فصلت المستشارة الألمانية أنجيلا ماركل لصالح التخلي عن استعمال الطاقة النووية في حدود سنة 2020، رغم أن ألمانيا مرتبطة بشكل كبير بهذا النوع من الطاقة وعدم توفرها على بدائل أخرى من غير الفحم المعروف بتلوثيه للبيئة. لكن مع ذلك قررت المرأة الحديدية دخول ألمانيا بعد 10 سنوات من الآن عهدا جديدا في إنتاج الطاقة الكهربائية النظيفة، وهو تحد ليس من السهل المغامرة فيه في دولة مثل ألمانيا.
في الجزائر الحزب الذي يقود البلاد ويملك الأغلبية في البرلمان، وهو الأفالان، لم يتمكن من الفصل في مسألة تحديد عهدة رئيس الجمهورية من تركها مفتوحة، وأحال الموضوع على اجتماع استثنائي مقبل للجنة المركزية للحسم فيه، وهو ما يطرح علامات استفهام كثيرة، منها أن لجوء قيادة الحزب إلى قرار تأجيل البت في القضية، أن الأفالان لم يأته ''الإيعاز'' المطلوب ولم يتمكن لوحده من معرفة جهة هبوب الرياح، خصوصا في ظل الأمطار المتساقطة في عز شهر جوان. كما أن تفضيل تأجيل الحسم إلى اجتماع مقبل للجنة المركزية يعني أن أعضاءها ''أي اللجنة المركزية'' من الذين يغيرون مواقفهم من دورة لأخرى، وبالتالي من كان مع تحديد العهدات قد ينتقل إلى العكس ومن كان مع فتحها سيكون مع غلقها.
نقول ذلك لأن كل نواب الأفالان، وأغلبيتهم موجودون في اللجنة المركزية، لما طلب منهم سنة 2008 رفع أيديهم عاليا لتعديل المادة 74 من الدستور التي أحدثت اليوم فتنة داخل أعلى هيئة ما بين مؤتمرين، لم يترددوا لحظة واحدة، بدليل أنها مرت مثل الرسالة في البريد. قد يفهم هذا التردد من قبل اللجنة المركزية بكون قيادة الحزب الواحد سابقا وجدت نفسها محرجة، وهي التي كانت وراء رفع مبدأ التداول على السلطة من دستور 96، وبالتالي من الصعب عليها أن تقول لا يجوز بعدما قالت في وقت سابق يجوز. لكن الأغرب في الأمر أن قيادة الأفالان لم تواصل تمسكها بموقفها السابق الذي كان وراء فتح العهدات وتدافع عنه بمنطق ''معزة ولو طارت''، ومن جهة أخرى لم تساير خط ما يجري في الساحة العربية من ثورات للحد من صلاحيات الرؤساء وتكريس مبدأ التداول على السلطة من خلال تحديد عهدات الرؤساء، وبالتالي وجد حزب الأغلبية نفسه في نفس وضعية حمار أبي سعيد ''يقف في العقبة'' كما جاء في الكتب المدرسية قديما. عدم قدرة حزب بلخادم الاختيار على أي قدم ''يرقص'' وعلى أي موسيقى ''يهز كتافو''، تكشف حجم الأزمة التي تنخر أقدم حزب موجود في البلاد ومدى ارتباط ذلك بالمرض الذي يعاني منه النظام، على اعتبار أن الأفالان والنظام ظلا دوما وجهين لعملة واحدة.
slimane@hotmail.com
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/06/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : ح. سليمان
المصدر : www.elkhabar.com