الجزائر

الأفراح تتواصل والأموال تتهاطل



الأفراح تتواصل والأموال تتهاطل
حوّل فريق مولودية بجاية مدينة بكاملها إلى قاعة أفراح مترامية الأطراف، بها تعزف كل طبوع الأنغام وتستعمل فيها شتى أنواع الآلات وكل الوسائل أيضا، وفي أرجائها تسمع ”أصواتا” تتعالى ل«الرشقة” ويتسابق أصحابها للاستثمار في إنجاز ”الموبيين” الذي سلّط الأضواء على مدينة الحمّاديين وجعلها ساحة شعور، ولو إلى حين، في انتظار الظفر بالثنائية.تتويج مولودية بجاية بأول لقب في تاريخ النادي، ليعادل به رقم الفريق الغريم شبيبة بجاية، فتح باب الدعم المالي على مصراعيه، وهو دعم من شأنه أن يدفع إدارة الفريق إلى التحضير للمواسم المقبلة في أريحية، ويجعل مسؤولي النادي قادرين على خوض المنافسة القارية الموسم المقبل في أفضل الظروف، وهو الإنجاز أيضا الذي سيزيح من أمام المسيرين كل العوائق التي كانت تعترض طريق النادي، قبل أن يصنع له اسما خالدا في سجل المتوجين بكأس الجزائر، ويرفع رأس مدينة بأكملها لم تعش نشوة التتويجات سوى مرة واحدة في 2008 مع الشبيبة، قبل أن تأتي المولودية وتضع من جديد بجاية فوق السحاب.فبعد استلام صك بقيمة خمسة ملايير سنتيم من الوزير الأول، باسم الرئاسة، مكافأة على تنشيط النهائي، من المنتظر أن تتدعم خزينة مولودية بجاية بأموال إضافية خلال الأيام القادمة.فخلال الحفل المنظم مؤخرا بفندق ”روايال” لجمع الأموال من رجال الأعمال، وعد الكثير من أصحاب المؤسسات الخاصة، منها ”سفيتال” و”إيفري” و«صومام”، بمبالغ مالية ضخمة تضاهي قيمة الإنجاز المحقق من طرف ”الموب”.مسؤولو الشركات العمومية، من جانبهم، وعدوا بمواكبة الحدث، على غرار ”موبيليس” وغيرها من الشركات العمومية الأخرى. كما أن السلطات المحلية أكدت أنها لن تخيب إدارة النادي، ووعدت بتدعيم الفريق ماليا. فالبلدية التي سبق لها تقديم ثلاثة ملايير سنتيم ل«الموب”، وضعت في الحسبان حوالي خمسة ملايير أخرى لتشجيع الفريق على الذهاب بعيدا في مشوار البطولة.مسيرو الموب رحبوا بكل المساعدات التي من شأنها أن تساهم في تحفيز رفقاء مباراكو، الذين سيتلقى كل واحد منهم 150 مليون منحة أولية، والبقية تأتي، علما بأن ما تم الوعد به كان مائة مليون. من جانبهم، قضى البجاويون ليلة بيضاء احتفالا بالانجاز الأول من نوعه، وتعددت طرق وأشكال التعبير عن الفرحة التي شارك فيها مختلف الشرائح الاجتماعية والفئات العمرية.فحين بدأت الأوضاع تهدأ مع اقتراب الساعات الأولى من الفجر، انطلق الصخب من جديد مع وصول قوافل الأنصار المتنقلين إلى البليدة، الذين أصروا على إيقاظ الجميع لتسجيل الحضور، مستعملين منبهات السيارات والأبواق، فاستجاب سكان بجاية وهبّوا للانضمام إلى كل المناصرين العائدين من البليدة لمقاسمتهم الفرحة ومشاركتهم الاحتفالات الصباحية، فقد انضمّ الجميع إلى الأصوات المنبعثة من مزامير الفوفوزيلا. هذه المشاهد أعادت إلى الأذهان تلك التي صنعها البجاويون في صائفة 2013 التي صادفت صعود الفريق إلى القسم الأول، غير أن ما حدث هذه المرة سيشهد له التاريخ من حيث الكم والنوع، بالنظر إلى كثافة المشاركين وضخامة الصور التي تفننوا في التعبير بها عن صدق مشاعرهم والبرهنة على أنهم دخلوا التاريخ من بابه الواسع.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)