الجزائر

الأعلاج أو الصقالبة



استخدم بنو زيان الأعلاج أو الصقالبة (139) في بلاطهم، كغيرهم من الدول الإسلامية المتعاقبة في بلاد المشرق والمغرب والأندلس، وهم عناصر من جنسيات أوروبية مختلفة يجلبون من ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وكتلونية وجليقية، في شمال إسبانيا، بواسطة الشراء أو الغارات والغزوات للشواطئ الأوروبية وجزر البحر المتوسط أو عن طريق الهدايا (140).
نشأ الأعلاج في دار الإسلام تنشئة إسلامية، ودربوا على أعمال القصر لخدمة الحريم، وتكونت منهم فرق خاصة في الجيش وحرس السلطان (141)، وتقلدوا القيادة وخطط الوزارة والحجابة..
وقد اشتهر منهم في البلاط الزياني هلال القطلاني الذي سباه المسلمون، من نصارى كتلونية(142)، وجلبوه إلى غرناطة حيث أهداه السلطان الغرناطي محمد الثاني الأحمر (671-701هـ/1273-1302م)، إلى السلطان الزياني عثمان بن يغمراسن (681-703هـ/1283-1303م)، ثم صار هلال القطلاني بعد ذلك إلى أبي حمو موسى (707-718هـ/1307-1318م)، الذي دفع به إلى ابنه أبي تاشفين، ومعه بعض الاعلاج يقومون بخدمته وتربيته (143)، وكان هلال من الصق الاعلاج واقربهم إلى أبي تاشفين، حتى أصبح من خلصائه، وثقاته فقلده الحجابة والوزارة، عندما تولى العرش الزياني وأطلق يده في خطط الدولة، حتى صار بيده الحل والعقد فكان مهيبا صارما عنيدا اتخذ كتابا وضياعا (144)، وصار له مال كثير وسفينة لنقل التجارة (145)، وقام بزحزحة منافسيه، وتصدى لمعارضيه في البلاط الزياني (146)، وبرزت معه مجموعة من الاعلاج كان لها مركزها السياسي والاجتماعي في المجتمع التلمساني، بحيث شكلوا فريقا مهما، من القادة والضباط في الجيش الزياني مثل: القائد مسامح، وفرج بن عبد الله، وظافر مهدي وعلي بن تاكرارت (147)، وفرح الملقب بشقورة، وغيرهم من الأعلاج الذين صاروا عنصرا من عناصر المجتمع التلمساني، في العهد الزياني (148).


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)