الجزائر

الأغنية الشعبية النسوية الجزائرية للأطفال



الأغنية الشعبية مرآة تنعكس عليها عواطف الناس وطبيعتهم وتفكيرهم إنها ترتبط بأحاسيسهم، وتتواصل مع مشاعرهم، وتميزها بالنغمة واللحن يجعلها تنتشر وتتغلغل بينهم. وهي نتيجة حصاد المهارة الفنية الفردية من خلال عمل غير محدد من المغنين الشعبيين الذين أسهموا في فترات زمنية
متواصلة في صقلها إلى أن وصلت إلينا في شكلها الحالي.
وقد حظيت الأغنية الشعبية باهتمام الدارسين فظهرت دراسات كثيرة تناولتها بالجمع والتدوين والدراسة والتحليل غير أن الأغاني الشعبية النسوية الموجهة للأطفال لم تحظ حتى الآن بما حظيت به الأغنية الشعبية الموجهة للكبار وهو ما تسعى هذه المداخلة بحثه ودراسته.
إن الأغنية الشعبية النسوية الموجهة للأطفال تتجلى في مناسبات كثيرة وتتمظهر في أشكال عديدة مثل : أهزوجة الأطفال، وأشعار الترقيص، والسبوع ، والختان، والهدهدة، وكل ما يلقى للأطفال حين إتمامهم حفظ القرآن الكريم في الكتاتيب، أو في أي مناسبة من المناسبات، وتكمن أهمية هذا النوع في كونه الوسيلة الأساسية التي تدرب الأم بواسطته الطفل على استعمال اللغة، ولهذا أطلق آرثر كوستلر على المرحلة التي تشرع الأم خلالها بعملية التدريب هذه ب" فجر اللغة "ومع هذه الأغنية التي تلقى على الطفل في الموضوعات التي ذكرنا، يبدأ الطفل بالربط بين الكلمات والمواقف، ويكون لتكرار الأغنية دوره في بناء مخزون الطفل اللغوي والتربوي، ومن هذه الأغاني العفوية الصادرة عن الأم غالبا، والتي يمثل فيها الطفل دور المتلقي المستهلك للمادة المسموعة انبثقت وتطورت الأغاني التي يقوم الطفل بالغناء فيها بنفسه فيتحول الطفل من مجرد مستهلك للمادة إلى منتج لها عن طريق الإنشاد والغناء واللعب.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)