يبدو أن الأصول العرقية لعناصر سكان مدينة تلمسان كانت متشعبة، بحيث يصعب على الباحث الإلمام بكل مكوناتها، ويعود السبب في ذلك إلى نقص الوثائق من جهة وإلى التمازج، الذي حدث بين السكان الأصليين من البربر، وبين الأجناس الأخرى، التي حلت بها منذ الفتح العربي الإسلامي في نهاية القرن الأول هجري، السابع ميلادي كالعرب اليمنيين والمصريين والشاميين والعراقيين والأندلسيين والفرس والأغزاز، والقبط، والاعلاج المماليك، والعبيد السود، فضلا عن جنسيات مختلفة أخرى من أوروبا، ويهود، وغيرهم ممن تسربوا إلى مدينة تلمسان وحطوا رحالهم فيها، في شكل مجموعات كبيرة أو صغيرة، أو فرادى على مر السنين والقرون(24).
هذه هي العناصر الأساسية، التي كان يتشكل منها المجتمع التلمساني، خلال العهد الزياني بما فيها عناصر الهجرة الداخلية والخارجية المستمرة إلى مدينة تلمسان، للإقامة بها، قدمت جلها من أقاليم وأقطار مغربية وافريقية وأندلسية، ومشرقية ومسيحية أوروبية على شكل قبائل وجماعات وأسر وأفراد، فكثيرا ما نلمح في تراجم علماء تلمسان وأدبائها ووجهاء القوم فيها، وكتب الطبقات انتساب العديد منهم إلى قبائل ومدن متباينة، كالآبلي والجيسي والتنسي والسبتي والفاسي والوهراني والبجائي والمصمودي والصنهاجي والتونسي والمصري والكردي، والعقباني وغير ذلك.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 20/10/2010
مضاف من طرف : tlemcenislam
المصدر : www.almasalik.com