الجزائر

الأفلان انتصار بطعم الهزيمة!



أكيد أن التشريعيات الأخيرة منحت فوزا للأفلان يحمل طعم الهزيمة، فالحزب الذي حصد أغلبية المقاعد في البرلمان أنجز هذه الأغلبية بأصوات أقلية الناخبين... وهذه مفارقة عجيبة لم تحصل في أية انتخابات إلا في الجزائر، ولهذا ثارت عاصفة من القلاقل ضد فوز الأفلان هذا.
أولا: ظهر فوز الأفلان هذا كما لو كان فوزا لحزب الرئيس ضد حزب وزيره الأول وظهرت الانتخابات كما لو كانت ''هوشة'' سياسية بين أنصار تطبيق برنامج الرئيس... حتى أن زعيم الأفلان قال: إن الشعب أعطى الأفلان الحق في تطبيق برنامج الرئيس وسحب الشعب هذا الحق من الوزير الأول! أي أن الانتخابات ليست سوى تداولا على السلطة بين حزب الوزير الأول وحزب الرئيس ويخص هذا التداول مسألة تطبيق البرنامج الرئاسي وفقط.
ثانيا: الأفلان المنتصر بالأقلية الانتخابية يريد تغيير الدستور... ونقل النظام الرئاسي الحالي إلى نظام شبه رئاسي ننقل فيه بعض صلاحيات الرئيس الحالي المطلقة إلى رئيس الحكومة.
لكن بلخادم زعيم الأفلان الذي يقترح على الشعب هذا الإقتراح لتغيير الدستور من موقع الفائز بالأغلبية القليلة هو الذي اقترح على الرئيس بوتفليقة فكرة تحويل رئيس الحكومة إلى وزير أول عندما كان بلخادم رئيسا للحكومة... وقال وقتها: إنه يشغل منصب الوزير الأول وليس رئيس الحكومة... فهل اقتنع بلخادم أخيرا بأن صيغة رئيس الحكومة الذي له صلاحيات محددة، إلى جانب صلاحيات الرئيس هي صيغة أفضل من صيغة النظام الرئاسي الذي يتحول فيه رئيس الحكومة إلى مجرد وزير أول؟ والأفلان نفسها هي التي اقترحت على الرئيس الشاذلي سنة 1989 التنازل عن بعض صلاحيات الرئيس لصالح رئيس الحكومة آنذاك المرحوم قاصدي مرباح! فمتى يتوقف العبث بالدستور بهذه الطريقة المؤسفة.
ثالثا: هل فعلا تحس الأفلان بالإنتصار المشكوك فيه وهي تواجه هذه العاصفة غير المسبوقة من الاحتجاجات من كل شركائها السياسيين؟! هل هي غيرة من المهزومين أم هي احتجاجات مؤسسة.. ما كانت الأفلان في حاجة إليها الآن وهي تبحث عن شراكة سياسية لكل القوى لتتجاوز الظرف الخطير الذي تمر به البلاد؟!
كيف تقود الأفلان البلاد في هذه المرحلة الخطيرة وتعدّل الدستور أو تبادر بتعديله وتتزعم ذلك وهي رابع قوة سياسية في البلاد بعد قوة الناخبين اللامبالين وقوة الناخبين المقاطعين وقوة الناخبين الذين ألغوا أصواتهم بإرادتهم ثم تأتي قوة الأفلان هذه التي أخذت بها الأغلبية بأصوات الأقلية؟!
إنه فعلا انتصار بطعم الهزيمة!
انتصار لحزب وهزيمة لشعب!

Bouakba.saad@elkhabar.com




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)