الجزائر

الأفلان.. “بي بي سي” والفساد!



التحقيق الذي قامت ببثه قناة (بي بي سي عربي) بخصوص الفساد في كرة القدم لم يحمل أيّ جديد، فحالة التعفن هذه يعرفها القاصي والداني، ويكفي أن تسأل طفلا صغيرا في الجزائر عن حجم الفساد والرشوة، فسيجيبك بالدليل القاطع عن الوضع وسيسرد أمامك أمثلة كثيرة عن الأمر، كما أن ذلك قد لا يحتاج منه أكثر من 3 دقائق وليس 3 سنوات مثلما استغرق تحقيق البي بي سي!!المهم لن نكتب عن هذا التحقيق الذي سبقته عدة تحقيقات أخرى، نشرتها الصحافة الوطنية وبثتها قنوات جزائرية بخصوص الفساد في كرة القدم ولكن موضوعنا عن برنامج آخر، قامت (بي بي سي عربي) ببثه أيضا هذا الأسبوع، وموضوعه إقالة الجنرالات والتغييرات الكبيرة داخل المؤسسة العسكرية وهي التغييرات التي باتت تطرح أكثر من سؤال وتُحيّر أكثر من خبير ومتابع!
وفي الحلقة تمت استضافة “فؤاد سبوتة” وهو المكلف بالإعلام على مستوى جبهة التحرير الوطني حيث قال إن “التغييرات عادية جدا ولا يمكن تحميلها أكثر مما تحتمل”، في الوقت الذي تحدث فيه عن مساعي الأفلان لترشيح الرئيس من أجل عهدة جديدة، وقد كان ملاحظا أنه في كل مرة، كان يُسأل فيها من طرف المذيعة المصرية “المثقفة” رشا قنديل عن الوضع في البلاد إلا وكرر أمامها خطاب الأفلان عن العهدة الخامسة!
سبوتة صحفي معروف بالتلفزيون الوطني وقد راسل سابقا قناة الحرة الأمريكية، وقدم عبر مساره المهني الكثير من التقارير المهمة، لكننا لا نعرف حتى الآن لماذا يتحول الصحفي (أيّ صحفي) في كل مرة يمسك فيها منصبا أو يتقلد فيها مسؤولية حزبية إلى إداري تابع للجهاز، فمن كان يستمع إلى سبوتة سيعتقد للوهلة الأولى أنه يستمع إلى جمال ولد عباس!
صحيح أن الصحفي السابق بالتلفزيون أحسن بكثير من الصادق بوقطاية، سلفه في المنصب، ولغته أقل خشبية من هذا الأخير، لكن المفردات لم تختلف، والشعارات لم تتوقف، وهي التمجيد والتطبيل ونفي كل خلاف يقع بالجزائر أو داخل مؤسساتها، فيما قد يقول قائل إن الظرف هو الذي حكم على سبوتة مثلما قد يحكم على أي مسؤول غيره يتحدث إلى قناة أجنبية لاستعمال ذلك الخطاب، لكن الواقع أن من يشاهد المسؤولين الجزائريين حتى وهم يتحدثون إلى القنوات المحلية هنا، سيكتشف أن الكلام لم يختلف وأسلوب الخطاب الموجه إلى الاستهلاك لم يتبدل، كما أن العملية السياسية مثل الاتصالية لم تنضج بعد للأسف!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)