يعتقد القيادي والأمين العام السابق لجبهة القوى الاشتراكية، عبد المالك بوشافة، أن أحزاب الموالاة لا تعرف من هو "مرشح النظام"، حتى يتفق أصحاب القرار والفاعلون حول شخصية معينة لضمان الاستمرارية، وجاء ذلك في تعليقه على التنسيقية الوطنية لدعم العهدة الخامسة التي دعا إليها النائب بهاء الدين طليبة، في حين حذر بوشافة، من النقاشات العقيمة التي من شأنها المساس بالوحدة الوطنية.لا تزال الجبهة الإجتماعية مشتعلة وموجة الإضرابات تمس عدة قطاعات، لماذا في رأيكم؟
هذا الحراك يعبر عن الوعي رغم أن السلطة تعاملت معه باستخدام جهازي العدالة والأمن كرجال مطافئ، لكن لا يمكن قهر أصحاب الحقوق المشروعة، وهذا ناتج عن التسيير الأحادي والتسلطي لشؤون البلاد. وتُعد دليلا صارخا على فشل السياسات المنتهجة من قبل الحكومات المتعاقبة منذ الاستقلال إلى اليوم. فكل الخيارات والاختيارات لم تتحقق، فلا المجتمع تطور وتقوى، ولا السيادة الوطنية حصنت ولا الاستقلال الوطني عزز، ولا مجتمع حر متعاضد.
جدل كبير يشهده حزب الآفلان هذه الأيام بشأن الإنتخابات الرئاسية المقبلة.. ما تعليقكم؟
الحديث عن الانتخابات في الجزائر مرتبط بالدستور، والجزائر عرفت منذ الاستقلال عدة تعديلات دستورية، وهذه التعديلات استعملت لإعادة ترتيب أوراق النظام وفق مقتضيات كل مرحلة، والحفاظ على توازن مصالح الأشخاص.
كل هذه التعديلات كانت عاكسة لنظرة أحادية للشخص القوي في فترة معينة أو عاكسة لتوازن مصالح النافذين في مراكز القرار، وعليه فالجزائر تعيش في عهدة واحدة عمرها 56 سنة. اختيار الشخص خاضع لمقتضيات داخلية وخارجية.
وبرأيي الشخصي، أعتقد أن الجزائر منذ الاستقلال خاضعة لنظام مغلق وحتى أحزاب الموالاة لا تعرف من هو المرشح حتى يتفق أصحاب القرار والفاعلون حول شخصية معينة لضمان الاستمرارية دون إغفال الموقف الفرنسي والأمريكي.
هل توافقون على مبادرة المعارضة بالالتفاف حول مرشح توافقي للرئاسيات، أم سيكون لكم اسم في الأفافاس؟
مؤسسات الحزب هي المخولة للبت في مثل هذه المسائل.
ضجة كبيرة هذه الأيام حول طريقة كتابة اللغة الأمازيغية وصلت إلى حد التنابز بالألقاب والتجريح، ما تعلقكم؟
تكريس الأمازيغية اليوم هو نتيجة نضالات وتضحيات أجيال وهي مرتبطة ارتباطا وثيقا بالنضال من أجل الديمقراطية ودولة القانون والحريات.
الأمازيغية، الإسلام، العربية والحداثة لا يمكن الفصل بين هذه القيم والمكونات، لأنها تمثل الجزائر بكل أبعادها وهي الضامنة للوحدة الوطنية. الأمازيغية تكون بجزائر الوحدة وتزول بزوالها، لذلك فالمساس بها مساس بالوحدة الوطنية. والمساس بالأخيرة هو تهديد للأمازيغية الضاربة في جذورها في عمق التاريخ. خارج هذا الإطار فهو لعب بالنار أو جهل سياسي وتاريخي، وعليه أن يعود إلى مقاعد الدراسة.
توجه العديد من الانتقادات لحزبكم بشأن تراجعه إلى الوراء ولعبه دور المتفرج، هل هذا صحيح؟
الأفافاس ليس غائبا ويتفاعل مع كل القضايا الوطنية وقدم ويقدم كل الاقتراحات للخروج من الأزمة الهيكلية والمتعددة الأبعاد، لكنه لا يمارس التهريج السياسي، فهو حزب عريق، ناضل ولا يزال يناضل من اجل الديمقراطية ودولة القانون والحريات.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/02/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : إيمان عويمر
المصدر : www.horizons-dz.com