاع التربية الوطنية ضغطا ثلاثي الأبعاد، يجعلها مسؤولة عن إيجاد حل بديل يرضي جميع الأطراف الأبناء ورب العائلة ورب العمل.ومن أجل تحقيق توازن وتوافق في هذه المعادلة المعقدة، تتسابق الأم العاملة مع الزمن علها تكون من المحظوظين الذين لم يستجب المعلم الذي يدرس عنده أبنائها لنداء الإضراب.وإلى حين اتضاح الرؤية تدخل الأم في اتصالات حثيثة مع مصادرها الخاصة داخل المدرسة للحصول على هذه المعلومة النوعية في أول مقام، ثم تلي المرحلة الثانية المتمثلة في إمكانية بقاء الأبناء داخل المدرسة أوالشروع في تفعيل خطة "بديلة"، وهي البحث عن حاضنة للأبناء، قبل لعب آخر ورقة وهي عدم الالتحاق بمكان العمل.ضغط ثلاثي الأبعاد تعيشه الأم العاملة.. هي الوضعية التي وقفت عليها (وأج) عند مدخل المدرسة الابتدائية محمد بن عثمان، وسط مدينة تيبازة، في محاولة لرصد آراء الأمهات العاملات وتداعيات الإضراب على الانسجام الأسري والحياة المهنية دون الحديث عن ضغط مخاوفهن على مستقبل أبنائهن.وبرأي السيدة (زهرة .م) يتسبب إضراب أساتذة قطاع التربية الوطنية الذي دعا إليه تكتل النقابات المستقلة في اضطرابات عائلية ومهنية "حادة" للأمهات العاملات، داعية في الوقت نفسه وزارة القطاع إلى ضرورة اتخاذ تدابير "عملية" في مثل هذه الوضعيات، والأساتذة إلى وضع مصلحة التلميذ فوق كل اعتبار و اللجوء إلى أشكال أخرى من الاحتجاج.وأشارت إلى أن المشكل بالنسبة لها لا يطرح بقوة على أساس أنها تدير مؤسسة خاصة، إلا أنها تكون مجبرة على تجنيد أحد عمالها للتكفل طيلة اليوم بأبنائها، وهو ضغط من نوع آخر، تضيف في حديثها.وتجمعت الأمهات العاملات عند مدخل مدرسة بن عثمان للسؤال عن مدى استجابة المعلمين للإضراب وسط "حيرة" بادية على وجوههن و"ضغط" عامل الزمن.. وضعية جعلت منهن "رهينات" الإضراب بامتياز.وقالت السيدة (حسينة. ر) موظفة، أنه حتى خلال اليوم الثاني من الإضراب الذي دعت إليه النقابات المستقلة، تعيش الأمهات العاملات ضغطا عاليا بفعل شح المعلومات وعدم وصولها في الوقت المناسب للأولياء بخصوص المعلمين والأستاذة المضربين عن العمل، ما يجعلهم في "مأزق حقيقي" ترك الأبناء في الشارع أو عدم الالتحاق بأماكن عملهن.ووصفت الإضراب ب"الصاعقة" التي تحيي في كل مرة جراحا عميقة داخل الوسط الأسري وتتسبب في اضطرابات عائلية، على اعتبار أن الإضراب يمثل "فرصة أخرى" للزوج الذي يطالبها دائما بالتوقف عن العمل.وكانت 13 نقابة مستقلة في قطاعات تابعة للوظيف العمومي شنت الأسبوع الماضي إضرابا تم تجديده يوم الاثنين احتجاجا على مشروع القانون المتضمن إلغاء التقاعد النسبي ودون شرط السن الذي اعتمدته الجزائر منذ سنة 1997، فضلا عن مطالبتها بإشراكها في إعداد قانون العمل الجديد.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)