الجزائر

الأفالان من مهري إلى سعداني؟!



الأفالان من مهري إلى سعداني؟!
الأفالان في وقت سعداني، ليس بأسوإ منه في وقت ولد عباس، ولا حتى أسوأ مما كان عليه في زمن المرحوم مهري، ولا غيره ممن ترأس هذا الجهاز، الذي لا يحمل لا هو ولا المنتمون إليه صفة الحزب أو المناضلين.يتباكى البعض ويقول كيف وصل حزب مهري إلى هذه الدرجة من الرداءة، حتى ركبه سعداني، وننسى أن المرحوم مهري، رغم احترامنا لذكائه ووطنيته وثقافته الواسعة، ونضاله الطويل وجهاده، هو الأخير نصب على رأس الحزب لخدمة جهة معينة، الجهة التي نصبته.صحيح أنه لا مقارنة بين مهري والمهرج الذي أقيل منذ أيام، لأنه اعتقد أنه حقا رجل دولة مثلما يصف نفسه وأنه بالقوة التي لا يقدر أحد على زعزعته.لكن مهري هو الآخر كان رجل الشاذلي على رأس الحزب، وموضع ثقته، وجاء به الرئيس الراحل إلى الحزب بعد أحداث 5 أكتوبر التي لعنت الأمين العام الأسبق المرحوم شريف مساعدية، وهكذا ضحى الشاذلي بمساعدية ليحمي رأسه من الغاضبين، مع أن كليهما كان مستهدفا من المتظاهرين.هذه حقيقة لابد من أن توضح في محلها، فالكل ركب الحزب كيفما شاء وفعل به ما شاء، وأخاف أن يكون وقوف مهري ضد وقف المسار الانتخابي لسنة 1992 وفاء للرئيس الذي عينه على رأس الحزب والذي هو أيضا صهره، ومن الطبيعي أن يقف إلى جانبه في موقف كهذا، عندما أجبر الشاذلي على الاستقالة. فاختار مهري طريق سانت إيجيديو، قبل أن يضع آخرون أرجلهم على رأس الحزب العتيد، الذي لعب دور ”الجهاز” الذي يحكم به ومن خلاله بعيدا عن كل تقاليد حزبية، أو خيارات لمناضليه.فما الداعي للصراخ اليوم والتساؤل كيف وصل رجل مثل سعداني إلى رأس الجبهة، ونسوا أن الرجل ترأس ما أكثر من الجبهة وهو المجلس الوطني الشعبي واستقبل الوفود وسافر وتحدث باسم الجمهورية، فهل هناك إهانة للجزائر أكثر من أن يمثلها رجل مثل سعداني؟خطأ سعداني أنه صدّق أنه الرجل القوي، وأنه يتمتع بحماية ولن يزعزعه أحد، وسمح لنفسه بالخروج على من صنعوه، وكسّر التوازنات التي تسير البلاد والمؤسسات دائما وفقها، بل أكثر من ذلك أخرج خلافات الأجنحة إلى العلن وأحدث شرخا واسعا في محيط الرئيس، وبين من دعموه ودافعوا عن بقائه في الحكم، وهو أمر غير مقبول لدى أصحاب القرار، وهذا ما عجل بالإلقاء بسعداني خارج ”السيستام”، لأنه صار مزعجا ومتهورا وضره أكثر من نفعه.لكن الأفالان لن يكون أفضل في عهد ولد عباس، هذا الأخير الذي لن تنبت له أجنحة وينقلب على من صنعوه!وسيبقى الحزب أداة في أيدي كل من في السلطة مثلما كان دائما!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)