كشف مصدر رفيع أن عددا محدودا من المسؤولين الحكوميين السابقين والقياديين الحاليين في جبهة التحرير الوطني تلقوا اتصالات “شبه رسمية" من جهات عليا، تتساءل حول ما إذا أصبح الحزب معارضا للسياسة المنتهجة حاليا، خاصة بعد توعد نواب الأغلبية المحسوبين على بلخادم في الكواليس، الوزراء المعارضين لأمينهم العام، بتضييق الخناق عليهم أمام الغرفة السفلى، مع الشروع في جمع توقيعات مساندة لبلخادم ضد خصومه، مما ينبئ بانفجار ينسف كليا خطة عمل عبد المالك سلال ويخلق أزمة غير مسبوقة ولا محسوبة العواقب بين السلطة التنفيذية والتشريعية في عهد حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
لا تتوقف عملية حشد توقيعات أنصار بلخادم من البرلمان بغرفتيه عند كونها مجرد أرقام سيتباهى بها بلخادم أمام خصومه نهاية جانفي بمناسبة دورة اللجنة المركزية، بل قد تتعداها إلى كونها أضحت بوادر أزمة حقيقية بين السلطة التنفيذية والتشريعية تنذر بتعطل مؤسسات الدولة وانقسامها الكلي وشلّ مخطط الحكومة برمته.
والدليل يقول مصدر رفيع وعارف بخبايا الأزمة ل “الجزائر نيوز" أنه جرت في اليومين الأخيرين اتصالات وصفها بشبه رسمية تستفسر بقلق حول ما إذا تحول الأفلان إلى معارضة لبروز بوادر خطيرة تُظهر الحزب معارضا للحكومة والسياسية الحالية".
وبرّر مصدرنا هذه التساؤلات القادمة من فوق دون أن يحدد موقعها بالضبط، بوجود قلق على أعلى المستويات من أزمة جبهة التحرير امتدت إلى غاية التفكير في احتمال حدوث انسداد بين السلطتين التشريعية والتنفيذية التي تعكف على تطبيق برنامج رئاسي ضخم.
وأوضح صاحب هذه المعلومات أن هذا التفكير نابع “من عمل بلخادم على حشد أنصاره من داخل البرلمان ضد الوزراء المنقلبين عليه وهم أصحاب حقائب حساسة في الحكومة لها علاقة مباشرة بالورشات الكبرى في برنامج الرئيس". ويفسر المتحدث ل “الجزائر نيوز" هذا الانخراط الكبير للنواب في مساندة بلخادم بأنها “تحضيرا لهجوم معاكس ناجم عن رحيل بلخادم من على رأس الأمانة العامة للأفلان خلال دورة اللجنة المركزية المقبلة، وفي الوقت ذاته يعتبر مساومة لكل جهة تفكر في تنحية بلخادم الذي يدين له النواب بفرضهم على قوائم التشريعيات برغم ما واجهه من ضغوطات كبيرة، إذ يمكن أن ينتقم له النواب من قرار سلبي ينجم عن الدورة القادمة، بمعارضة كل خطوة يخطوها وزراء الأفلان أو حتى وزراء خارج دائرته الحزبية في الحكومة مما يُعطلّها ويعطل برنامج الرئيس".
هذا وتحلى محدثنا بواقعية أكثر حينما زاد على هذا، قوله “عندما تحدث مثل هذه التطورات الخطيرة من السابق لأوانه الحديث بأحكام والجزم برحيل بلخادم الأمور تزداد تعقيدا وغموضا"، ويقرأ مصدر عليم آخر في هذه المعطيات أنه “الآن أصبح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مجبرا لا مخيّرا على التدخل إما بإبقاء بلخادم وفرضه رغم أنف المناضلين وحماية برنامجه وحكومته، وإما إبداء إشارات موافقة على تنحيته ليبلغ مراد الخصوم إلى مداه وتتضح الرؤية بشكل تام". وكانت جريدة “البلاد" قد أوردت على لسان بلخادم أنه يفكّر في اعتماد معادلة الصندوق لتقرير مصيره خلال الدورة القادمة، إلا أن أنصاره رفضوا إقرار هذا الإجراء “كونهم سيتخلون عليه" وقد يكون ذلك نابعا من إيمانهم أن الذهاب إلى الصندوق يعني انتهاء مرحلتهم ومرحلة أمينهم العام.
عبد اللطيف بلقايم
![if gt IE 6]
![endif]
Tweet
المفضلة
إرسال إلى صديق
المشاهدات: 20
إقرأ أيضا:
* جزائريون يقودون مسيرة بليل الفرنسية للمطالبة بالوثائق
* حركة النهضة: التدخل الفرنسي بمالي تهديد لأمن الجزائر
* بن صالح في تونس للمشاركة في الذكرى الثانية لثورة 14 جانفي
* بن يونس يستقبل كاتبة الدولة لدى الوزارة الفيدرالية الألمانية للبيئة
* مكتتبو “كناب إيمو" بقسنطينة يهددون بتصعيد لغة الاحتجاج
التعليقات (0)
إظهار/إخفاء التعليقات
إظهار/إخفاء صندوق مربع التعليقات
أضف تعليق
الإسم
البريد الإلكتروني
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 14/01/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : التعليق تصغير تكبير
المصدر : www.djazairnews.info