الجزائر

الأفافاس....في طريق مجهول!؟



الأفافاس....في طريق مجهول!؟
صدقت قراءات متتبعين للشأن السياسي في البلاد بشأن مصير أكبر حزب معارض في الجزائر، بعد أن توقعوا سلسلة من الإنشقاقات والإنقلابات بعد رحيل الزعيم التاريخي للحزب، وهو ما أثبته الواقع بعد سنة من رحيل الدا الحسين. خرجت الأزمة في حزب جبهة القوى الاشتراكية للعلن بعد أن شكلت لسنوات غيمات عابرة، فحضور آيت أحمد كان له رمزية خاصة فيما يقرره الأفافاس من مواقف سياسية لا يخضع لمسيرة رجل بل لتكتيك ومزايا ومكاسب، فكان الحديث آنذاك يدور حول تغير نبرة الخطاب التي تزامنت واختفاء زعيمه ومؤسسه التاريخي بسبب وضعه الصحي، فتعالت أصوات تنادي لصناعة حزب جديد يتجاوب مع منطق تأسيس الأحزاب ألا وهو العمل على الوصول إلى السلطة بدل البقاء في المعارضة من أجل المعارضة، وهو ما ترجم دخول الحزب إلى الانتخابات التشريعية الأخيرة وكذلك الانتخابات المحلية، إضافة إلى بداية انخفاض نبرات المعارضة التي تعودنا عليها من أقدم حزب معارض في الجزائر. إلا أن الأزمة سرعان ما خرجت إلى العلن بعد أقل من سنة على رحيل حسين آيت أحمد بعد أن أصدر رشيد حاليت عضو الهيئة الرئاسية للأفافاس الذي تمت تنحيته ضمن مجلس الحزب، بيانا له سماه تجاوزات والانقلاب الذي نفذه ثلاثة أعضاء من الهيئة الرئاسية للأفافاس ضد شخصه بصفته عضو في الهيئة الرئاسية لجبهة القوى الاشتراكية في الهيئة المنتخبة من طرف المؤتمر الخامس للحزب في ماي 2013 وذلك من خلال قائمة وحيدة ومغلقة، مشيرا إلى أن الأفافاس بحاجة لحزب وطني وليس لحزب ”حلقة رئيسية” أو ”حمالة مفاتيح” كما سماه لخدمة المصالح الشخصية. رشيد حاليت وفي بيان مطول شرح فيه خلفيات الصراع ومن وقف فيه معه ومن وقف ضده ندد بشدة بالقمع الذي قال إنه يطال المناضلين الذين اتخذوا موقفا ضد الانقلاب وفقا لأكبر تقليد عرفه الأفافاس، معتبرا أمر تنحيته بمثابة التصفية غير العادلة، التي استعملت كذلك الممارسات ”الستالينية” حسب وصفه وتمت إحالة السياسة على العدالة داخل الحزب وذلك منذ أن قامت ”هيئة الأمر الواقع” الهيئةالموازية، بالسيطرة على الحزب مؤكدا على أن قرار لجنة الوساطة وتسوية النزاعات الذي اتخذ ضد شخصه من طرف الهيئة الموازية عن طريق مرفوض رفضا قاطعا متحديا بالقول إن قرار لجنة الوساطة وتسوية النزاعات يعتبر ملغى ودون أي أثر سياسي وقانوني.ولم تتوقف الهزات الإرتدادية لهذه الأزمة حبيسة اتهامات، بل تعدتها إلى استقالات على رأسها احمد بطاطاش الذي قدم استقالته من حزب جبهة القوى الإشتراكية في خطوة مفاجئة بعد يومين من انعقاد المجلس الوطني الذي أقر المشاركة في الإنتخابات، في حين لاتزال القيادة الحالية تنفي ما يعيشه الحزب وصبت قيادة حزب جبهة القوى الاشتراكية، جام غضبها على الإعلاميين معتبرة أن الحزب تعرض ل”مناورات مدعمة بحملات إعلامية مغرضة ومفترئة موسومة بالكراهية” التي تهدف حسبهم إلى إضعاف الحزب عشية الاستحقاقات القادمة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)