في ظل التهاب الأسعار المسجّل على مستوى الأسواق
الأضاحي.. حلمٌ بعيد عن متناول البسطاء
تقترب مناسبة عيد الأضحى المبارك خصوصا مع مغادرة أولى دفعات الحجيج أرض الوطن باتجاه البقاع المقدسة بحيث بدأ العد التنازلي لاستقبال المناسبة العظيمة التي تقترن بركن الحج وإتيان سنة النحر كسنة مؤكدة إلا أن أسعار الأضاحي الملتهبة خلال هذه السنة قد تلغي فرحة اقتناء كبش العيد لدى العديد من العائلات المتوسطة الدخل فسعر الكباش لا ينزل عن 8 ملايين سنتيم ليصل إلى حدود 12 مليون سنتيم فما فوق.
نسيمة خباجة
تشهد أسواق المواشي عبر ولايات الوطن حركية واسعة على غرار اسواق الجلفة وتيارت والاغواط والمسيلة وسعيدة كولايات تُعرف بجودة اغنامها وتكون قبلة للكثيرين لاقتناء الاضحية لكن غاية الكثير من الوافدين لتلك الأسواق ترصّد الأسعار لهذه السنة ومقارنتها بالسنة الماضية الا انه يبدو ان الارتفاع في الأسعار هو تحصيل حاصل يصدم المواطنين البسطاء في كل مرّة أمام موالين ووسطاء يردّدون دوما نفس الحجج المتعلقة بغلاء الأعلاف والتكلفة العالية لتربية الماشية من جميع الجوانب كحجة يلهبون بها جيوب المواطنين بل ويلغون فرحة العيد عن الكثير من العائلات التي تحول النحر لديها إلى حلم بعيد المنال في ظل الالتهاب المسجل عبر أسواق المواشي في السنوات الأخيرة.
أسعار ملتهبة
أقرّ الموالون أسعار مرتفعة للمواشي عبر الأسواق قبل عيد الأضحى المبارك بأيام ما جعل المواطنين في حيرة من أمرهم فيما اتخذ العديد منهم قرار عدم النحر في هذه السنة بسبب الأسعار الملتهبة التي تعلو كثيرا ولا تتوافق والقدرة الشرائية للكثير من العائلات بحيث حضرت الكباش بصورة محتشمة عبر بعض الاحياء الشعبية منها ما هي موجّهة للنحر وبعضها للبيع بالنسبة لمن اختاروا بيع الكباش كيد ثانية بعد الموّال أو سماسرة الكباش مما يرشح الأسعار للارتفاع اكثر قياسا على ما شهدناه في السنة الماضية حين وصلت أسعار بعض الكباش إلى ازيد من 20 مليون سنتيم.
اقتربنا من بعض المواطنين لرصد آرائهم حول أسعار الكباش في الأسواق فأجمعوا أنها ككل سنة أسعار مرتفعة جدا لا تتوافق ومداخيل العائلات البسيطة.
يقول السيد عمر إنه وفد إلى بعض الأسواق بالولايات الداخلية على غرار الجلفة والاغواط ورأى أن الأسعار مرتفعة جدا وهي تعلو عن الحد الأدنى للأجر الوطني المضمون بحوالي ستة اضعاف وهو ما لا يتقبله عاقل فرب الاسرة العامل بأجرة شهرية محدودة لا يستطيع اقتناء كبش لأطفاله وهو ما اتخذه كقرار فأجرته لا تتعدى 4 ملايين سنتيم تستنزفها نفقات الاسرة المتراكمة وليست له القدرة على اقتناء كبش بأزيد من 10 ملايين سنتيم ويكتفي باقتناء اللحوم البيضاء لاجتياز العيد في حال أتيحت ولم ترتفع هي الأخرى.. يقول.
السيدة لطيفة قالت إن أسعار المواشي نار حسب ما تشاهده عبر التلفاز من خلال رصد أسعارها عبر الأسواق وعن اقتناء الكبش قالت إنها لم تقرر بعد وستدرس ميزانية الاسرة فالنحر بات يتطلب مبالغ مرتفعة حسب ما فرضه الموالون والسماسرة على المواطن البسيط ما من شأنه ان يلغي فرحة اقتناء الكبش عن العائلات والأطفال.
السيدة مريم ربة بيت قالت إن النحر هو غاية الكل لاسيما أن المناسبة عظيمة لكن الأسعار قد تفوّت الفرصة فمؤخرا خرجت العائلات من ميزانية الشهر الفضيل وكسوة العيد لتليها مناسبة عيد الأضحى المبارك التي باتت تتطلب ميزانية كبيرة لشراء الكبش في ظل جشع الموالين في كل سنة وأضافت ان الكبش بات متاحا للعائلات الميسورة فقط أما العائلات البسيطة التي تعتمد على الدخل الشهري لرب الاسرة تستحيل قدرتها على اقتناء الاضحية في ظل الأعباء المتراكمة والنفقات التي تخص البيت والفواتير وغيرها من الالتزامات الأخرى.
بالأمس كانت العائلات الجزائرية تبحث عن الكبش الجيد ذي القرون الملتوية والحجم الكبير الذي كان سعره لا يفوق 5 ملايين سنتيم لكن اليوم العائلات باتت تحتار كلما اقتربت مناسبة عيد الأضحى المبارك فهي بالكاد تقتني أضحية لإتيان السنة ولا يهمها في ذلك سوى المحافظة على الميزانية وعدم اختلالها ويكون الحل بشراء كبش صغير بثمن كبير قد يفوق 5 ملايين سنتيم خصوصا أن الأسعار في هذه السنة تتراوح ما بين 7 و12 مليون سنتيم.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 22/05/2024
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum.dz/ar/index.php