الجزائر

الأطباق العصرية تزاحم « الكسكسي» في الأفراح والمناسبات



يشهد طبق الكسكسي بمدن دائرة بوقطب تراجعا ملحوظا خلال حفلات الزفاف ببلديات الخيثر، تسمولين، وبوقطب، وذلك بعد الانتشار الكبير للأطباق العصرية التي باتت تقدم بكثرة في الأعراس منها طاجين الحلو، الزيتون والجلبانة.لكن هذا لا يلغي الأهمية الكبيرة لطبق الكسكسي الذي لا يزال سيد الأعراس بعاصمة «
الطرافي»، وقبيلة» أولاد سيدي اخليفة» بالخيثر، حيث كانت النسوة يُبدعن في تحضيره على الطريقة التقليدية قبل موعد الزفاف أو المناسبة بأسابيع، و تتواصل عملية إعداده خلال الموعد، إذ يقدم مع لحم الخروف في صحون غالبا ما تكون من الحجم الكبير، أو على شكل ما يسمى ب «السفوف» الذي يُقدم مع الحليب واللبن طبعا بعد تناول الضيوف للحم المشوي والملفوف، كما أن الرائحة التي تنبعث عبر رواق البيت أثناء عملية الشواء والطهي تصنع جزءا من طقوس العرس.
إلا أن هذا الطبق مع الأسف بدأ في التراجع خلال السنوات الأخيرة، بعد غزو الأطباق العصرية الخاصة بهذه المناسبات ، في مُقدمتها طبق الحلو الذي يتمّ تحضيره غالبا بلحم الخروف، وقليلا ما يكون بالدجاج ، إلى جانب أطباق الزيتون أو الجلبانة، الذي أصبحت تلجأ إليه العديد من العائلات بالمنطقة خلال حفلات الزفاف والخطوبة أو الختان، وأرجع بعض العارفين بخبايا الأعراس الذين التقت بهم الجمهورية بأن هذا التحول جاء كضرورة حتمية كون الطبق الكسكسي يتطلب تحضيره جهدا ووقتا طويلا، كما أشار البعض ممن أقاموا حفلات زفاف خلال هذه صائفة2019 ، بأنّهم وجدوا أنفسهم غير قادرين على إعداد»الكُسكسي»، الذي يبقى حسبهم مُكلّفا فاستنجدوا بالأطباق المذكورة التي تبقى سهلة في التحضير مقارنة بالكسكسي، في حين ذهب البعض بالقول إن جيل اليوم هو السبب في تراجعه لأن اغلب النساء أصبحن اليوم لا يستطعن إعداد مثل هذه الأطباق التقليدية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)